جنون المرشحين للبرلمان، والعيد عيدان للمواطن الأردني !!

mainThumb

15-09-2016 12:50 PM

ما نراه اليوم من فيديوهات ولقطات ومسميات وألقاب وعروض وسخاء وعطاء للمواطن الأردني يستحق الوقوف والتصفيق والضحك، بل والمبالغة في الضحك إلى حد الإغماء إذا شئتم؟! ، والمضحك هو أن المتسابقين على المقاعد ال 120 في البرلمان يبذلون قصارى جهدهم للتفاعل مع الشارع الأردني ومطالبه وأمنياته، بينما على أرض " البرلمان" وتحت " القبة" لا نشهد هذا الحماس والمراعاة والكرم والتبرعات والذبائح والخير الذي يثلج قلب "المواطن" ؟! فلو قمنا باحتساب عدد المترشحين للبرلمان واحتساب نفقات الدعاية الإنتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت إلى 10 ملايين دولار كما أعلنت عنه قناة الجزيرة في تقرير الصحفي تامر الصمادي، ونفقات العيد " عيد اللحمة" للفقراء، وبدء المدارس، " وحقائب الخير" على غير عادة، فإننا سوف نجد أنكم تملكون سداد مديونية الموزنبيق وجبال الهولولو والأردن ؟!.
 
حبذا لو نظرتم إلى أنفسكم من خلالنا اليوم وتعرفتم على الرياء والنفاق المجتمعي الذي تجتهدون في صنعه؟!  في فترات الأزمات المالية المتتالية للمواطن الذي تسعون الآن إلى إرضاء جيبه أو جوعه في هذه الفترة " الإنتخابية "، حيث تبدون مثاليين إلى حد الاشمئزاز، هذا المواطن هو ذاته الذي قصد أبوابكم لتفريج كربه المادي ولم تقابلوه إلا بعد ذل ومهانة؟!  في أوقاتٍ كُسر ظهر الأباء من غلاء المعيشة وتكالب متطلباتها، وقصد أبوابكم فلم تقابلوه إلا بشح الصدقات؟! في أوقاتٍ وصل المريض قبره قبل أن يصل إلى أي مستشفى يقبل دخوله دون أن يدفع مسبقاً، وقصد أبوابكم فلم تقابلوه إلا " بالناقص من واحد" في أوقاتٍ يعجز الأب عن تعليم أبنائه أو ربما فاته قطار المنح والمقاعد وقصد أبوابكم فلم تقابلوه إلا " شو بدو يطلع منه يعني " ؟! ، في أوقاتٍ كان الموظف يستسمحكم عذراً بتجنب خصوماتٍ أو تحسين راتب كنتم تقابلوه " قدم استقالتك أو الله معك "؟!  في أوقاتٍ رابطت البطالة على شبابنا فقصدوكم فلم تقابلوهم إلا " شو أعملك يعني؟!،   في أوقاتٍ كثيرة احتاج " الوطن" أن تخرجوا بصندوق صدقات وزكاة ليقصده المضطر دون أن يلمع كبرياءكم ولم نرَ بيت مالٍ للمسلمين منكم!! أنتم القادرون على افتتاح مقراتٍ تكلفتها تعدت مديونية الأردن، وأولمتم وتبرعتم وعززتم " خيبة" المواطن لأجل صوتٍ سوف تصمون آذانكم عنه بعد أن تعتلوا منابركم والله أعلم؟!  وهذا الجنون الذي أنتم فيه اليوم وأحلامكم المدنية والعلمانية والقومية والتعليمية والصحية والكثير مما سطرتم وأضحكتمونا، كلها سوف تصبح رماداً منثوراً، وتنتقل إلى طرد المواطن وإغلاق المكاتب، وتنمّر النوائب- أقصد النواب- على لقمة العيش التي أكتشفنا أنكم الأقدر على إكفائهم عن طلبها؟!  وفي نموذج لأحد المترشحين الذي - لسوء حظه - كان افتتاح مقره بمحاذاة منزلي، حيث تفاجأت بالأغاني التي تدجج الحي، وتدافع الأطفال والكبار إلى الخيمة، وبعد مرور ملحمةٍ تجاوزت الأربع ساعات خرجت فضولاً مني لأرى ما بعد العاصفة، لأجد الشارع عبارة عن فراش من الصحون والملاعق والكاسات البلاستيكية، والتي على ما يبدو أنها غرقت بنعيم " الكنافة" و" المناسف"، وكان المقر يخلو من أي مواطن إلا منهم "المعزبين" ؟! ولا أدري كيف انتهى هذا النعيم المزيف بثلاثمائة صوت أم بوعود للتصويت؟!  ولو كنت أملك صوتاً لأسمعت به حاجتنا لدُرّة سيدنا عمر بن الخطاب لتهوي على جنبات أموالكم الخالية من الزكاة والصدقات، وتخرج حق المواطنين منها، وحينها عندما تشبع الذئاب والطير، وتنام عيون الأمهات والآباء الذين أرّقهم قوت يومهم، عندها سوف نهبكم أصواتنا ونجعلكم تعتلون منابركم الواهية .. 
 
سبحان الله وكأن جنونكم في الانتخابات جعلكم عراة امام الوطن والمواطن فأصبحتم واضحين حد الإصابة بالشقيقة هداكم الله وهدانا الى اخياركم ....
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد