لماذا عُقدت القمة العربية؟ - أحمد عبد الملك

mainThumb

29-07-2016 06:32 PM

 لا نعلم على أي أساس عُقدت القمة العربية يوم الاثنين الماضي في نواكشوط في غياب أغلب القادة العرب، وسبَّبَ ذلك الغياب «ابتسار» يومي القمة وجعلها يوماً واحداً! فألاّ تُعقد القمة خير للعرب من عقدها هكذا بتردد واستحياء وتواضع في مضمون البيان الختامي! ويشعر المراقب أن الدول التي غاب زعماؤها عن القمة لا تريد «وجع رأس»! أكثر مما هو حاصل.

 

فالحوار اليمني بدا متعثراً بعد جهود دولة الكويت لأكثر من شهرين للملمة الحوار بين المتصارعين، وهذا ما أكده أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد بالقول: «ما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي هذا الصراع المدمر»!
 
أما الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فقد شرح موقفه المعلن مسبقاً فيما يتعلق بالصراع الدائر في بلاده، وهو الموقف الذي ترفضه جماعات «الحوثي» ومليشيات المخلوع علي صالح، والذي يستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي رقم 2216 الخاص باليمن، كما تمنى الرئيس اليمني «رصَّ الصفوف وحشد الهمم والجهود من أجل بلوغ الغايات التي تتوق إليها شعوبنا منذ زمن طويل»، ولم تظهر أية بوادر أو مشاريع واضحة لوقف الصراع في اليمن.
 
وشددت مملكة البحرين، على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، على ضرورة أن تكف إيران «عن التدخل في شؤون بلاده»، كما أكد على أن مكافحة الإرهاب في بلاده «لن تنجح إلا بالتصدي للتدخلات الخارجية، خاصة الإيرانية».
 
أمير الكويت فقد أوضح خطوطاً للعلاقات المستقبلية مع إيران، وهي «احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي المتعلقة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
 
وكل الحاضرين، بمن فيهم الصامتون، أكدوا على ضرورة مقاومة الإرهاب، والتصدي له، وأن المواجهة يجب أن تكون تعليمية وتربوية وثقافية وليست أمنية فحسب.
 
وقد حضرت المبادرة الفرنسية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في البيان الختامي، حيث رحب القادة العرب بتلك المبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام، يُمهد له بوقف الاستيطان الإسرائيلي، وبما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تسلم رئاسة القمة من مندوب مصر، ركز على الإرهاب وضرورة حل القضية الفلسطينية، وثمّن جهود دولة الكويت في جمع الفرقاء اليمنيين للتوصل إلى حل يُنهي الأزمة في اليمن.
 
وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أدلى ببيان لدى وصوله نواكشوط أكد فيه على ضرورة «بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات الجسام، ولتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال».
 
أما قضايا الصراع في كل من سوريا، العراق، ليبيا، الصومال السودان، فقد ظلت غير واضحة ولم يؤخذ تجاهها أي قرار فعلي أو عملي لوقف النزيف في هذه البلدان! ونظراً لتواضع مستوى التمثيل في القمة، حيث غابت عنها أكثر الدول تأثيراً، فقد جاء البيان متواضعاً يحمل تمنيات وردت في البيانات السابقة.
 
نقول: لماذا عُقدت القمة العربية؟ وهل هي تسجيل وتوثيق لتسلسل القمم وعدم انقطاعها؟
 
بصراحة، عقد قمة عربية في ظل غياب 15 رئيس دولة عربية يُعطي مؤشراً واضحاً لعدم الرغبة في حضور القمة، أو على الأقل تقدير تلك الدول لعدم جدوى مثل هذه القمم، التي لا تخرج منها مبادرات حقيقية تلامس جوهر التحديات التي تمر بها المنطقة، ناهيك عن أن بعض الدول التي تمثلت بتمثيل أدنى من رئيس الدولة لا تريد أن تحضر قمة لن تنجح، كونها تدرك الخلافات التي تعصف بالعلاقات بين الدول العربية.
 
* نقلا عن "الاتحاد"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد