الاستعمار في زمن الانترنت‎

mainThumb

26-07-2016 01:55 PM

 أصبح العالم قرية صغيرة بفضل وسائل الاتصال التي أصبحت تصل كل بيت بل تصل كل فرد صغيرا كان أم  كبيرا، وما عاد شيء يخفى عن الناس، ولا تستطيع دولة أن تخفي عن شعبها أو عن الشعوب الأخرى أي تحرك لها.

 
 لذلك ما كانت تمارسه الدول الغربية على الشعوب المغلوبة في العالم الثالث بداية القرن العشرين، وتمارسه الآن بشكل خفي عن طريق الأنظمة والحكومات في تلك الدول، لا يمكن أن تستمر في ممارسته في هذا الزمن المكشوف، ففي بداية القرن حيث وسائل التواصل معدومة والاعلام كان بيد الحكومات، ولم يكن يدرك أعمال دول الاستعمار الا قلة من النخب السياسية والمتنورين في المجتمع، أما بقية الشعب فمغيبون عن ما يجري ، ووسائل الوعي عندهم هي ما يشاهدونه بأعينهم وقد لا يدركون كنهه، أو ما يسمعون من إعلام الدول المتواطئ مع الاستعمار.
 
 
 
أما في هذا الزمن الذي تصل فيه المعلومة الى المدينة والبادية في نفس الوقت، ويصاحبها التحليل والأراء المتعددة، ولا يقتصر التحليل والرأي على إعلام الدولة المرهون لدول الاستعمار، وحيث أن المواطن عايش الدول وتفرغ لها ورأى منها الفساد والتعدي على حقه وحريته ووعيه، ويرى كل يوم عن طريق وسائل التواصل والاتصال كيف تعيش شعوب الدول المستعمرة- بكسر الميم-  وكيف ينعمون بخيرات البلاد المغلوبة،   حتى وصلت الشعوب الى درجة الغليان جراء الظلم والقهر الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة التي تتبع للدول الكبرى التي تدعي الديمقراطية والحرية، وتظهر امام شعوبها بأنها تدعم تحرر الشعوب التي قيدتها هي بنفسها وما زالت تدفع باصنامها وتجعلهم على رؤوس الشعوب رغما عنهم وتدعمهم بالسلاح ليقهروا شعبا أعزل لا حول له ولا قوة..
 
هل تستطيع الدول الانتهازية التي تتغذى على دماء الشعوب، أن تخفي عن شعبها أولا وعن شعوب الدول المحتلة، ممارساتها الدنيئة؟
 
 وهل تستطيع أن تبرر لهم لماذا جيوشهم في كل مكان تتعدى على شعوب لا تبحث الا عن حياة كريمة وحرية؟
 
هل تستطيع دول كأميركا وروسيا وفرنسا وبريطانيا ومن يدور في فلكها أن تستمر بخداع شعوبها بأنها تحارب شبحا اسمه الارهاب، وهي في الحقيقة تتصارع فيما بينها للسيطرة على خيرات الشعوب، في هذا الفضاء المفتوح؟
 
وبما أننا نتحدث عن الاستعمار ووسائل التواصل، هل بقي أحد من الشعوب المغلوبة، ما زال لا يدري أنه محتل رغم ما يرى ويسمع، وما يصله من حقائق سافرة لا تريد تحليلا، ولا تحتاج الى كثير ذكاء لإدراكها..
 
أميركا خدعت شعبها في غزوها للعراق، وبريطانيا كذلك، وفرنسا تفعل الأفاعيل في أفريقيا، وروسيا وأميركا استباحت سوريا بحجة أنهم يقاتلون عماليق يسمون تنظيم الدولة، فهل ستستمر طويلا بخداع شعوبها والشعوب المغلوبة؟!!
لقد بدأت هذه الدول المارقة وأنظمتها في المنطقة، تنكشف لشعوبها والشعوب المغلوبة بفضل هذا الفضاء الحر، من انترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والفضائيات الحرة غير المستعمرة، وأظن أنه سيسقط بأيديها قريبا ولا تستطيع أن تفعل ما فعلته، أيام كانت أفعالها مغيبة عن شعوبها، وعلى الشعوب المغلوبة أن تعي وتعمل لمصلحتها وتحافظ على حضارتها وتقف في وجه الظلم فقط ، فاذا تجرأوا ووقفوا في وجه الظلم فإنهم غالبون بإذن الله..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد