العناني: مفاوضات حول الاتفاقيات التجارية مع بريطانيا بعد عامين

mainThumb

27-08-2016 06:47 PM

عمان - السوسنة - قال نائب رئيس الوزراء، وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور جواد العناني ان الاردن وبريطانيا سيبدأان التفاوض على مختلف الاتفاقيات التجارية بعد عامين على غرار العديد من دول العالم جراء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.
 
واضاف العناني بأن أثر الانسحاب المُتوقّع على الأردن ينحصر فقط في إعادة الاتفاق مع بريطانيا حول تبسيط شروط وقواعد المنشأ للتبادل التجاري معها.
 
واوضح خلال جلسة حوارية نظمتها جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية (جيبا) وغرفة تجارة عمان بعنوان " الاثار المترتبة على انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي" أن ما جرى في بريطانيا ظاهرة عالمية بالانفصال عن الاتحاد وتمثل انكفاء يستوجب إعادة المفاوضات وفقا للقوانين المعمول بها دوليا.
 
وأشار الى أن دول الاتحاد الاوروبي لديها صورة واضحة عن جهود جلالة الملك عبدالله تحمل في ثناياها الوجه الحسن في المنطقة للأردن في ظل أوضاع الاقليم المضطرب ، مشيرا الى أن ذلك يساعد المفاوض الاردني بالحصول على شروط تخدم الاقتصاد الوطني في ظل الاعباء التي يواجهها.
 
وردا على استفسارات الحضور حول توقعاته عن اسعار النفط قال العناني " كل الدراسات تشير الى استمرارية تأرجح مستوياته السعرية لكن يبقى الاثر الأكبر في صعوده وهبوطها بيانات المخزونات الاميركية "، لافتا الى أن النفط هو أكثر سلعة سياسية في التاريخ البشري رغم التطور الذي تشهده مصادر الطاقة البديلة.
 
وتطرق العناني الى التغيرات العالمية المتسارعة على صعيد الاقتصاديات الدولية وما تشهده من حرب في اسعار العملات ، مشيرا الى أن الدولار الاميركي هو الاقوى.
 
وتحدث عن تخوَّف العالم من مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وذلك لأن دول الاتحاد ما لبثت أن تفِيق من الأزمة المالية التي عصفت باليونان وهددت استقرار منطقة اليورو ما حدا بهم إلى طرح فكرة خروجها من الاتحاد الأوروبي، حتى استقبلت نبأ انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد وأثر ذلك على القوة الاقتصادية للاتحاد.
 
وطرح العناني موضوع اللاجئين كأحد أسباب الانسحاب، حيث بين ان اللاجئين من سوريا والعراق ليسوا هم المعضلة التي أدت إلى قرار الانسحاب بل كانت هناك العديد من الهجرات من دول أفريقية إلى الاتحاد الأوروبي بحثاً عن وظائف ومستوى حياة أفضل، الأمر الذي رحبت به بعض الدول منها ألمانيا من أجل تغطية فرص العمل الشاغرة لديها وتغطية النقص في العمالة، ولكن في دولة كبريطانيا أدى ذلك إلى منافسة حادة بين العمالة المحلية والعمالة اللاجئة التي تقبل بأُجرة أقل.
 
وذكر أن بريطانيا اعتبرت نفسها أقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية منها للاتحاد الأوروبي على المستوى الجغرافي فهي جزيرة منفصلة عن باقي دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك على مستوى العلاقات السياسية الوطيدة، كما ان اللغة هي نفسها في البلدين.
 
وأضاف ان من أهم الآثار التي يمكن التنبؤ بها بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي هي الأعباء والتكاليف الإدارية التي سوف تتكبدها بريطانيا جراء إعادة التفاوض على شروط الاتفاقيات التجارية التي كانت قد وُّقعت مع بريطانيا بصفتها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي توقيع اتفاقيات مرة أخرى مع دول الاتحاد الأوروبي والعالم.
 
واكد رئيس (جيبا) جمال فريز أن أغلب النتائج حتى الآن تشير إلى أن التبعات الاقتصادية لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي تقتصر بشكل واسع على المملكة المتحدة نفسها، ولم تمتد لشركائها التجاريين الرئيسيين.
 
وذكر ان حجم التبادل التجاري بين الاردن وبريطانيا دون مستوى الطموحات والإمكانات المتوفرة حيث بلغت قيمة الصادرات الأردنية إلى المملكة المتحدة خلال العام الماضي حوالي 18مليون دينار مقابل 200 مليون دينار مستوردات، داعياً القطاع الخاص للاستفادة من اتفاقيات تبسيط شهادات المنشأ الأردنية في سبيل زياده حجم التبادل التجاري مع أوروبا و بريطانيا.
 
وتطرق النائب الأول لرئيس غرفة تجارة عمان غسان خرفان إلى عدد من الأسباب التي دعت المملكة المتحدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي والتي تتمثل في فشل الاتحاد الأوروبي من خلال ذراعه المالي المتمثل بالبنك المركزي الاوروبي في حل معضلات هيكلية في الاقتصادات الأوروبية بالإضافة إلى التفاوت في الأداء الاقتصادي بين دول الاتحاد الأوروبي.
 
وفي إطار الحديث عن العلاقات التجارية بين الاردن ودول الاتحاد الاوروبي، لفت خرفان إلى أهمية الاتفاق الاخير بشأن تخفيض قواعد المنشأ، مؤكدا أهمية استغلال تلك التعديلات بما يسهم في زيادة الصادرات الوطنية.
 
وتابع ان تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن تكون له آثار مباشرة على الاقتصاد الأردني، وذلك لاستمرار الاتفاقيات الثنائية بين الأردن وبريطانيا من ناحية ولتعزيز العلاقات الأردنية الأوروبية مع توقيع اتفاقية تسهيل وتبسيط قواعد المنشأ للسنوات العشرة المقبلة من ناحيه اخرى كما استعرض خرفان التحديات التي تواجه الاتحاد الاوروبي بعد انفصال المملكة المتحدة، مشيرا الى أن تلك الاثار لاتزال محدودة على الاقتصاد العالمي حيث استوعبتها الاسواق المالية العالمية رغم الهبوط الذي تعرض له الجنيه الإسترليني.
 
إلى ذلك عرض عضو جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية (جيبا) والمستشار الاقتصادي والمصرفي الدكتور صبري الديسي تاريخ الاتحاد الاوروبي والمراحل التي مر بها وصولا الى انفصال المملكة المتحدة في الاستفتاء الاخير وآثار الانسحاب وتراجع الجنيه الإسترليني عقب ذلك. - (بترا)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد