استطلاعات الرأي الانتخابية .. بين الواقع والخيال‎

mainThumb

14-09-2016 04:02 PM

 قد يجمع أفراد المجتمعات العربية، على أنهم لا يثقون باستطلاعات الرأي التي تحصل في بلدانهم، لأسباب تتعلق بالمجتمع وأخرى بالأنظمة وثالثة تتعلق بالجهة التي تقوم بالاستطلاع.

 
فهامش الحرية في البلدان العربية قليل، مما يجعل المستجيب يحجم عن قول رأيه الذي يتبناه حقيقة، أو أحيانا يحجم المستجيب لأسباب اجتماعية، بسبب ما يسود في المجتمع من علاقات ومجاملات، أو أن الجهة التي نفذت الاستطلاع تتعمد تزوير الحقائق لتوجيه انظار المجتمع الى جهة بعينها، أو توجيه الرأي العام في اتجاه معين، وبناء على ذلك فان استطلاعات الرأي في العالم العربي لا يُبنى على أساسها رأي، أو يُتخذ قرار، لأن النتائج ستأتي مغايرة لما قررت، بل ستأتي معاكسة تماما..
 
في حديث الناس المحموم عن الانتخابات، ستجد بعض المشتغلين بالانتخابات، يتحدث عن استطلاع آراء الناس في القرارات التي اتخذوها، أو اتخذها المرشح، وبناء على هذه الاستطلاعات قرر "سعيد الحظ"  خوض غمار المعركة الانتخابية.
 
 ويسهب في الحديث عن أن المجموعة الفلانية، قررت أن تكون مع مترشحنا، وهو لم يأخذ رأي نسبة معقولة من العينة التي يتحدث عنها، ناهيك عن أن الأشخاص الذين تحدث معهم، قد يكونون ضللوه، لأنهم لاعتبارات اجتماعية كما أسلفت احجموا عن قول الحقيقة، فالمستجيب غير مضطر أن يفصح للمستطلع عن اتجاهه ويقع في مشاكل اجتماعية، فهو دائما ما يكرر كلمات مثل: "ابشر، توكل على الله، ان شاء الله" فيعتبرها المستطلع الساذج أنها في صالحه كما يتمنى هو ويرغب.
 
ثم أن هذا المستطلع لم ير إلا أقل من 1% من العينة التي تحدث عنها..
 
لذلك غالبا ما تفشل الحملات الانتخابية التي تعتمد على استطلاعات الرأي الزائفة، التي قد تنفع في علم الكيمياء، إذ تستطيع أن تأخذ نقطة ماء من بركة، وتفحصها، ثم تعمم النتائج التي حصلتَ عليها على البركة بمجملها، لكنك لا تستطيع أن تأخذ رأي شخص واحد من تجمع سكاني، ثم تعمم رأيه على التجمع السكاني بكامله.. وتقول لمرشحك أو هو يقول للناخبين بناء على الاستطلاع المزعوم.. التجمع السكاني الفلاني معي، وفي النهاية يصطدم بالواقع الأليم الذي صنعه بيده..!!
 
 
في الانتخابات الحالية ستفشل كل الاستطلاعات، الا استطلاعا واحدا، وهو الذي يستخدمه المتنفذون أصحاب الأموال، فهم يتفقدون افراد العينة المستهدفة واحدا واحد، ويضمنون أن كل مستجيب قد حصل على المبلغ المتفق عليه، وفهم الآلية التي سيتبعها صبيحة يوم الانتخاب...
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد