حماية البيئة ين الشعارات والتطبيق - شريف الحموي

mainThumb

30-08-2016 10:22 AM

السوسنة - أشهد بأنني لم أترك ندوة تتحدث عن حماية البيئة  إلا وحرصت على متابعتها، وأشهد بأنني أحرص على قراءة القرارات والتوصيات الختامية للندوات التي تجمع بمجملها على التعريف بمخاطر التلوث البيئي!.
 
ولكن أية توصيات تلك التي تستطيع أن تقرب المسافات الشاسعة بين نصفك المحلق في فضاءات الفن وأمسيات الشعر الجميلة وبين نصفك الغارق في أحزان لا يمكن أن تألفها أو تتعايش معها .. “إننا إذا لم نكن واعين ، فسيذكرنا التاريخ على أننا الجيل الذي رفع انسانا إلى القمر بينما هو غائص إلى ركبتيه في الأوحال” (د. محمد سعيد الحفار).
 
إن سبب التلوث ليس الإفتقار إلى الإمكانيات كما يزعم بعض المسؤولين بمقدار ما هو حالة تخلف قيمية تكرست في سلوكاتنا بسبب التساهل والتسامح في المخالفات الأكثر ضررا .
 
كإلقاء النفايات من السيارات، وواجهات العمارات والمجمعات التجارية الموشحة بالسواد وهدير الدراجات النارية السيارت المزودة بمضخمات الصوت التي تمزق سكون الليل و التدخين في الأماكن المغلقة الذي يعادل ضررها  القتل مع سبق الإصرار والترصد  .. والإكتفاء بالاعتماد على خرافة وعي المواطن في حلها! .
 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن اليابان خرجت من الرماد بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تصل إلى ما وصلت إليه لولا التطبيق الحازم للقانون الذي بلغ في شدته إلزام كل مواطن بطباعة رقم منزله على أكياس النفايات، وإن من يثبت سوء استعامله للتواليت في دورات المياه العامة يدفع غرامة  مقدارها (1000) دولار وإن من يلق النفايات في عرض الشارع يدفع غرامة (500) دولار .. إلى آخر القائمة من العقوبات الرادعة.
 
أما عندنا فحدث ولا حرج.. نصحو على أشلاء أكياس القمامة المتناثرة على أرصفة الشوارع بعد أن عبث بها كل ما يدب على اثنتين أو على أربع! وأكوام الركام والأنقاض ألقى بها خفافيش الليل في قلب منطقة سكنية أو تجارية!  ومن يدخل دورة مياه عامة في مدرسة أو جامعة أو مجمع تجاري.. سيرى ما يندى له الجبين! .
 
وبعد: فإنني أناشد كافة المسؤولين عن حماية البيئة على المستويين الرسمي والشعبي بعدم الإكتفاء بإقامة الندوات وكتابة التوصيات والبدء بتطبيق التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد