معقولة يا تعبان 3 أسابيع - صلاح حبيب

mainThumb

25-08-2016 09:48 AM

خمس سنوات تقريباً هي الفترة التي انفصل فيها الجنوب عن الشمال، ولكن خلال تلك الفترة لم يتم حسم الخلافات بين الطرفين رغم تجديد تلك المشاكل والوصول فيها لاتفاق، ولكن كما يقال: إن جرجرة الأخوة الجنوبيين هي التي لم تصل إلى نهايات الاتفاق.
 
 
 
 
السيد "تعبان دينق" النائب الأول لرئيس الجمهورية في زيارته للخرطوم خلال اليومين الماضيين، قال في مؤتمر صحفي: إن ثلاثة أسابيع يمكن أن تحل فيها بعض الملفات بين البلدين، وقال: إن تلك الفترة كافية للحل، تعجبت رغم أنني ألحِّيت عليه، هل فعلاً تلك الأسابيع كافية؟، وكانت إجابته كافية، لا أدري كيف خمس سنوات لم تصل فيها حكومة الجنوب وحكومة الشمال لحسم الخلافات العالقة بينهم، فكيف ثلاثة أسابيع يمكن أن تحل المشكلة.. المؤمن صِدِّيق، وها قد مضى يومان من حديث السيد "تعبان" وسنظل نحسب الأيام- أو كما قال الفنان (نجمة نجمة الليل نعِّدوا) سنستمر في عدد الأيام حتى نصل إلى نهاية الثلاثة أسابيع التي قطع بها النائب الأول لرئيس حكومة الجنوب، أو كما قال "محمد الحسن الميرغني" مساعد رئيس الجمهورية: إن مائة وثمانين يوماً يمكن أن تحل فيها مشاكل السودان، لا أدري لماذا يربط أولئك الساسة حل الخلافات المستعصية بالأيام؟، لماذا لا يتركوا الأمر مفتوحاً؟، فإذا لم يتم التوصل للحل يكون هناك خط رجعة، ولكن تحدد الأيام والشهور والسنين وفي النهاية لا يصلون إلى الحل، ويطلع الواحد (كضاب) والرسول صلى الله عليه وسلم – عندما سئل - (هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟ قال: لا، ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون)، بمعنى أن الكذب شيء خطير، ومن كذب يكتب عند الله كذاباً.
 
 
 
 
إن مشكلة الشمال والجنوب ليست في عدد الأيام ولا السنين ولا الشهور ولا الدهور، ولكن المشكلة عدم الثقة وعدم الثقة في الأخوة الجنوبيين أكثر رغم أن الشمال دائماً يفتح صفحات بيضاء ويتعامل معهم كأخوة، ولكن هم يتعاملون بخلفيات سابقة ومرارات كاذبة أو حقيقية.
 
 
 
فـ"تعبان" استعطف الشمال للحصول على الدعم المعنوي له، والدعم المادي الذي حصل عليه بتوجيهات رئاسة الجمهورية بتقديم المساعدات الغذائية من المخزون الإستراتيجي للجنوب فوراً عن طريق البواخر أو عن طريق الجو، فالشمال صادق في تعامله مع الأخوة الجنوبيين، ولكن بعض الأخوة الجنوبيين غير صادقين في تعاملهم مع الشمال، وسنرى أن كان "تعبان دينق" ومن حوله صادقين في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في وقت مضى مع الشمال أم هي واحدة من الأساليب التي يستخدمها "تعبان" في الحصول على مصالحه.
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد