صحيفة السوسنة الأردنية

تجلب الدول المتقدمه المشاريع التنموية والحدائق والبنى التحتية الحديثه والفرح للمناطق ذات الطبيعة الخلابة الجميله كنوع من التشجيع للسياحة وكحافز لتثبيت أهلها فيها والتمسك بطبيعتهم واصالتهم ونقلها من جيل الى جيل ولكن الذي يجري عندنا عكس ذلك تماما فبدل كل ماسبق قامت الدوله عندنا وللأسف وبكل تعنت بجلب المجرمين  واصحاب السوابق والفاسدين الى الرميمين عذراء المكان والزمان ليغتصبوها امام اعين اهلها المغلوب على امرهم وغير المسموع صوتهم حيث بنت لهم سجن فندقي اسموه كذبا سجن لوثت فيه اجمل مناطق الاردن وانقاها على الاطلاق وكافأت هؤلاء الفاسدين  بأن منحتهم لقاء جرائمهم تلك الفرصة لأن يستمتعوا بوقتهم وان يعيشوا لحظاتهم  وان يلوثوا نقاء الامكنه التي توارثها اهلها من الاسلاف الى الاحفاد الذين اصبحوا فيها غرباء واصبح الفاسد والمجرم وصاحب الاسبقيات هو صاحب المكان والزمان بشكل عجيب غريب وبتعنت  واصرار غير مسبوقين من قبل المسؤولين على بناء هذا السجن وغلق كافة قنوات الحوار مع اهل المنطقه .. يالقسوة القدر ؟؟!! 

 

انا اعرف اننا دولة تفتقر لكافة انواع الموارد الطبيعيه كما يروج وخصوصا الطبيعة الخلابه منها مثل الغابات والينابيع والسيول والشجيرات حيث لاتتعدى نسبة الغابات والاراضي غير الصحراوية عندنا  12 بالميه من مساحة الاردن تعتبر رئة هذا الوطن ومتنفسه الوحيد  .. وعليه فهنالك عدة اسئلة تدور في مخيلتي اتمنى ان تجد جواب مقنع من قبل اي مسؤول وطني يجلس في مكان صنع القرار .. لماذا تصر الدولة على اقامة سجن للفاسدين في مناطق قريبه ومأهولة بالناس وخلق تشويه بصري لمنطقه رائعه بكل ماللكلمة من معنى رغم وجود مساحات صحراوية شاسعه تستطيع ان تبني فيها تلك السجون بل وتكون اكثر امنا واقل تكلفة نظرا لعدم وجود سواتر طبيعية من جبال واشجار ووديان الخ قد تساعد على هروب المساجين ؟؟؟!!  لماذا الرميمين بالذات ولماذا هذا الاصرار والاستبداد في الرأي من قبل صاحب القرار بهذا الشأن  ؟؟؟!! من هم هؤلاء السجناء الذين يستحقوا ان يسجنوا في فنادق ووسط طبيعة خلابه ليكافئوا بدل ان يعاقبوا ؟؟؟!!!  متى نصل لدولة مدنية نحترم فيها خصوصية الناس وتتخذ فيها القرارات بمؤسسية تشاورية وليست بفرضية تسلطية لفرض الامر الواقع .. ؟؟!! من هي تلك الايدي الخبيثة التي تستهدف الاردن وتحاول المساس بمقدراته والعبث بكافة مكوناته ؟؟!! 

 

انا اعتقد ان الاردن يستحق منا اكثر من ذلك وحتى لو متنا فداء لترابه الطهور فهذا واجبنا ومثله بلدة الرميمين الجزء الغالي من وطني الحبيب تستحق منا ان نصونها من العبث وان نتراجع بكل فروسية عن قرار اقامة سجن فيها فللإنسان الاردني وللمكان الاردني إحترام وخصوصيات يجب ان يفهمها المسؤول وان يعيها جيدا قبل اتخاذه لاي قرار .. فالمسؤول الذي لايفهم لغة المكان ونبض الانسان وهواجسه اعتقد انه يكون مسؤول غير اصيل وبالتالي ستكون قراراته نابعة عن جهل وعدم تقدير للامور .. 

الحرية للرميمين ... الحرية لكل شبر جميل ونقي في وطني الاردن الحبيب  .. 

 

مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد