أنا يوسف يا أبي - فراس الطلافحه

mainThumb

30-08-2016 03:03 PM

 عشرون عاماً من الفراق ما بين يوسف الصديق وأبيه يعقوب عليه السلام , عشرون عاماً فقد بصره الأب الحاني حُزناً وبكاءً على فلذة كبده , كيف كانت هذه المده وكيف أمضاها حُزناً وألماً وكمداً ليس لأحد منا أن يتخيل إلا من كان يحمل في قلبه عاطفة الأبوه والحنو ومن عانى من فقد إبنه سنين طويله وعندما أُلقي عليه قميص إبنه يوسف الثالث تحركت عاطفته وأحيت الأمل من جديد بلقائه وكان اللقاء ولكن كيف كان ..؟ لكم أن تتخيلوا ذلك فربما إحتضن يعقوب يوسف وبكى وربما هوى يوسف وزير مصر على قدمي والده ليقبلهما سيناريوهات كثيره للقاء ولكن ما يهمنى الآن أن الأب هو الأب من يعقوب لزماننا هذا فلا تتغير عاطفته ولا بد أن يعيش إبنه في عقله من قبل ولادته إلى أن يتوفاه الله وسيبقى الإبن بنظر أبيه مهما علا شأنه وكبر مقامه هو ذاك الطفل الذي لا يستطيع ربما إرتداء حذائه لوحده .

 
لا أعلم لماذا لم يتم ذِكر أم يوسف في قصته في القرآن الكريم وهل هو تأكيد من الله سبحانه وتعالى أن الأب لا يقل حناناً وخوفاً من الأم على إبنه وربما تساؤلي مشروع حين قرأت أن رجلاً حضر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسأله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال امك قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك وإستدركت هنا أن السائل كان رجلاً بالغاً عاقلاً أو ربما في مرحلة الشباب وبهذه المرحله يكون إعتماده على والده أكثر من أمه فيكون قد نسي فضلها فجاء التأكيد من الرسول للشاب على الأم ثلاثاً حتى لا ينسى فضلها عليه ولم تكن الغايه من هذه الإجابه من الرسول أن الأم لها الفضل الأكبر بالرعايه والإحترام أكثر من الأب بل يجب أن يتساويا في ذلك .
 
كثيرون في غمرة المنصب والمال والشهره والشهادة العلمية التي وصلوا إليها ينسون أنهم ماكانوا ليصلوا لما وصلوا إليه إلا بفضل الله ثم فضل آبائهم فتراهم يعاملونهم بقليل من الإحترام وبكثير من الإستهزاء والإزدراء لبعض تصرفاتهم وخاصه عندما يوجهونهم لأمر معين يهمهم فتجدهم وكأن لسان حالهم يقول وما أدراك أنت أيها العجوز كيف حال هذه الدنيا الآن وكيف تسير فتترك غصه هذه الإجابه الصامته يبكي الآب من غير أن تشعر أنه فهم ما تريد أن تقول ومن غير أن تتكلم كيف لا وهو من أدبك وعلمك وكان يلبي طلباتك ويعلمها من غير أن تنطق بها .
 
كنت في الرابعه عشر حينما والدي توفاه الله وكنت في كثير من الأحيان في حياته أردد أووووف من تعليماته ومن صرامته ومنعه لي من أشياء أحبها وحتى من خوفه وحنانه الزائد والآن بعد الخامسة والأربعين علمت أن خوفه على كان حُب وحنانه حُب ومنعه عني أشياء أحبها كانت حُب وحتى ضربه لي كان حب ُ وهل يفيد الندم الآن وماذا عساي أن أفعل لأرد البعض من جميله وحقوقه علي بعد أن توفاه الله .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد