صحيفة السوسنة الأردنية

مواطن اردني .. اقل حظا.. لواء الحسينية .. 

 

في الدول التي يسود فيها العدل والمساواة والتي تتوزع فيها مواردها الوطنية على كافة المواطنين عادة ما تولي المناطق الاقل حظا العناية اللازمة والاهتمام المناسب وتوفر لهم كافة الخدمات الاساسية والضرورية ليشعر المواطن الذي يقطن فيها انه جزء لايتجزء من الدولة وان فرصه في الحصول على حياة انسانية كريمة لاتقل عن فرصة من يقطن العاصمة او المدن الكبيرة القريبة من المركز والتي تتوفر فيها كافة اشكال الخدمات خصوصا اذا كان هذا المواطن الاقل حظا هو لبنة اساسية من لبنات الوطن وعامود ثابت من اعمدة بناء الدولة الرئيسية ويرتبط بها بتاريخ عميق توارثه عن الاجداد والاسلاف عبر عصور عميقة من الزمن وروى بدمائه الطاهرة النقية هذا التراب الوطني الطاهر كما روى ثرى فلسطين الحبيبة وكافة جبهات الشرف والرجولة كواجب وطني اصيل  .. 

 

مواطن اردني .. أقل حظا ..

 

في البادية الجنوبية الابية وفي لواء الحسينية بالتحديد هنالك قرية اردنية اصيلة اسمها عنيزه تترامى على جغرافيا عزيزة على قلب كل اردني اصيل يقطنها نشاما تلونت جباههم بلون الارض وحوت افئدتهم المفعمة بالطيبة نقاء شيحها وطيونها وقيصومها كما كانت لهم قلوب كالصوان امام كل معتد اثيم فحملوا راية الرجولة والاباء والحق وهم يذودون عنا بصدور عامرة بالايمان بهذا الوطن الراسخ وبإنسانه وتاريخه فما بخلوا على الاردن بشيء رغم ضيق الحال وعدم سعة اليد كيف لا ..  فحب الوطن عندهم عقيدة رضعوها منذ الازل فتوارثها الاحفاد عن الاجداد حتى قيام الساعه .. 

 

كم كانت فرحتهم كبيره حينما سمعوا عن قرار الدولة اقامة مستشغى عسكري في منطقتهم يتداوى فيه اهل هذه البلدة الاردنية الطيبة والتي يتشكل جل سكانها من منتسبي قواتنا المسلحة الاردنية الباسلة حرس الحدود حماة الوطن حماة العرض والارض والذين يقطعون المسافات الطويلة ليعالجوا ابنائهم وشيوخهم ونسائهم في مراكز ومستشفيات بعيدة كل البعد عن مناطق سكناهم حيث تكلفهم الجهد والمال وصحة مرضاهم ليتفاجئوا بعد ذلك بقرار مفاجيء لهم وهو الغاء هذا المشروع الهام الذي لطالما انتظروه وحلموا به سنين طوال ونقل مخصصاته الى منطقة اخرى وهي المستشفى التعليمي بجامعة الحسين بن طلال ؟؟!!  .. وكذلك استثناء لواء الحسينية من دعم وزارة التخطيط والتعاون الدولي حسب ما افادوا وكذلك غياب المشاريع التنموية التي توفر فرص عمل للاهالي رغم وجود بعض الشركات التي لاينال اهل المنطقة منها سوى التلوث حيث لم تقم تلك الشركات ومنذ ثلاث سنوات بتوظيف ابناء المنطقه ولاتتفاعل مع قوى المجتمع المحلي هناك رغم وجود اكثر من 500 مواطن عاطل عن العمل لايجدون اي مصدر رزق يساعدون به اسرهم .. كما شكى بعض ابناء تلك المنطقه ان البلدية التي كان من المفروض ان تقدم لهم الخدمات الاساسية تعجز عن ذلك بسبب ارتفاع المديونية فيها الى 700 الف دينار وعدم توفر آليات صالحة لجمع النفايات للعمل على توفير بيئة سليمة مما شكل الكثير من المكاره الصحية التي اضرت بصحة اهالي اللواء وتسببت بمشاكل صحية للناس مع العلم ان عدد سكان هذا اللواء تزيد على ال 20 الف نسمه  .. 

 

مواطن اردني اقل حظا .. 

 

في الدستور الاردني كل المواطنين سواء امام القانون وبالتالي مايقدم للمواطنين في المناطق القريبة من المركز يجب ان تتساوى او على الاقل تتقارب مع مايقدم للناس على كافة رقعة الوطن فالمناطق التي تعتبر اقل حظا من حيث الخدمات تتساوى او حتى تزيد بالوطنية وبالانتماء للوطن عن غيرها ولايعيبها انها وجدت ببقعة نائية فقيرة غائبة عن نظر بعض المسؤولين الذين ربما لديهم قصر بالنظر بحيث اصبحوا لايروا  ابعد من انوفهم ومحيط مكاتبهم الفارهة المكندشه وكحل عيون سكرتيراتهم الجميلات .. 

مواطن اردني أقل حظا .. 

 

لماذا ننتظر دائما ليخرج لنا الناس للشوارع من شدة الالم حتى تصل رسالتهم ؟؟!! متى نجد مسؤول وطني يتحسس احتياجات الناس ويوفر لهم سبل العيش الكريم ويزورهم بشكل دائم ليتنسم هوى الجنوب الحبيب ويتلون بسمرة شمسه الجميلة البهية ويتغبر بسطارة برمال ارضه الطاهرة النقية وتلامس يداه شيئا من شيحه وقيصومه ليمسح جبهته من حبات العرق الناتجة عن الشعور بقسوة المكان .. ؟؟!! متى نفهم ان كرامة الوطن من كرامة المواطن وان المسؤول الذي لايفهم هذه المعادلة عليه ان يترك مكانه لغيره .. انا اقترح على الدولة الاردنية ان تضع حقيبة وزارية بإسم الجنوب الاردني وان تزيد عدد مقاعدهم النيابية وان توصلهم الى دوائر صنع القرار لانهم هم ابناء هذا التراب الاردني الطاهر وهم كما كافة ابناء الاردن من شماله الى وسطه وجنوبه ومن شرقه الى غوره يفهمون ما معنى وطن ويعرفون ان الاوطان والاعراض والسلاح والكرامة .. دونها الارواح .. فهل يفهم المسؤول ذلك ؟؟!! اتمنى 

 

مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد