الكل أدلى بدلوه بخصوص العملية الانتخابية القادمة ومن يعارض أو من يؤيد المشاركة وهذا أمر طبيعي ومرحب به والحكم سيكون ليوم الانتخاب ونسبة المشاركة ويبقى ذلك حوارا وطنيا صادقا لأن من يدعو للمشاركة يكون من منطلق وطني واستحقاق دستوري في الأمور الطبيعية .
ومن يدعو للمقاطعة أيضا من منطلق وطني وحرص على افراز الأفضل عبر قوانين انتخاب عصرية ديمقراطية تجعل المواطن شريكا حقيقيا بالقرار بانتخاب من يمثله بدون مسميات دينية وعرقية وحتى جنسية كما هو في انتخابات هذه الأيام بكل أسف .
نقول نتفهم رأي الفريقين ونرى لكلاهما الحق في رأيه وقناعته طالما أن البوليصة لذلك مصلحة الوطن والمواطن وهو جزء من أمة عربية واحدة مهما شكك البعض بذلك ودليلنا على سلامة نهجنا هو عدم قدرة أي بلد عربي على حماية حتى حدوده الاقليمية بمعزل عن أشقاءه ناهيك عن حقائق الجغرافيا والتاريخ الذي يجمع ولا يفرق .
لذلك الكل له حق التعبير عن موضوع الانتخابات وماذا سوف تفرز من نواب يمثلون نبض الشارع ومصلحة الوطن العليا وعلى ذلك نتفق ونختلف بالوسائل وليس بالمبادئ وهذا اصل الموضوع .
لكن ما نحذر منه وبقوة اولئك الفئة المنحرفة المستعدة للمتاجرة بكل الثوابت في سبيل ذاتها ولإشعال الوطن بنار الفتن الاقليمية والدينية والعرقية في سبيل مصالحها الضيقة ، وهناك حتى لا ننسى يوجد في وطننا دواعش الفكر من الخلايا الارهابية النائمة كما هناك من أصحاب المصالح المرتبطة بخارج حدود الوطن وهم مستعدون لكل شيء في سبيل مصالحهم التي هي على حساب الوطن ووحدته الوطنية والجغرافية وعلى هذا نحذر من استغلال بعض المرشحين للانتخابات ومؤيديهم من اللعب بالنار ويجب أن يكون شعبنا الاردني بمختلف أطيافه متيقظ الذهن وحذر من الاصوات المشبوهة لبث روح الفتن والقلاقل والتي تسعى لاستغلال الفرص وللأسف الانظمة والقوانين الانتخابية تحديدا تعطيها ارضا خصبة لأهدافها حيث أن القوانين الانتخابية الموجودة ليست ديمقراطية وأبعد ما يكون عن مصالح الوطن وشعبه ، فأي قوانين تلك التي تقسم أبناء المحافظة الواحدة لبدو وشركس ومسيحيين وحتى المرأة أصبح لها كوتا وكأنها أقلية وليس نصف أو أكثر نسبيا وكانت الحجة تمكين المرأة ، ولم تفرز لنا تلك القوانين حتى الآن امرأة تكون نائب وطن أو تكرر لنا نموذج توجان فيصل التي كانت نائب الوطن الوحيد طيلة العشرين عاما الأخيرة .
وعلى هذا الأساس المطلوب من الجهات الرسمية والقضائية بشكل خاص متابعة ذلك جيدا وعدم استغلال أي من ألأنصار والمرشحين لدعايات هدامة واستغلال الدين والمذاهب والعرق وحتى الجنس فهناك من يحاول اثارة المشاعر باسم الدين أو الاقليمية وهؤلاء للأسف يتحركوا بوضح النهار وأحدهم كان يخاطب الشعب في الانتخابات الماضية بأسماء مدنهم وقراهم وليس بصفتهم أبناء شعب واحد ينتمي لأمة واحدة وعندما وصل ذلك الشخص للبرلمان السابق كان أكثر المطبعين مع العدو الصهيوني .
نعيد ونحذر من اللعب بوحدتنا الوطنية وإثارة النعرات الدينية في ظل ظروف اقليمية ومحلية حساسة من حولنا ، وهنا على الدولة الانتباه لذلك جيدا .
حمى الله وطننا وكل بلاد العرب من الفتن ما ظهر منها وما بطن والله الموفق ومن وراء القصد .