غيوم في سماء المملكة العربية السعودية - الجزء الرابع

mainThumb

18-08-2016 10:01 AM

5: مثلث الرعب العربي الإيراني الإسرائيلي وأثره على الأمن القومي العربي
 
قال تعالى في محكم كتابه " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما  على الأخرى فقاتلوا التي تبغي  حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم . 
 
هناك ثلاثة أبعاد  للعلاقات بين أي دولتين متنازعتين وبين أي معسكرين متناحرين   يتمثل البعد الأول في علاقة الغالب بالمغلوب أي أن ينتصر أحد الطرفين عسكريا وسياسيا  ويحقق أهدافه التي من أجلها خاض الحرب 
 
والبعد الثاني هو علاقة المهزوم بالمهزوم  أي أن يخسر الطرفان المتنازعان  وتستمر الحرب بكل ما تمثله  من خسائر وويلات  وضحايا ودمار واستنزاف لكل القدرات العسكرية والإقتصادية والإجتماعية والحياتية وهدر لكل القيم الإنسانية  وتهديد دائم لسيادة الدولة وقيادتها وشعبها ومقوماتها وسيادتها .
 
أما البعد الثالث فهو علاقة الغالب بالغالب أي أن يضع الطرفان حدا للعداء ولأي عمل عسكري ولحرب استنزاف لا ترحم  وأن تلجأ القيادات السياسية والعسكرية في البلدين إلى الطرق السلمية والمفاوضات المباشرة  ولا مانع هنا من إختيار مظلة الأمم المتحدة  لإجراء مثل هذه المفاوضات  من أجل التوصل  إلى حل مشرف يحفظ كرامة  الطرفين وحياة أبناء الشعبين بالإضافة إلى توجيه  الطاقات نحو البناء والتقدم  .
 
إن أي دولة في العالم يدفعها حب البقاء  والإستمرار والحفاظ على سيادتها لا بد وأن تتصرف تلقائيا أو عن تخطيط مسبق لتحقيق هذا البقاء والحفاظ على مقومات الدولة ومصالحها وتحقيق أهدافها . وإن كل ما تقوم به الدولة في هذا السبيل هو إنعكاس للتفاعل بين مفهوم الأمن القومي للدولة وللظروف والتهديدات التي تحيط بها . ولما كانت هذه التهديدات مختلفة بين دولة وأخرى  اختلفت السياسات العليا التي تنتهجها  الدول في إطار المفهوم الشامل للأمن القومي الخاص بها . ولكن هناك بعض الأسس والمبادىء الأولية التي تلتقي عندها أو على الأقل تتشابه في مدلولاتها وتركيبها سياسيا  وإقتصاديا وإجتماعيا وعسكريا .
 
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السياسة العامة للدولة تهدف في صلبها إلى تحقيق المبادىء والأهداف والمصالح القومية وهي تشكل في مجموعها ما يعرف بالأغراض القومية . كما أن الدستور والقوى السياسية والمقومات الإقتصادية والإستراتيجية الحربية تساهم في إعطاء الدولة القوة والقدرة  في الإستمرار وتحمل المسوؤليات والحفاظ على سيادة الدولة واستقرار نظامها وتحقيق أهدافها القومية ومجابهة أي أخطار داخلية وخارجية .
 
وإن السياسة العامة للدولة تتفرع إلى أربعة فروع رئيسة  هي السياسة الداخلية والسياسة الخارجية  والسياسة العسكرية والسياسة الإقتصادية . وكل هذه السياسات تصب في ينبوع واحد هو الإستراتيجية القومية للأمن القومي للدولة .
 
ومن أجل العودة إلى موضوع هذا البحث المباشر وهو الصراع الخفي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي  وما ينضوي تحت هذا الصراع من بسط نفوذ الإيرانيين في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ومحاولة تحقيق مشروع الهلال الشيعي  للسيطرة على الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية "حيث لم يبق غير الأردن صامدا ومنيعا في وجه هذا المشروع" ومن محاولات متكررة من أجل التدخل السافر في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية وفي مقدمتها مملكة البحرين وما سبقه من قيام القوات الإيرانية بتاريخ 30/11/1971 بإحتلال جزيرة طنب الصغرى وطنب الكبرى من إمارة رأس الخيمة  وجزيرة أبو موسى من إمارة الشارقة  أي قبل أيام معدودة من تشكيل  وإٍستقلال دولة الإمارات العربية المتحدة  بتاريخ 2/12/1971  هذه الجزر التي تمثل أهمية  استراتيجية عظيمة وتمنح إيران السيطرة العسكرية المباشرة على مضيق هرمز . 
 
ولقد شهدت العقود الماضية  قيام سلاح الجو الإيراني بمحاولة قصف المنشآت النفطية السعودية عام 1984  حيث تم إسقاط طائرتين إيرانيتين  وإصابة ثالثة . 
 
إن ما نرغب بالتركيز عليه الآن هو تعاظم وتزايد النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وقبل التطرق إلى القدرات والإمكانات العسكرية والإقتصادية والسياسية  للجمهورية الإيرانية الإسلامية. لا بد لنا هنا من الإعتراف بأن العالم العربي بدل أن يحقق لنفسه أمنه القومي الشامل  المتمثل في حاية وتنمية القيم الإجتماعية والحفاظ على المصالح الحيوية لا سيما القيم الدينية السمحة  والأهداف السياسية والإقتصادية والنفسية والعسكرية والحفاظ على السيادة العربية وحفظ كرامة الإنسان العربي والمحافظة على حقوقه وحريته  واسترجاع الأراضي المحتلة وفي مقدمتها فلسطين ومرتفعات الجولان . وبدل  أن يتحقق التنسيق والتكامل بين الدول العربية على المستوى السياسي والإستراتيجي  ووضع الخطط الإستراتيجية اللازمة  لتنظيم العلاقات  العربية العربية والعلاقات العربية الدولية  وما يصاحبها من تخطيط للمعاهدات والتعاون السياسي والإقتصادي والعسكري والأمني والإجتماعي وتأمين أعلى مستوى من التسليح وتعبئة الإمكانات والطاقات لتحقيق التضامن العربي ولا أقول الوحدة العربية  وكسب تأييد الشعوب المسلمة .
 
وبكل أسف فإن نظرة سريعة إلى عالمنا العربي اليوم وما تشهده ساحات العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان  وفلسطين من قتل ودمار وإرهاب وتهجير . ففي سوريا وحدها أكثر من ثمانية مليون لاجىء موزعين بين الأردن وتركيا ولبنان  وأكثر من عشرة ملايين سوري نازحين داخل سوريا تم إقتلاعهم من أرضهم ومن قراهم ومن مدنهم ولا يعلم أحد عدد القتلى وعدد الجرحى وما القيمة الفعلية للدمار الشامل للبنى التحتية في شتى أنحاء سوريا كما لا يعلم أحد بالتحديد تعداد الفصائل المتحاربة ونوعية الأسلحة المتوفرة وما هي جنسياتهم المختلفة  وقد تحولت الدول العربية إلى ساحات تقوم بها الدول العظمى بتجربة طائراتها وصواريخها  وقذائفها المحمومة فالأرض العربية أصبحت مشبعة باليورانيوم المنضب والمياه العربية والسموات العربية ملوثة  مسمومة . والسؤال الذي أطرحه اليوم ما مصير الأطفال الذين نشأوا وترعرعوا في ظل القصف والقتل والفقر والبؤس والجوع والخوف وما هو مستقبلهم  
 
إن الأمن القومي العربي  يكاد يكون معدوما   في عالمنا العربي ويقف عاجزا أمام العوامل الضاغطة  والمتفجرة على المسرح السياسي العربي والعالمي . حيث أن كل دولة تتقوقع على نفسها  وتتمسك بحاجتها للجيوش المدربة  وإلى أجهزة الأمن لمجابهة التهديدات الداخلية  أو لحمايتها من جارتها العربية . وافتقرت الدول العربية في تطبيقاتها العملية  وعلاقاتها العربية العربية إلى ألإرتفاع لمستوى الأمن القومي الشامل . وباءت كل محاولات التوفيق والتكامل بين المستوى الوطني  والمستوى القومي بالفشل  وبدل أن يكون الأمن الوطني لبنة  قوية في بناء الأمن القومي العربي أصبح الخلاف والإنقسام وسياسة المحاور وإثارة المذهبية والطائفية الدينية والوقوع ضحايا للتبعية الخارجية  النهج الأبرز الذي رضخت له وأذعنت إليه السياسات العربية .  لقد كانت الدول العربية الأرض الخصبة التي تم فوق ترابها إطلاق الحرب الرابعة " الحرب الخفية " المتمثلة في إحياء وإيقاظ الخلايا النائمة تحت مظلة الربيع العربي والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد حيث يقتل العربي أخاه العربي ويقتل المسلم أخاه المسلم في عملية مخطط لها من أجل تفتيت وتقسيم العالم العربي والإسلامي وإيقاع الشرخ الأكبر بين المعسكرين السني والشيعي  وما يصحب هذه الحروب من إستنزاف للقدرات الإقتصادية مثل النفط والغاز ومن امتهان لكرامة الإنسان العربي حتى أصبح القتل والرعب والإرهاب سمة من الحياة اليومية في العالم العربي .
 
إن الدول العظمى بالتعاون مع الصهيونية العالمية  قد توصلت إلى معادلة تم من خلالها تقسيم مناطق العالم إلى مناطق نفوذ وإلى إستغلال جشع يرتكز على إستنزاف طاقات وقدرات الدول المغلوبة على أمرها من دول العالم الثالث. ويشاء القدر أن تكون الدول العربية والدول الإسلامية قبلة الأطماع ورحما لعمليات الإجهاض .
 
وإننا في هذه العجالة لا نريد العودة إلى الصراع بين الأمبراطوريتين الفارسية ( الساسانية) والإمبراطورية الرومانية والذي استمر طوال سبعة قرون وكانت بعض أجزاء من العالم العربي أرضا للحروب والمعارك بين هاتين الإمبراطوريتين حيث احتلت الإمبراطورية الفارسية العراق وامتدت لتصل اليمن وكانت مصر والشام تتقلبان بين الإمبراطوريتين  بالإضافة إلى إحتلال الإمبراطورية الرومانية دول شمال إفريقيا.
 
كما أننا لا نريد العودة إلى يوم ذي قار ومعركة القادسية حيث كانت البدايات الأولى في الطريق لإنتشار الحق ورفع راية  ألإسلام في الإمبراطورية الفارسية .
 
 ولا نريد العودة إلى  الصراع بين العثمانيين وبين الصفويين  والذي استمر لقرون عديدة كان أشهر أعوامها عام   1535 حين قام العثمانيون بالسيطرة على  المنطقة العربية وتم لهم دخول بغداد بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية الغربية من دولة الصفويين 
ونحن حتما لا نريد العودة إلى التاريخ الأسود عام 1907 حين تم الإتفاق بين كل من بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا بحضور رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في ذلك الوقت ديفيد ويلفسون وتم إقرار وثيقة كامبل بنرمان السرية  التي قضت بضرورة  إحتلال الدول العربية الممتدة من شواطىء الخليج الفارسي ( الإسم المستخدم في ذلك الوقت ) إلى المحيط الأطلسي والإبقاء على شعوب هذه المنطقة  مفككة جاهلة   ومحاربة أي توجه وحدوي فيها . ولقد نجم عن هذا المخطط المجرم  إحتلال العالم العربي وإستعماره وتقسيمه  والإستيلاء على منابع النفط فيه  والقيام بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين حيث نجم عن  مخطط بنرمان إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ووعد بلفور عام 1917  وتم تتويج هذا المخطط المجرم بقرار الأمم المتحدة  الظالم  رقم 181 بتاريخ 29/11/1947 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وإلغاء السيادة العربية  على القدس  وتبعه بتاريخ 15/5/1948  وثيقة إعلان دولة إسرائيل  وبتاريخ 11/5/1948  تبوأت إسرائيل  مقعدها في الأمم المتحدة بصفتها العضو 59 في المنظمة الدولية .
 
كما أننا لا نريد العودة إلى الحروب العربية الإسرائيلية ونتائجها المؤلمة معنويا وماديا وما استنزفته هذه الحروب من شهداء وتبعات النزوح وإقتلاع الإنسان العربي من أرضه وبيته وتشريده وما تكبدته هذه الحروب من تكلفة مالية باهظة على حساب التنمية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية  والصحية . 
 
ونحن كما ذكرنا لا نريد العودة إلى بطون التاريخ والتقلبات التي شهدتها هذه العصور وإنما من أجل توضيح ما نرجو التوصل إليه في هذه المقدمة العجولة نعود إلى منتصف الستينات حيث أخذ الشاه محمد رضا بهلوي ببناء القوات المسلحة الإيرانية وحصل على دعم مطلق من إدارة الرئيس الأمريكي "ريتشارد  نيكسون "  للحصول على أحدث الأسلحة والطائرات المتطورة  وخلال سنوات أصبحت إيران أقوى قوة دفاعية في منطقة الشرق الأوسط والدولة التي تشرف على الحدود الجنوبية لجمهوريات الإتحاد السوفياتي  ولقد قامت القوات الإيرانية تحت قيادة  الشاه محمد رضا بهلوي بتاريخ 30/11/1971 كما أسلفنا سابقاً بإحتلال جزيرة طنب الصغرى وطنب الكبرى  وجزيرة أبو موسى .
بتاريخ 16/1/1979 قام الشاه محمد رضا بهلوي بمغادرة إيران  وبتاريخ 1/2/1979 وصل الإمام الخميني إلى طهران وتم استقباله استقبال الفاتحين وخرجت إيران بكل ملايينها تهتف بسقوط الشاه وبتاريخ 1/4/1979 تم الإعلان عن تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران .
 
ومنذ استلام الإمام الخميني سدة الحكم أخذت العلاقات الإيرانية العراقية تسوء  تدريجيا كما لو أن هناك عداء شخصيا بين الرئيس صدام حسين والإمام الخميني الذي قضى فترة من حياته  بلغت 13 عاما منفيا في العراق   وبتاريخ 17/4/1980 أعلن الإمام الخميني بأنه سوف يحتل العراق وأنه سوف يتقدم بقواته وأتباعه حتى يصل بغداد . وبتاريخ 2/9/1980 بدأت الإصطدامات والمناوشات في قصر  شيرين . وبتاريخ 17/9/1980 أعلن الرئيس العراقي إلغاء معاهدة عام 1975 لأن إيران رفضت الإلتزام بها  . كما أعلن أن شط العرب كله عربي وأن مقاطعة خوزستان " عربستان " عربية عراقية وأن على إيران أن تعيد  الجزر الثلاث  للإدارة العربية  كما طالب بحق العراق في مياه الأنهار التي تنبع من شمال إيران والتي تصب قي شط العرب ونهر دجلة . وبتاريخ 22/9/1980 بدأ الهجوم العراقي الرئيسي على الأراضي الإيرانية . واستمرت الحرب العراقية الإيرانية ثمانية أعوام مخلفة نحو مليون قتيل  وخسائر مادية بلغت 400 مليار دولار أمريكي  .
 
وبعد مفاوضات طويلة تحت إشراف مجلس  الأمن ودول العالم وبتاريخ 18/7/1988 أعلنت إيران قبولها قرار مجلس الأمن رقم 589 ووقف الحرب مع العراق . وبتاريخ 20/8/1988 وافق البلدان على وقف إطلاق النار  لتبدأ بعدها المفاوضات المباشرة  بين العراق وإيران في جنيف  بتاريخ 25/8/1988 وجرت عدة جولات من المفاوضات وفي نهاية شهر تموز وبداية شهر آب  عام 1990 انسحبت القوات العراقية من الأراضي الإيرانية  وقامت بإطلاق سراح كافة الأسرى الإيرانيين . لتقوم بعدها مباشرة بتاريخ 2/9/1990 بغزو الكويت لتنتهي حرب الخليج الأولى ولتبدأ حرب الخليج الثانية هذه المرة دولة العراق بعد أن كانت تحارب إيران أصبحت تحتل دولة عربية هي دولة الكويت .  وسوف نتناول في الأجزاء التالية بالتفصيل أبعاد ونتائج  حرب الخليج الثانية والتي سميت بعاصفة الصحراء عام 1991 كما سنتناول حرب الخليج الثالثة  والتي بدأت بتاريخ 20/3/2003 كنتيجة فعلية  للحرب ضد الإرهاب التي أعلنها الرئيس جورج بوش بعد أحداث  تدمير مبنى برجي التجارة العالمي في نيويورك بتاريخ 11/9/2001 والتي كان نتيجتها إحتلال أفغانستان والقضاء على نظام طالبان  وإحتلال العراق والقضاء على نظام الرئيس العراقي صدام حسين . كما سنتناول بالتفصيل بدايات الربيع العربي أو بالأصح حرب الخلايا النائمة وظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وقيام هذا التنظيم بالإستيلاء على معظم المحافظات السنية في وسط العراق .
 
ولا بد لنا هنا من التوقف عند المخطط الإجرامي الثاني لتفتيت العالم العربي والإسلامي  والذي يعرف بوثيقة بيرنارد لويس . هذه الوثيقة التي انطلقت فعلا إثر إطلاق  مستشار الرئيس الأمريكي  للأمن القومي  زبغنيو بريجنسكي  سؤاله الشهير " كيف يمكن  تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش  الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود إتفاقية سايكس بيكو" . وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية بدأ بيرنارد لويس بوضع مشروعه  الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية  لمجموعة الدول العربية  والإسلامية جميعا وكلا على حدة  ومنها العراق وسوريا ولبنان  والأردن ومصر والسودان  وإيران وتركيا وأفغانستان والباكستان والسعودية  ودول الخليج ودول  المغرب العربي وتفتيت كل منها إلى مجموعات من الكانتونات والدويلات العرقية  والدينية والمذهبية  والطائفية وقد أرفق بمشروعه مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت وسوف نتناول بالتفصيل وثيقة بيرنارد لويس وإرتباطها بحرب الخلايا النائمة  والتي عرفت بحرب الجيل الرابع  والربيع العربي والفوضى الخلاقة  والشرق الأوسط الجديد .
 
 ولو عدنا إلى المخططات الخاصة بتفتيت الجمهوريات الإسلامية غير العربية وهي إيران والباكستان وأفغانستان  لوجدنا أنه يتم تقسيمها إلى  10 كانتونات عرقية ضعيفة وهي :- كردستان وأذربيجان وتركستان وعربستان  وإيرانستان ( أي ما يتبقى من إيران بعد التقسيم ) وبوخونستان وبلوشستان وأفغانستان ( أي ما يتبقى منها بعد التقسيم ) وباكستان ( أي ما يتبقى منها بعد التقسيم ) وكشمير .
 
أما تركيا  فيتم انتزاع جزء منها يتم ضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق .
 
أما بالنسبة إلى  دول شبه الجزيرة العربية كما أسماها بيرنارد لويس  فهو يدعو إلى إلغاء السعودية والكويت وقطر  والبحرين وسلطنة عمان  واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري  بحيث تتضمن شبه الجزيرة العربية ثلاث دول فقط  وهي
 
1: دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين والجزء الشرقي للمملكة العربية السعودية .
 
2: دولة نجد السنية 
 
3: دولة الحجاز السنية .
 
وإن السبيل الأمثل لتحقيق هذا المخطط هو إيقاع شرخ بين السنة بقيادة المملكة العربية السعودية وبين الشيعة بقيادة إيران حتى يتحول هذا الشرخ إلى حرب أو مجموعة من الحروب التي تستنزف القدرات الإقتصادية والمالية والعسكرية والبشرية  لهذه الدول المسلمة .
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد