صحيفة السوسنة الأردنية

كم هي غالية تلك الدموع المتمسكة بمقل العيون  خوفا من الإفلات ...تضبط نفسها من هجران الأهداب ...وخوفا من ان يلف الحزن وجها يكره الكآبة ولم يلبسها بل تعلم أن مواقف الحزن لا تصمد أمام الابتسامات العامرة بالمسرات ...لم تكن الدموع يوما الا الوسيلة الأضعف لمقابلة القهر القابع على صدور من تلاحقهم المحن ...فلا يليق لمن عمر قلوبهم الفرح أن تداهمهم الأحزان لتأخذ بشاشة وجوههم الصافية وتكدر صفوها..

 

فمن اعتاد على زرع محبته في قلوب من حوله ...يصعب عليه  ان يقابلهم بوجه كئيب ..فالابتسامات التي تكسو الوجوه ..هي أول رسائل المحبة والألفة التي تريح الناس حتى عندما تراهم لأول مرة .

 

ازرعوا محبتكم في قلوب من حولكم ....فابتساماتكم تمنحكم الود وتكثر حسنات الخالق التي أمرنا أن نتحلى بها .

 

إن الوجوه الباسمة لتدخل المحبة لصاحبها وتسهل مآربه ومقاصده أينما ذهب او راح .

 

هؤلاء هم الذين ترتاح لمعاشرتهم ومصاحبتهم ومحادثتهم ...لا يتفق الوجه والقلب عندهم الا بإظهار ما يريح سرائر الناس من لطف معشرهم وطيب قلوبهم .

 

وفي النهاية ..كم هو جميل ان تشرق الابتسامة من دياجير الظلمة وكم هي حلوة ان تخرج من بوتقة التشاؤم وتدخل في عالم الامل المزهر والذي يفوح منه مسكا وعنبرا ...فحياتك قصيرة فإملئها بالتفاؤل لتغمرك السعادة من أوسع أبوابها ...حياكم الله أيها السعداء  والمليئة قلوبكم بنور الهداية التي منها نستمد العزم والهناء