انتخبوا الوطن فلن يزاود على حبهِ أحد ؟!

mainThumb

06-09-2016 07:37 PM

ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن " العرس الديموقراطي" الأردني، ربما لأنني لستُ من " المنتخِبين" ولم أعطِ صوتي يوماً لأحد إلا لأهل بيتي .. وأنا أتصفح قوائم المرشحين وشعاراتهم البرّاقة، أو كما وصفها السياسي المخضرم طاهر المصري بأنها ( مجرد عناوين فضفاضة ترفع لجذب الناخب ليس إلاّ)، وجدت أن المعضلة لم تكن يوماً في مقراتهم ولا في وعودهم ولا في الثقة المجهضة مُسبقاً بيننا وبينهم، بل إنها تمتد إلى اللاهثين وراء إدراج صورهم وحشوها بالقوائم كي يمنحوا فرصةً " لأحدهم" في الفوز؟! مقابل بضع قروشٍ؟!!!  
 
والأَمّرُ من ذلك أن بعض ضعاف الأنفس يُشترون بالمال الأسود، الذي يُمكِّن الناخب من الوصول إلى مجلس نيابي، يُصادق على قرارات رفع الأسعار والتعليم والصحة والبطالة والعقارات؟! وحينها لن يتضرر غيرك أنت أو أنتِ، الذين " فكِّيتوا ضيقتكم" المالية في وقتها؟!، نحن نعلم بأن التصويت حقٌ كفله الدستور الأردني ولم يفرضه على أحد، ولم يجبر أحداً على أن ينتخب رجلاً أو كوتة وهو غير مؤمن بأنه/ا، سيرفع شعار " لقمة العيش أولاً"، وإصلاح أوضاع المواطن أخيراً وليس آخراً، وباقي ما تبقى فهو يُلقى على أكتافكم وضمائركم بأن تعينوا أنفسكم قبل غيركم من الذين سوف يصلوا إلى قبة البرلمان الأردني، ويصبحوا أصحاب المصادقة على قراراتٍ من شأنها أن ترفعكم أو تهلككم؟!، ومروراً على تمزيق اليافطات وحرق المقرّات، والاستعراضات الفارهة، ونعيم الاستضافات والتواصل مع الشعب بشكل مباشر، وجميع تلك التناقضات أنتم الشعوب من تصنعوها، وهم من رجال أعمال وسياسيين ومثقفين ومتعلمين عليهم استغلال أو إثبات حسن النية في الجلوس على الكرسي الذي يعد نقمة على الجالس ولعنة على الشعوب.
 
بالنسبة لي لا ألوم أيّاً من المرشحين الذين يصلون إلى البرلمان بأصواتكم، بل ألوم من منح صوته بثمن مادي أو وعود توظيف أو تعليم إلخ... لأنك سوف تكون في هذه الحالة شريكاً في تخلف الأوضاع وتأزمها بدلا من أن تكون شريكاً في انتخاب مجلس يُعنى بإعادة الثقة بيننا وبينهم ؟!
 
وعلى مرمى المجريات الحاصلة في هذه الدورة الإنتخابية فلا نعلم كيف ستنتهي؟ وهل ستمتد فترتها؟ وهل سيعرف البرلمان الأردني أي ثقةٍ أضاعها للأغلبية من المواطنين المقاطعين للإنتخابات ؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد