الإدارة الأميركية تعود لتحقيق تسوية سياسية في السودان

mainThumb

31-08-2016 10:37 AM

السوسنة - عادة  الإدارة الأميركية من إمكانية تحقيق تسوية سياسية في السودان، رغم تضاؤل فرص الحل السلمي واتساع الهوة بين المعارضة -بشقيها المدني والعسكري- والحكومة، بعد  فشل أكثر من 12 جولة مفاوضات سابقة بين أطراف الأزمة السودانية، كانت بجهد أفريقي، فإن ذلك لم يمنع واشنطن من الدخول هذه المرة طرفا حقيقيا مسهلا لعملية جديدة .

 
 
 
فقد بدأ المبعوث الأميركي للسلام في السودان دونالد بوث تحركاته الجديدة بزيارة ولاية النيل الأزرق، ولقاء بعض المجموعات فيها، قبل أن يصل الثلاثاء إلى الخرطوم، التي عمد فيها إلى عقد لقاءات مباشرة مع المسؤولين السودانيين.
 
 
 
وقال بوث إنه بحث مع المسؤولين إمكانية تخطي العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق لوقف العدائيات بين الحكومة والمتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
 
 
 
وأضاف في تصريحات صحفية بعد لقائه إبراهيم محمود مساعد رئيس الجمهورية أن مباحثاته تناولت العديد من السبل الكفيلة بدفع المفاوضات المقبلة إلى الأمام، مشيرا إلى أنه عبر عن رغبة واشنطن في أن يتحقق السلام في السودان بأسرع ما يمكن.
 
 
 
ووعد بوث بالاستمرار "في استكشاف المزيد من الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية وتسهيل عملية بناء السلام".
 
 
 
ويعضد مساعد الرئيس السوداني قول المبعوث الأميركي مؤكدا أن الولايات المتحدة ترى ضرورة إيجاد سبل لتجاوز العقبات التي أدت إلى انهيار جولات المفاوضات السابقة.
 
 
 
وقال محمود في تعليقات صحفية إن الرغبة والإرادة يمكنهما تحقيق السلام "الذي أصبح مطلبا محليا وإقليميا ودوليا"، وطالب واشنطن بإقناع الممانعين أولا، حسب وصفه.
 
 
 
وحذر المسؤول السوداني من أن من يرفض السلام سيخسر سياسيا؛ "لأننا تنازلنا عن جزء من سيادتنا بأن تقوم الأمم المتحدة بتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق التمرد بدلا من المؤسسات الحكومية". 
 
 
 
ويفسر محللون سياسيون تقارب تصريحات الطرفين السوداني والأميركي بأنها خطوة حقيقية باتجاه التسوية السياسية لقضايا البلاد المختلفة.
 
 
فمن جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي يوسف الجلال أن المبعوث الأميركي يسعى لإيجاد مسار توفيقي بين الأطراف المختلفة عبر رفع العصا حينا والجزرة أحيانا.
 
 
ويشير إلى أن تخلي الخرطوم عن الإشراف على إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لتؤول العملية للأمم المتحدة تنازل منها "واستجابة لما طرحه المبعوث".
 
 
ويقول للجزيرة نت إن الحكومة السودانية كانت تسعى لخيار صفري يوقع بموجبه المعارضون على اتفاق للسلام دون أي مقابل "بعدما حولت قوات الدعم السريع إلى شرطة لمكافحة الجريمة عابرة القارات والهجرة غير الشرعية وتجارة البشر بما أكسبها قبولا دوليا".
 
 
لكنه يرى أن قبول الحكومة مبدأ إشراف الأمم المتحدة على العمليات الإنسانية في المنطقتين يعني أنها "تخلت عن الخيار الصفري لصالح خيارات أخرى أكثر مرونة".
 
 
ولا يستبعد الجلال أن تتنازل المعارضة عن الحوار التحضيري الذي تتمسك به كخطوة أولى لاستكشاف ما هو ممكن من خطوات سلمية. 
 
 
 
وفي المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي أشرف عبد العزيز أن مبعوث واشنطن "جاء ليمارس ضغطا على الأطراف السودانية -حكومة ومعارضة- من أجل التوصل إلى تسوية عاجلة".
 
 
ويقول إن المبعوث الأميركي نجح في مهمته الأولى بحمل قوى نداء السودان المعارضة على توقيع خريطة طريق الوساطة الأفريقية للسلام في السودان قبل شهر تقريبا.
 
 
ويتوقع عبد العزيز في تعليقه للجزيرة نت أن يحقق بوث نجاحات جديدة يجبر عبرها الطرفين على تقديم مزيد من التنازلات من أجل التوصل إلى تسوية حقيقية في السودان.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد