‎الانتخابات النيابية والخيارات الصعبة

mainThumb

13-08-2016 09:20 PM

كان الله في عون شعبنا بخياراته الصعبة سواء بالمشاركة غير ‏المجدية في العملية الانتخابية المقبلة أو المقاطعة التي لن تغير ‏شيئا بالمدى المنظور على الأقل بعد اعلان جميع القوى ‏السياسية بالمشاركة في الانتخابات التي تأتي هذه المرة في ‏ظروف محلية وإقليمية ودولية في غاية الخطورة ، وتتطلب أن ‏يكون هناك نواب وطن حقيقيون يمثلون ضمير الشعب ولا ‏يمثلون عليه .‏
 
فهذه الانتخابات برأيي المتواضع ستكون حساسة وخطيرة جدا ، ‏وقانون الانتخاب الجديد اياه ليس حلا اذا لم يكن هو أساس ‏المشكلة بالقوائم غير المتجانسة  إلا في مصالح أصحابه ولا ‏تبني ولا تخدم وطنا ، ولن تكون الحل أو البديل عن القوى ‏السياسية التي لا زالت قوى هشة ومنقسمة وللأسف لا يوجد ‏الحد الأدنى من التنسيق الجاد حتى بين القوى المتقاربة فكريا .‏
 
 
وفي الاتجاه الآخر الحركة الاسلامية تشارك وهي في أضعف ‏حالاتها بعد الانقسامات التي تعرضت لها ، ولا شك أنها اثرت ‏على فاعلية الحركة ووجودها في الشارع في ظل ذلك وغياب ‏القوى الأخرى شكلت القوائم أو على وشك التكملة في تشكيلها ‏وأغلب أعضائها مستقلون وجمعت بينهم مصالح مشتركة ‏افرزت تلك الحالة التي كما اسلفت لن تكون بديلا عن القوى ‏السياسية التي يقاس تقدم البلد وتخلفه على فاعلية وجودها ، ‏وليس وجودها كديكورات أمام العالم الخارجي بعيدة عن الوطن ‏وقضايا المواطن .‏
 
لذلك الوضع خطير والحكومة ماضية في طريق التبعية ‏لصندوق الفقر الدولي الذي أصبح أكبر مراكز القوى العالمية.‏
 
وعلى هذا الأساس نقول أن المجلس القادم لن يكون اكثر فاعلية ‏من سابقيه حتى لو وصل لقبته أكثر من نائب معارض لأن دور ‏هؤلاء لن يكون إلا ديكوريا وستحصل الحكومة على مجلس ‏مستأنس فاقدا لكل دسم سياسي وذلك لأن المواطن الأردني من ‏مختلف الأطياف الوطنية ليس جاهلا حتى لو أراد البعض من ‏المستفيدين تجهيله ، وما نحن بحاجة اليه قبل الانتخابات وحتى ‏لو أجلت لإشعار آخر لكون المجالس النيابية غير فعالة ، نحن ‏بحاجة لحوار وطني عميق اكثر شمولية بين كل أطياف المجتمع ‏ولدينا الكثير من النخب السياسية المحترمة من مختلف المدارس ‏السياسية فهي قادرة على وضع برنامج عمل وطني شامل ينقل ‏الوطن من عصر الحرب الباردة الذي للأسف لا زلنا نعيشه ‏للقرن الواحد والعشرين حيث أن وطننا بكل أسف ورغم ‏التغيرات العالمية لا يزال سياسته أسيرة مرحلة الحرب الباردة ‏والقوانين التي حكمتها في ذلك الوقت ، والانتخابات النيابية ‏والنقابية والبلدية ليست هي الديمقراطية كما يعتقد البعض ولكنها ‏وجها من وجوه الديمقراطية التي لن تحقق إلا في مجتمع يؤمن ‏بالقيم الديمقراطية ، ولكن يسبق ذلك انظمة وقوانين عصرية ‏تنظم الوطن وتجعل المواطن العادي مسئولا عن خياراته وتفرز ‏مجالس تشريعية ونقابية وبلدية تمثل الخيار الوطني وليس ‏العودة لخيار الأصفار .‏
 
لذلك علينا أن نبدأ بالخطوة الأولى مهما كانت المسافات بعيدة ‏والطريق طويلا ولكن علينا ان نتذكر أن من وصل لسطح القمر ‏بدأ بالخطوة لأولى ، فهل نبدأ بالخطوة الأولى أو نبقى نتحجج ‏بحر الصيف وبرد الشتاء السياسي ، والتاريخ وحركته لن ‏ينتظروا أحدا ، ولا عزاء للصامتين    ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد