جلسة مع الرئيس - يوسف عبد المنان

mainThumb

28-07-2016 09:53 AM

في اليوم الختامي لمؤتمر القمة العربية الذي أنهى أعماله أمس الأول في العاصمة الموريتانية "نواكشوط" سجل الرئيس زيارة لموقع المركز الإعلامي الذي أنفقت عليه شركة (شنقتيل) السودانية مالاً معتبراً كمساهمة منها في نجاح القمة العربية، واستظل أكثر من خمسمائة صحافي ومصور تلفزيوني ومقدم برامج ومخرج بظل القاعة الأنيقة التي قدمها السودان كجهد لصالح القمة العربية، ووضع السودان كتفه بمحاذاة دول عربية ثرية ساهمت في دعم القمة بفضل ما قدمته شركة (سوداتيل) لموريتانيا، وبدا الرئيس "البشير" أكثر ارتياحاً وهو ينظر لنجاح بلاده وعطاء بعض المؤسسات خارج حدود الوطن.
 
 
 
بعد انقضاء الزيارة التفقدية للمركز الإعلامي وترتيب من الشاب "أبي عز الدين" مدير الإعلام بالقصر الرئاسي ضمن مبادراته العديدة وهو يتسلم للتو موقعه الرفيع، كان ترتيبات لقاءات إعلامية للرئيس مع قنوات فضائية ووكالات أنباء وجلسة حوار جمع الوفد الصحافي الذي غطى جلسات القمة العربية وضم الأساتذة "محمد الفاتح" نائب رئيس اتحاد الصحفيين، والأستاذ "محمد عبد القادر" رئيس تحرير (الرأي العام) والأخ "علي حمدان" ناشر (المستقلة)، والأستاذ "محمد الأمين مصطفى" الصحافي والكاتب قبل أن يكون مديراً للإعلام بـ(سوداتيل). وتبدت على الرئيس علامات الارتياح لما جرى في القمة العربية وتقاطيع الوجه والتعبير عن النفس يكشف ما هو مخبأ وراء اللسان، وكذلك حديث الرئيس عن تجربة الوزراء الشباب في حكومته والاستثمار في وزراء الدولة لقادم الأيام والمواعيد، يكشف عن ثقة الرئيس في هؤلاء الشباب.
 
 
 
 
تحدث "البشير" عن القمة العربية وأثنى على مخرجاتها التي جاءت توافقية دون خلافات كما كان يحدث من قبل بين الزعماء العرب في سنوات خلت، وأن السودان اليوم بات رقماً مهماً على الصعيد العربي والأفريقي.
 
 
 
وتحدث الرئيس عن المحكمة الجنائية التي يظن البعض وبعض الظن تجنٍ، أنها تشكل هماً للرئيس ومشاغل خاصة، ولكن عند سؤالي الرئيس عن الموقف العربي البارد من المحكمة الجنائية مقارنة بالموقف الأفريقي الرافض والمندد بها، اتسمت في وجه الرئيس علامة سخرية وتحدث بعمق وتحليل ينم عن قراءة لايجابيات وسلبيات قرار المحكمة بتوقيفه، وعاد الرئيس بذاكرته للوراء سنوات وهو يستدعي من الذاكرة مشهد جماهير محلية كرري وأم درمان وهي تخرج عفوياً دون حشد ولا إعلام لتحيته، وقال كنت في الكلية الحربية بوادي سيدنا حينما أعلن قرار الجنائية وفي نفس الوقت كنت على يقين بأن ما يحسبونه شراً لنا لهو خير على كل حال كما ورد في القرآن. خرجت من وادي سيدنا ووجدت الجماهير قد اصطفت في الشوارع رجال ونساء وشباب وشيوخ يقفون مساندين لنا في الوقت الذي لم يخرج مواطن واحد لتحيتنا في ذات اليوم عندما كنت في طريقي للكلية الحربية، ومنذ تلك اللحظة أصبحت زياراتي للولايات عبارة عن ملاحم جماهيرية وجعلت الجنائية الشعب يلتف حول الإنقاذ كأنها ولدت من جديد، وتذكرون ما حدث في "الفاشر" و"الجنينة"، وكل مكان ذهبنا إليه وفي الخارج أصبحت زيارتنا حدثاً، كل الدنيا تتحدث عن السودان واليوم ماتت الجنائية وتكشف أمرها وفضائحها لنشيعها إلى مثواها الأخير، والرئيس تحدث عن المواقف الأفريقية المشرفة جداً في كل مؤتمرات القادة الأفارقة من الجنائية وآخرها (قمة كيجالي)، ولكن العرب تفاعلهم مع القضية أقل، لذلك ذكرت في خطابي أمام القمة ضرورة أن تتخذ الجامعة العربية موقفاً مماثلاً لموقف القادة الأفارقة ، من هذه المحكمة، وربما - الحديث من عندي لا من لسان الرئيس - أن المحكمة الجنائية تم تصميمها على مقاسات الرؤساء والقادة الأفارقة.
 
 
 
 
 
سألنا السيد الرئيس عن التغيير في حكومته ولماذا لا يتم محاسبة مساعده "الحسن الميرغني" لغيابه عن العمل، وهل لو كان هذا الغياب لواحد من وزراء أو منسوبي المؤتمر الوطني سيعامل مثل معاملة "الحسن الميرغني"؟، ضحك الرئيس وقال لو كان "الميرغني" مؤتمراً وطنياً لفصلناه زمان من منصبه، لكن دائماً الشراكات فيها ضعف وتقديرات وقدرنا أن نتحمل الآخرين، وأنا قلت لـ"علي عثمان" وهو يقود وفد الحكومة المفاوض في "نيفاشا" أن أي قطرة دم سوداني أغلى من بترول الدنيا، لذلك لا تجعل من قضية البترول سبباً في استمرار الحرب، رغم أن البترول هو الذي فصل الجنوب، وقلت أيضاً لـ"علي عثمان" أي منصب وزاري لا ينبغي أن يكون سبباً في استمرار الحرب، وهذا هو الموقف حتى اليوم، ولذلك نتحمل مشاكل الشريك مهما حدث منه. أما عن الشباب فإن تجربتهم هي استثمار في المستقبل، وهنا اقتحم الرئيس الموريتاني "محمد ولد بن عبد العزيز" مقر إقامة الرئيس، فنهض البشير لاستقباله ولم يكتمل الحوار لأن الساعة كانت تشير إلى الثانية صباحاً بتوقيت السودان، وغادرنا المكان وكل واحد منا في نفسه أسئلة كان ينتظر إجابة لها عند الرئيس ولكن اه من لكن هذه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد