الهجوم التركي في سوريا معضلة لواشنطن

mainThumb

30-08-2016 10:57 AM

السوسنة - تثير المناورات التركية لمنع القوات الكردية من التقدم في شمال سوريا توترا بين بلدين متحالفين في الحرب على عصابة داعش الاهابية وتشكل معضلة دبلوماسية جدية لواشنطن.

 
و"البقاء متحدين" هو الهدف المعلن لواشنطن من اللقاء المقبل الذي اعلن عنه الاثنين بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والتركي رجب طيب اردوغان.
 
لكن هذا الهدف يتعثر بسبب التوتر المتصاعد بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي، منذ الاربعاء مع اطلاق انقرة عملية "درع الفرات" التي تستهدف في سوريا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي وداعش.
 
وتعتبر انقرة وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي "منظمتين ارهابيتين" مع انهما مدعومان من واشنطن في حملة مكافحة داعش.
 
وقال بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الاميركي في التحالف الدولي ضد الارهابيين ان المواجهات بين تركيا والقوت العربية- الكردية "غير مقبولة"، داعيا كل الاطراف الى "وقف" المعارك.
 
وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن "قال بشكل واضح" خلال زيارة الى انقرة الاسبوع الماضي انه على القوات الكردية ان "تعبر مجددا" الى شرق الفرات والا ستفقد دعم الولايات المتحدة.
 
وقال مات بريزا العضو السابق في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس جورج دبليو بوش ان هذه الاشارات المتناقضة التي تصدر عن واشنطن تعرض للخطر فرصة جيدة بالاستفادة من الرغبة المعلنة لانقرة لمكافحة داعش.
 
وعبر عن قلقه لان "الولايات المتحدة يمكن ان تحول انتصارا الى هزيمة".
 
وقال بريزا الذي اصبح عضوا في المركز الفكري الاميركي "اتلانتيك كاونسل" انه "على الرئيس ان يحدد بوضوح السياسة (الولايات المتحدة) لاننا نواجه حاليا هذا التناقض بين ماكغورك وبايدن".
 
واضاف ان اغضاب انقرة عبر دعم الاكراد ينم عن تهور من قبل واشنطن، بعدما طلبت لسنتين من تركيا اتخاذ موقف اكثر حزما حيال داعش.
 
وتابع بريزا انه في المقابل "التأكد من عودة وحدات حماية الشعب الكردي الى شرق الفرات" كما اكد مسؤول اميركي، هو الاستراتيجية الجيدة التي يجب على واشنطن اتباعها.
 
- "ليس الخيار الاول" -
 
لكن جون هانا المستشار السابق للنائب السابق للرئيس الاميركي ديك تشيني رأى ان انقرة تتحمل جزءا من المسؤولية في تصاعد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة لانها تباطأت في مكافحة داعش.
 
وقال ان "وحدات حماية الشعب الكردي لم تكن الخيار الاول للولايات المتحدة لتصبح شريكتها وحليفتها في مكافحة داعش على الارض، بل كانت كل ما تبقى لنا".
 
وحذر هانا الذي يعمل حاليا في المركز الفكري الاميركي "فيديريشن فور ديفنس اوف ديموكراسيز" من انه "اذا تحول الوضع الى مواجهة كبيرة بين الجيش التركي او القوات المدعومة من تركيا، ووحدات حماية الشعب، بدون اي اشارة الى التزام اكبر بكثير من قبل تركيا ضد داعش، فان ذلك سيؤدي بالتأكيد الى توتر حقيقي بين الولايات المتحدة وتركيا".
 
واضاف محذرا في تقرير نشر الاثنين من ان احتمالا كهذا يمكن ان يجبر واشنطن على نقل قواعدها العسكرية الى خارج تركيا.
 
لكن كمال كريشجي من مركز الابحاث "بروكينغز انستيتيوشن" في واشنطن يرى في التطورات الاخيرة مؤشرات ايجابية.
 
وقال ان تركيا تبدو وكأنها تخلت عن الامل في انتصار سني كامل في الحرب الاهلية في سوريا، وهذا الامر ومعه التحسن الخجول للعلاقات بين رجب طيب اردوغان وروسيا وايران، يمكن يفتح الباب لتسوية النزاع في سوريا الذي اسفر عن سقوط اكثر من 290 الف قتيل منذ آذار/مارس 2011.
 
واضاف ان "كل طرف يحاول التقدم قدر الامكان لكن امرا آخر يجري على مستوى آخر ويمكن ان يفتح الطريق لتسوية ممكنة للنزاع".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد