خيرية الزواج وركنا السعادة فيه - د.محمود العمر العمور

mainThumb

22-08-2016 09:20 AM

 إذا أردتم أن تكافحوا الفقر، زوجوا أبناءكم وبناتكم، وإذا أردتم أن تدرؤوا الفواحش والفساد والفتن فزوجوا أبناءكم وبناتكم، وإذا أردتم نشر الطمأنينة والمحبة والرحمة في المجتمع زوجوا أبناءكم وبناتكم.

 

ما ذكر الله الزواج إلا وذكر معه الخير، فلقد ربط الله بين الزواج وبين الغنى، قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (سورة النور 32). مكافحة الفقر.
 
وربط الله بين الزواج وبين السكينة، والمودة، والرحمة، قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة الروم 21). نشرا للطمأنينة والمحبة والرحمة.
 
وربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزواج وغض البصر وحفظ الفرج، فقال صلى الله عليه وسلم:" يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" .درءا للفواحش.
 
وربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الزواج وبين درء الفتن والفساد، فقال صلى الله عليه وسلم:"إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض". درءا للفساد والفتن.
 
ولكن ... نرى عزوفا عن الزواج، وإذا ما تم نرى كثيرا من حالاته الفاشلة التي تنتهي بالنزاع والطلاق. وذلك لقلة اليقين وعدم التوكل على الله حق توكله، ولنزع البركة منه، وعدم تحقيق ركنا السعادة فيه.
 
اما اليقين، فهو الإيمان الجازم الذي لا يساوره لحظة من الشك، بأن الزواج سببا للغنى، لقول الرب عز وجل:" إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ) رواه الترمذي.
 
وأما حقيقة التوكل على الله فيه، فهو الأخذ بالأسباب، من اختيار الزوجة الصالحة،  عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". واختيار الزوج الصالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض".
 
وأما البركة فيه، فهو في تيسير المهر وتوابع الزواج، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :  أَعظم النساء بركة أَيسرهن مؤنة " .
 
أما ركنا السعادة في الحياة الزوجية، فهما الطاعة والإحسان، طاعة الزوجة لزوجها، واحسان الزوج لزوجته، فإذا ترك ركن فلا مكان للسعادة، وهنا كان التفكر في هذه الآية العظيمة في كتاب الله: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (سورة الروم 21). فلقد شاء الله أن يخلق حواء من آدم، فلم يخلقها من طينة أخرى، بل لم يقسم الطينة ذاتها إلى نصفين، نصف لآدم ونصف لحواء، وإنما خلق آدم أولا ثم منه خلق حواء، حتى يكون هو أصلها وهي فرع منه، والأصل يحن على الفرع ويحسن إليه، والفرع يتبع الأصل ويطيعه.
 
قال تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ } (سورة النساء 34).
 
قال صلى الله عليه وسلم: " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ". رواه الترمذي . صحيح .
 
قال صلى الله عليه وسلم: إِذَا ‏صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ‏شِئْتِ.
 
وقال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } (سورة البقرة 228).
 
قال تعالى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } (سورة النساء 19).
 
قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله".
 
قال صلى الله عليه وسلم:" واستوصوا بالنساء خيرا".
 
قال صلى الله عليه وسلم:" " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي "
 
فعلموا أبناءكم الاحسان إلى الزوجة، وعلموا بناتكم طاعة الزوج، ففطرة الرجل السليمة تأبى إلا الطاعة من زوجته، وفطرة المرأة السليمة تأبى إلى الاحسان إليها، فطرة الله التي فطر الناس عليها.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد