لسانك حمارك! - غادة شريف

mainThumb

30-08-2016 09:52 AM

لم ينشغل المصريون بشىء، فور الإعلان عن إقالة وزير التموين، خالد حنفى، سوى بالتساؤل عن: هل استقال أم أقيل؟!.. طبعا، الشماتة حلوة مفيش كلام!.. ينفرد المصريون عن غيرهم من الشعوب إن كل واحد ماشى فى الشارع يرى نفسه الأنسب لأى وزارة، بل ربما يكون مقتنعا تماما أن حال هذا البلد لن ينصلح إلا إذا حكمها هو، بالتالى تصبح فرحته بعزل أى مسؤول فرحة شخصية كأنه كان حايش المنصب عنه!.
 

 لم يلتفت أحد إلى جانب مضىء جدا فى الحكاية، وهو أن هذا هو الوزير الرابع الذى يقال من منصبه فى عهد الرئيس السيسى، فهل كان يحدث هذا من قبل؟!.. قولى يا حمادة، مَن مِن الرؤساء السابقين كان يهتم أو يلتفت لاعتراضك على أداء وزير فيعزله؟.

 

 
بل من من الرؤساء السابقين كان يسمح لك بالاعتراض أو الانتقاد أصلا؟!.. الاعتراض فى عهد السادات ومبارك لم يتعد الهمس فى السهرات المسائية بين الأصدقاء، ولم يتطورالهمس إلى صحف معارضة إلا فى الكام سنة الأخيرة من عهد مبارك!.. الشعب حاليا اغتر بنفسه جدا بعد أن قام بثورتين، لذلك فهو لا يعجبه العجب من الرئيس السيسى، بل يشاهد الإنجازات ويمصمص شفايفه بالفتى والتنظير!.
 
 
الواضح أيضا أننا لا نجيد سوى التلقيح والنقرزة!.. نلتقط ضعف أداء بعض المسؤولين، فنلقح الكلام ثم نتهكم ثم نفرش الملاية لو لم تحدث استجابة لانتقاداتنا، لكن إن تمت الاستجابة، فنحن على الفور ندير ظهرنا كأننا مش عايزين جمايل من حد!.. مالك كده يا حمادة أصبحت من اللى يكفرن العشير؟!.. طب تصدق بالله؟!.. يبدو لى أنه لم يعجل بأجل خالد حنفى وتركه للوزارة سوى قرَك عليه!.. الراجل كان صامدا ومتماسكا وبيحلف براس جده سلطح بابا إنه لن يترك منصبه، لحد ما بلغك خبر إقامته فى الفندق الفاخر فبدأت تقر، وبعدها الراجل ما أخذش فى إيدك أسبوع!.. لم تنزعج بكل ما أثير حوله من لغط طوال ثمانية أشهر وفقط انتفضت لإقامته فى الفندق!.. طب إيه رأيك بقى إن معظم الفنادق تعانى الآن من ضعف الإشغال فتمنح تخفيضا على فاتورة الإقامة بها.. وهناك العديد من الشخصيات العامة التى تقيم إقامة كاملة بالفنادق، أم إنك مش واخذ بالك يا حمادة إن السياحة مضروبة؟!.
 
 
طب روح اسأل كده فى فنادق وسط البلد ستجد إن الليلة بكوز ذرة وتختلف الفيزيتا حسب تصنيف الفندق بعدد النجوم.. فهناك من سيأخذ منك الحساب بالذرة وهناك من يقبل البطاطا أو قرطاس ترمس، وقد أصبحت هذه التسعيرة معتمدة ومعروفة، إنت بس اللى مش وش نعمة وحسود!.. أما عن الفنادق المطلة على النيل فيستحسن أن تبتعد عنها، لأنهم مش هيستنظفوك حتى لوعرضت عليهم نياشين جدك الباشا!.. لكن الواضح فى معظم وقائع الوزراء المستقيلين أن كل وزير فى حاجة ملحة إلى «مفكراتى» يفكر، تماما مثل المشهلاتى اللى بيشهل والمخلصاتى اللى بيخلص، لأن أسوأ ما فعله خالد حنفى فى أسبوعه الأخير هو تصريحاته المستفزة والتى عجلت برحيله!.. الوزراء فى حاجة لمفكراتى يفكر لهم فى كيفية التعامل مع الأزمات وليس فقط مستشارا إعلاميا لا يصرِح إلا بما يمليه عليه الوزير!.. كنت أرى أن الأولى بخالد حنفى إنه يرمى فى وشنا إقرار ذمته المالية، وبيان مفصل بالمعاملات البنكية على حسابه الخاص فى البنك فيخرس الألسنة، بدلا من تعليقه على الأمر بأنه حقد وتعدٍ على حريته الشخصية، وهو ما لم يكن كذلك.. إنت عارف يا حمادة إن الوزير حر يفرتك فلوسه كيفما يشاء.. يصرفها على إقامته، أو يصرفها على الخمر والميسر والأزلام، هو حر!.. وزير العدل الأسبق محفوظ صابر أسقطته تصريحاته، الوزيرالأسبق أحمد الزند تم عزله لنفس السبب، حتى وزير الزراعة الأسبق المحبوس حاليا تناول بدايات أزمته بتصريحات مستفزة عجلت بعزله!.. يظن الكثير من المسؤولين أن أوراق اللعبة فى يد الإعلام، فيصبح شغلهم الشاغل وقت الأزمات هو الإسراع بإطلاق تصريحات عنترية كأنهم سيخدرون الشارع بها.. المذهل أنهم مقتنعون تماما أنهم كلما أطلقوا التصريحات العنيدة وبصوت عالٍ ولفوا على جميع الفضائيات سيكون التخدير أسرع وأقوى، لكن الذى يحدث هو العكس تماما خاصة أن الشعب الآن أصبح مفنجل ومن الصعب تخديره!.. عموما، أيا ما كانت معايير اختيار المسؤولين مستقبلا، فيبدو لى أن المعيار الأهم هو أن يكون المرشح والدته معلقة له فى رقبته خرزة زرقا وفاسوخة من يوم ما اتولد لتحميه من الحسد ونفاثات الشعب فى العقد!.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد