الطرق تصنع بالمشي - أبشر الصائم

mainThumb

31-08-2016 10:18 AM

* ارتبطت نهضة الشعوب والدول عبر المسيرة الإنسانية دوماً برجل عبقري، يخرج من بين ركام وأنقاض الواقع المأزوم بحلول غير تقليدية، فيقدم قومه ذات هبة أو ثورة، فيخرج الناس معه إلى المصانع والمزارع وحقول العمل والعلوم والمعارف، على أن ثمة رجلاً محوراً وثورة وفكرة ونشيد!! فعلى سبيل المثال.. ارتبطت النهضة الصينية بالزعيم ماو، والماليزية بمهاتير محمد والتركية باردوغان و.. و..
 
 
 
* وعند المنعطفات التأريخية وانسداد الأفق، تستطع نجوم العباقرة، وأتصور، والحال هذه، بأن كل فرص السياسين والأفندية والموظفين عندنا قد نفدت، مع خططهم الثلاثية منها والخماسية!! ويفترض أن الحكومة تستمع لما هم خارج قاعاتها من جهة، ومن جهة أخرى تحرض شغيلتها في ثنايا الحكم الاتحادي لإنتاج حلول غير تقليدية !!
 
 
 
* هل سمعتم خلال سنين بأكملها بأن معتمدا في محلية بعينها قد ابتكر شيئاً جديداً يستحق التوقف عنده، كأن يصطنع طريقة عبقرية في مضمار الإنتاج تحتذى وتتبع!! هناك مئات المحليات والمعتمدون في الغالب هم أسرى (ربط الفصل الأول)، فضلاً عن صناعة فصول إنتاج أخرى ملهمة ومبدعة.. حتى فضيلة الاجتهاد والمحاولة قد نفدت في أخيلة القوم، وتجمدت عقولهم التي كما لو أنها أرسلت في إجازة مفتوحة !!
 
 
 
* على أن أزمتنا تكمن في إدمان الفعل السياسي الجماهيري وطغيان العمل التعبوي!! فغالباً، والحال هذه، ما يرسل المعتمدون السياسيون إلى الأرياف المنتجة وتكون الحصيلة زراعة كرنفالات واحتفالات تعبوية باهظة.. تمنيت ذات مقال حزين تحت وقع تدهور الجنيه السوداني، لو أن كل معتمد مقابل كل عشرة احتفالات حاشدة أقام مزرعة باهرة واحدة!! أو أعاد مصنعاً متوقفا للعمل، أو تبني مصنع مواد غذائية تحويلية، أو جمع الحيازات الصغيرة فصنع منها مشروعا ضخماً، أو صنع من الرساميل الصغيرة شركة إنتاج ثروة حيوانية كبيرة جديرة.. هكذا يتعاقب المعتمدون على المحليات ولا تكاد تفرق بين (أحمد وحاج أحمد)!! صور نمطية مكررة تدور في حلقات مفرغة.. لا تميز لا إبداع وابتكار ولا جديد !!
 
 
 
* لماذا المعتمدون!! لأنهم يمثلون تروس الإنتاج الحقيقية على الأرض، فإذا ما تحركت هذه التروس أجبرت الماكينة الضخمة على الحراك والإنتاج.. فهذه التروس لعمري قد أصابها الصدأ والتآكل والخمول والاعتياد !!
 
 
 
* فيا رعاك الله، إذا أردت أن تقف على أزمة الحكم الاتحادي فانزل إلى المحليات، ستجد أجندتها ومواردها مستهلكة للآخر في الفعل السياسي!! وقديما قيل إن الناس على دين ملوكهم.. فلعمري قد انتهى القوم إلى مشروع سياسي بامتياز يفتأ يحرث ويزرع في القاعات والمؤتمرات ويحصد إنتاج طواحين الهواء !! 
 
 
 
* مخرج.. نحتاج إلى بعض عباقرة لإنتاج حلول غير تقليدية جديدة وملهمة.. وقديما قيل ليست هناك طرق وإنما الطرق تصنع بالمشي..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد