انهم يفترشون الصحف

mainThumb

31-08-2016 10:09 AM

تعودت أن أراه ضاحكا يطل الرضا والقناعة من عينيه ، السبب الذي جعلني أحسّ أن في الجو شيئا غير عادي جعله يندفع إلى حيث كنت بدون استئذان نهضت على عجل ، وقبل أن أتفوه بكلمة انهالت الكلمات من بين شفتيه سريعة متلاحقة : لن أنشر كلمة بعد اليوم ، لقد هزلت ، أنا كاتب ملتزم مخلص لقضايا وطني وقضايا أمتي ومع هذا فقارىء اليوم لا يحترم أحدا .. انظر .. وأراني قطعة ممزقة من إحدى الصحف وقد داستها أقدام كثيرة .. وعندما لم تظهر علائم الدهشة على وجهي استطرد صارخا :

ألم تقرأ بعد ؟؟ ألم تر إسمي بالخط العريض ؟؟ ألم تدرك بعد أن هذا الموضوع قد أسهرني ليال طويلة  وفي نهاية المطاف أجد اسمي وموضوعي يداسان بالنعال .. ليتني ما سهرت ويا ليتني ما كتبت ويا ليتني ما أرسلت ما كتبت ! وصمت صاحبي لحظة وكأنه يستجمع قواه ليقول بصوت أجش ولذلك قررت الإمتناع عن الكتابة خشية أن يهان اسمي وتهان حروفي من جديد.
 
نظرت إليه بدهشة وقلت :
 
لأول مرة طبعا تعثر على موضوعك وعلى أسمك تحت الأقدام ؟ أجاب : أجل .. قلت له : 
 
كلماتك لا تتعدى موضوعا اجتماعيا فكيف بالله لو كان موضوعا تتحدث فيه عن الدين ؟ ألا تورد فيه آيات قرآنية شريفة ؟ وأحاديث نبوية .. ثم ألا تستشهد فيه بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم ؟ غضبت لأن موضوعك واسمك ديس بالأقدام ألم تغضب لذكر الله سبحانه وتعالى وهو على الصفحات الملقاة على قارعة الطريق ؟؟ عجيب أمرك .. بدلا من أن تمتنع عن الكتابة اكتب في هذا الموضوع قل للناس بأعلى صوتك أن هذا حرام ناد فيهم بأن آباءنا وأجدادنا كانوا إذا عثروا على أية ورقة مطبوعة  أو مخطوطة يتسابقون إليها لإبعادها عن الطريق خشية أن يكون فيها ذكر الله أو ذكر الرسول .. ناد فيهم بأعلى صوتك أن إلقاء الصحف والمجلات في الشوارع انتهاك لقدسية الكلمة ، وامتهان لها وأن فرش الصحف والمجلات كموائد لوضع المأكولات فوقها يتنافى مع قيمنا الروحية والخلقية .. لقد رأيتهم يفترشون الصحف والمجلات في الحدائق العامة بدلا من أن يحافظوا عليها كمظهر حضاري .. ورأيتهم أنت كذلك .. وتأتي في نهاية المطاف لتعلن أنك غاضب .. وأنك تعلن انسحابك ؟؟ 
 
لست أريدك هكذا يا صاحبي .. عرفت الداء فابحث عن الدواء .. ولا تمتهن السلبية كما أنت الآن
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد