غيوم في سماء المملكة العربية السعودية - الجزء السابع

mainThumb

15-09-2016 03:20 PM

الخطوات الأولى في مسيرة إسرائيل للحصول على القنبلة النووية :-
 
هناك بعض الشروط الأساسية لحصول أي دولة على السلاح النووي لعل أهمها هو وجود دولة عظمى  تتولى المساعدة والإشراف في تحقيق التوصل إلى السلاح النووي بالإضافة إلى توفر المال اللازم  والكادر العلمي والفني من أجل تصميم السلاح وتجميعه وتوفير المفاعلات الذرية من أجل إنتاج " القلب القابل للإنشطار " وهي مادة اليورانيوم 235 أو البلوتانيو 239 بالإضافة إلى القدرة  على إجراء إختبار التفجير النووي وبالتالي توفر أجهزة القذف مثل الصواريخ أو إيصال الهدف بواسطة الطائرات المتقدمة . 
لقد كان الدكتور  " حاييم وايزمان"  أول رئيس لدولة إسرائيل على إتصال دائم  بعلماء النوويات البارزين  وكان هو نفسه  من أبرز العلماء في حقل الكيمياء العضوية  ولقد عمل من أجل التوفيق  بين كل المنجزات العلمية  والأهداف الصهيونية  وفي خطاب ألقاه  في حفل إفتتاح معهد الفيزياء والكيمياء  الطبيعية الجديد التابع  لمعهد وايزمان  قال فيه " العلم هو سلاح إسرائيل الجبار الذي يجب أن يستغل ببراعة  ومهارة وبكل سهولة متوفرة لدينا . العلم هو سلاحنا وشريان قوتنا ومصدر دفاعنا " . وقبل إنقضاء عام على تأسيس دولة إسرائيل  تم وضع الخطط الأولية لبرنامج  إسرائيل النووي . وتمت عملية إختيار  مجموعة من العلماء الشباب  وتم إرسالهم  إلى الخارج للتخصص بمختلف فروع النوويات  العالمية وقد عادوا إلى إسرائيل عام 1953/1954 بعد أن درسوا في هولندا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة وبعد عودتهم  تم تأسيس دائرة الفيزياء النووية في معهد وايزمان في رحوبوت .
 
وفي عام 1952 تم توجيه الدعوة إلى ألبرت آينشتاين لتولي منصب رئاسة دولة إسرائيل ولكنه أعتذر عن قبول المنصب .
 
وفي أوائل عام 1949 تم تأسيس دائرة البحث في النظائر  حيث قامت هذه الدائرة  ببحث مركز في حقل إستغلال خام اليورانيوم المنخفض الدرجة وتخصيص الماء الثقيل بالتقطير التفاصلي حيث تمكن البروفيسور  " إسرائيل دستروفسكي " من تطوير عملية لإنتاج  الماء الثقيل دون الإعتماد على القوة الكهربائية بالإضافة إلى إجراء تجارب  مكثفة لإستخلاص اليورانيوم من خامات الفوسفات في النقب .
 
وبتاريخ 13/6/1952 تم تأليف لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية  ضمن إطار وزارة الدفاع وتم تعيين الدكتور " آرنست ديفيد بيرغمان " رئيسا لهذه اللجنة ورئيسا لفرع البحث والتخطيط .
 
بتاريخ 19/11/1954 أعلن آرنست بيرغمان عن وجود وحدة علمية تابعة لفرع البحث والتخطيط  في وزارة الدفاع الإسرائيلية تقوم بإجراء دراسة مفصلة للمصادر المعدنية في صحراء النقب  وقد تم إكتشاف رواسب كبيرة من الفوسفات تحتوي على اليورانيوم بنسبة 0،1 / 0،01 في المائة .
 
وفي تشرين الثاني عام 1954 قام ممثل فرنسا في الأمم المتحدة ووزير دفاعها السابق السيد " جول موك " بالكشف عن إتفاق تعاون فرنسي إسرائيلي  في حقل الذرة تم توقيعه في النصف الأول من عام 1953 اشترت بموجبها فرنسا حق الإمتياز " براءة " للطريقة التي اخترعها دوستروفسكي لإنتاج الماء الثقيل .
 
بتايخ 16/11/1954 أعلن موشيه شاريت رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكنيست الإسرائيلي  أن فرنسا وإسرائيل قد وقعتا إتفاقا للتعاون في البحث الذري . وبعد ذلك بأيام أعلن  آرنست بيرغمان أن الباحثين الإسرائيليين الشباب  عملوا في المختبرت الفرنسية  وأن الباحثين الفرنسيين عملوا وما زالوا يعملون في المنشآت الإسرائيلية .
 
بتاريخ 17/11/1954 أعلنت صحيفة اللوموند الفرنسية  بأن كميات كبيرة من الماء الثقيل الذي أنتجه معهد وايزمن قد شحنت إلى فرنسا . وبالمقابل فإن إسرائيل قد حصلت على ثروة علمية هائلة  من المواد والمعلومات التقنية بالإضافة إلى تدريب العلماء والفنيين الإسرائيليين  في فرنسا .
 
المفاعل الذري الأول في إسرائيل :-
 
بتاريخ 12تموز 1955 تم عقد إتفاقية  بين الولايات المتحدة  وإسرائيل تنص على تبادل واسع للمعلومات المتعلقة  بمفاعلات البحث الذري  وإستعمالها وعلى تزويد  إسرائيل  بستة كيلوغرامات من اليورانيوم 235 المخصب بنسبة 20% وأعطيت إسرائيل حق شراء  مفاعل صغير للبحث الذري من صنع الولايات المتحدة  مع مساهمة أمريكية بمقدار 350 ألف دولار  . ولقد ورد  بتاريخ 1/9/1955 في جريدة نيويورك تايمز  بأن الحكومة الأمريكية  قدمت إلى إسرائيل هدية هي عبارة عن  مكتبة فنية تحتوي  على نحو 6500  تقرير من البحث والتطوير الذريين من تقارير لجنة الطاقة الذرية الأمريكية  ونحو 45 مجلدا عن النظرية النووية  وخلاصات لتقارير ومقالات .
 
وقد تم تدريب  56 عالما إسرائيليا  في المرافق الأمريكية  النووية لا سيما في معهد " أوك روج " للدراسات النووية .  وفي المعهد الدولي للعلم النووي والهندسة النووية  في مختبر " اورغون " بالإضافة  إلى قيام 24 عالم إسرائيلي بزيارة  منشآت مختلفة تابعة  للجنة الطاقة الذرية الأمريكية . وبتاريخ 19/3/ 1958 تم توقيع عقد مع قسم الذريات التابع لشركة         " أميركان ماشين آند فاوندري "  في نيويورك لشراء  مفاعل بحث ذري ذي حوض قوته  ميغا واط واحد . ولقد وضع المهندسون الإسرائيليون  الخطط لهذا المفاعل  بالتعاون مع العلماء  الأمريكيين  وتم إنشاؤه في        " ناحال سوريك " إلى الجنوب من تل أبيب قرب مركز " وايزمان " للبحث النووي  في رحوبوت وبدأ المفاعل عمله في 16/6/1960 .
 
وبتاريخ 2 نيسان 1965 وتحت ضغط من الولايات المتحدة  فقد وقعت إسرائيل إتفاقية معدلة تسمح بموجبها لوكالة الطاقة الذرية الدولية القيام بعملية التفتيش والمراقبة مقابل قيام الولايات المتحدة  بتقديم 40 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بدلا من 10 كيلو غرامات وبزيادة نسبة التخصيب إلى أكثر من 90% .
 
مفاعل ديمونا :-
 
لقد تم التوصل  إلى إتفاق بناء  مفاعل ديمونا عام 1957 بين إسرائيل وفرنسا . وقد أحيطت بنود هذا الإتفاق  بالسرية التامة حتى اليوم .  إلا أنه ومنذ اللحظات الأولى فقد تم إتخاذ القرار بأن يتم بناء  هذا المفاعل الذري  على يد وزارة الدفاع  .  ولقد كان شمعون بيريز في ذلك الوقت نائب رئيس الوزراء وكان أول بناة العلاقة الإسرائيلية الفرنسية . وفي كانون الأول عام 1960  قامت الإستخبارت الأمريكية  بإعلام الحكومة الأمريكية  بأن مصنع النسيج الذي تم إنشاؤه في ديمونا لم يكن في الواقع إلا مرفقا نوويا محروسا حراسة مشددة .
 
وبتاريخ  21/12/1960 اعترف بن غوريون أمام الكنيست الإسرائيلي بأن مفاعلا ذريا طاقته 24000 كيلو واط حراري يجري إنشاؤه في النقب بمساعدة فرنسا . وأنه سيخصص للإستعمالات  السلمية  وأضاف أن هذا المفاعل  الذي حددت السنة 1964 موعدا لإكماله  سيدار باليورانيوم الطبيعي  وسيتم تعديله وتبريده بالماء الثقيل .
 
وبالفعل فقد بدأ تنشيط مفاعل ديمونا في أواخر عام 1964 وحسب رأي " ليونار بيشون " في كتابه  " أيجب أن تنتشر القنبلة " بأن هذا المفاعل لا يخضع لأي رقابة فرنسية . ولكن وبناء على إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جون كنيدي  فلقد تم إعداد برنامج زيارة مرة في كل عام من قبل علماء أمريكيين  متخصصين في الحقل النووي . ولقد قدم الفريق الأمريكي عام 1969 شكوى خطية قال فيها " إنه لا يضمن ألا يكون في ديمونا عمل متعلق بالأسلحة نظرا إلى القيود التي فرضها الإسرائيليون على إجراءات التفتيش "  ولقد جاء تعليق شمعون بيريز  في ذلك الوقت بأن التفتيش الأمريكي  السنوي  لا يعتبر تدخلا بغيضا  في شؤون إسرائيل الداخلية  في مجال أمن إسرائيل الحيوي فحسب بل هو تهديد مباشر لسياسة " جعل العرب في ريبة "  واستراتيجية الردع  التي تفرض السرية التامة على جميع النشاطات النووية .
 
بالرغم من قيام إسرائيل بعملية استخدام خام اليورانيوم  المنخفض الدرجة وعملية تخصيب الماء الثقيل بالتقطير التفاصلي بالإضافة إلى استخلاص اليورانيوم من خامات الفوسفات في صحراء النقب  وقيام كل من الولايات المتحدة وفرنسا بتزويد إسرائيل باليورانيوم المخصب . إلا أن إسرائيل قد وجهت كل إهتمامها  إلى جنوب إفريقيا  من أجل الحصول على اليورانيوم  وإعتمادا على تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام  فإن مخزون جنوب إفريقيا  يقدر بحدود 300 ألف طن  في ذلك الوقت وهو أكبر مخزون عالمي  وكما ورد في كتاب الدكتور سلمان رشيد سلمان " السلاح النووي  والصراع العربي الإسرائيلي "  فإن جنوب إفريقيا  كانت تسوق اليورانيوم على شكل مادة أولية  وهي التي تسمى بالكيك الأصفر  وتجدر الإشارة هنا  أن هناك تعاونا  وثيقا بين ألمانيا الإتحادية  وإسرائيل في المجال النووي  فقد تسلمت إسرائيل بموجب إتفاق بينها وبين حكومة ألمانيا الإتحادية  مبلغ 520 مليون مارك للأبحاث والدراسات في مجال تطوير الأسلحة النووية .
 
ويجب أن نوضح هنا أن إسرائيل لم تكتف بعلاقاتها مع كل من الولايات المتحدة  وفرنسا وجنوب إفريقيا وألمانيا وإنما اتجهت إلى إقامة علاقات  مماثلة مع أمريكا الجنوبية حيث قام المدير العام للطاقة النووية  الإسرائيلية  إسرائي دوستروفسكي  بتاريخ 10/12/1967 بزيارة رسمية للأرجنتين  من أجل بحث التعاون الإسرائيلي والأردنتيني  في المجال النووي  كما قام بزيارة البرازيل لنفس الغاية وصدر بيان عن وزارة الخارجية البرازيلية  حول التوصل إلى إتفاقية  من أجل تبادل الخبرات والعلماء في المجال النووي  علما بوجود اليورانيوم بكثرة في البرازيل .
 
إن إسرائيل لم تعمد في حصولها على اليورانيوم إلى الطرق المتعارف عليها  دوليا ومن خلال علاقاتها المباشرة مع الدول آنفة الذكر  وإنما عمدت إلى تحدي المجتمع الدولي فقامت بعمليات قرصنة من خطف وسرقة اليورانيوم المخصب وحسب تقرير السيد " جورج كرستر "  بعنوان الأسلحة النووية الإسرائيلية  فقد سرقت إسرائيل شحنات كبيرة من اليورانيوم من أبوللو ولاية بنسلفانيا الأمريكية بالإضافة إلى خطف  باخرة بشحنات اليورانيوم عام 1968 وخطف بعض الشحنات من فرنسا ومن إحدى الطائرات الأرجنتينية .
 
كما سمح الجنرال ديغول  للعلماء الإسرائيليين بالإطلاع على  معلومات متعلقة بنتائج تجارب التفجيرات النووية في شمال إفريقيا بين عامي 1960/1964 .
 
وفي عام 1963 صرح ديفيد بن غوريون في مقابلة مع صحيفة  نيويورك تايمز " ان من الممكن أن تقوم إسرائيل بإجراء تجارب في التطبيقات العسكرية للطاقة النووية " .
 
وفي تقرير أعدته وكالة  المخابرات المركزية الأمريكية عام 1968 بأن طائرات نفاثة من نوع ( سكاي هوك ) من سلاح الجو الإسرائيلي كانت تقوم  بمناورات قذف قنابل لا تستخدم عادة إلا لإسقاط أسلحة نووية  ووفقا للتقرير السري  الذي أعده كارل دكيت عن تقدير الوكالة بأن لدى إسرائيل  ما يتراوح ما بين عشرة وعشرين سلاحا نوويا جاهزا ومتوفرا في متناول يد إسرائيل جاهزة للإستعمال .
 
ولقد قامت إسرائيل بمفاجأة العالم بأسره حين تم إيقاظ الرئيس الأمريكي جيمي كارتر  من نومه وتم إبلاغه أن إسرائيل بالتعاون مع جمهورية جنوب إفريقيا قد قامت بإجراء تجربتها النووية الأولى في جنوب المحيط الأطلسي في شهر أيلول ا1979 بكل نجاح .
 
وجاء في مجلة القوات المسلحة الدولية الصادرة في واشنطن في أيلول  1981 بأن تحقيقات كل من وكالة المخابرات المركزية  ووكالة التحقيق الفيدرالي مع " زلمان شابيرو "  حول تحويل 602 باوند من اليورانيوم المشبع إلى إسرائيل وأن هذه الكمية كافية لصنع عشر قنابل ذرية مشابهة لقنبلة هيروشيما .
 
ولقد علقت صحيفة نيويورك تايمز في إفتتاحية لها  على تهريب أجهزة التفجير النووي ( كرايتورن ) إلى إسرائيل من الولايات المتحدة  فقالت " إن إسرائيل حاولت التنصل من الأدلة  التي تثبت أنها حصلت بطريقة غير مشروعة  على 800 جهاز تفجير نووي  من الولايات المتحدة  . ولقد أدانت محكمة فيدرالية في كاليفورنيا " ريتشارد كيلي سميث " بتهمة تصدير الأجهزة بصورة غير مشروعة إلى إسرائيل بين عامي  1980/1982 .
 
ولقد تمكنت شبكة إسرائيلية من شراء 47 طن من مادة اليورانيوم من كل من بريطانيا وفرنسا وذلك عن طريق شركة إسرائيلية خاصة مقرها " لوكسمبرج" وتدعى الشركة الدولية لتصدير المعادن وتم نقل وشحن اليورانيوم إلى إسرائيل خلال عام 1984.
وبتاريخ 12/7/1985 اعترف " روبرت سمولي " المتحدث الرسمي بإسم الخارجية الأمريكية  بأن الولايات المتحدة قامت بتصدير مادة اليورانيوم المسستهلك إلى إسرائيل بصورة مصنعة من أجل استخدامها في الأسلحة التقليدية .
 
ولعل أكبر تمثيلية في مجال الإفصاح عن دخول إسرائيل وإنضمامها إلى النادي النووي هي تمثيلية هروب التقني الإسرائيلي مردخاي فعنونو خارج إسرائيل  إلى أوستراليا وإلى لندن ليتم استدراجه إلى روما ليتم خطفه  من قبل الموساد الإسرائيلي وإعادته إلى إسرائيل ومن ثم قيام صحيفة الصنداي تايمز بنشر أسرار الترسانة النوويية  الإسرائيلية بتاريخ 5/10/1986   والتي تشير إلى أن إسرائيل تستطيع إنتاج عشر قنابل نووية سنويا من حجم أصغر وأكثر فاعلية وتدميرا من أوائل الأسلحة التي أنتجها الأمريكيون والسوفيات والبريطانيون والفرنسيون .
 
وإنني أضع بين يدي القارىء الكريم تقرير كل من ثيودور تايلور  أحد تلامذة رويرت أوبنهاير الملقب بأب القنبلة النووية  وأحد الخبراء الذين عملوا في صنع أول قنبلة نووية أمريكية  قبل أن يصبح رئيس برنامج الأسلحة النووية في وزارة الدفاع الأمريكية بالإضافة إلى رأي فرانك برنابي أحد الفيزيائيين النوويين الذين عملوا  في مركز الأسلحة النووية البريطاني في بيركشاير قبل أن يتقاعد  وشغل منصب منصب مدير المعهد السويدي لأبحاث السلام  حيث أجمعت آراؤهم  على أن إسرائيل  قد طورت تقنيات عالية  متقدمة سمحت لها ببناء ترسانة نووية عظمى واصبحت في مصاف الدول النووية في العالم  ووفقا لثيودور تايلور فإنه لم يعد هناك أدنى شك  في أن إسرائيل  أصبحت "منذ عشر سنوات على الأقل منذ بداية التحقيق مع مردخاي فعنونو" دولة تملك السلاح النووي وأن برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلية هو أعظم بكثير تقدما  كما يبدو من الوثائق والصور التي حملها فعنونو .
 
كما يؤكد فرانك برنابي  العالم البريطاني الذي قام طوال يومين متتاليين بإستجواب مردخاي فعنونو أن المعلومات التي قدمها فعنونو هي معلومات صحيحة علميا وأنه يعرف تفاصيل التقنيات المستخدمة في ديمونا . كما أن هناك مجموعة من العلماء البريطانيين المتخصصين في الصناعة النووية العسكرية البريطانية الذين أكدوا ذات الإستنتاجات لكنهم رفضوا أن تنشر أسماؤهم بسبب حساسية مراكزهم وأعمالهم .   
 
أما فيما يتعلق بأجهزة القذف فإن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر من أقوى  ألأسلحة في منطقة الشرق الأوسط  وتتمتع طائراته لا سيما إف 15 وإف16 بخاصيات ومميزات تجعلها في مصاف أحدث الطائرات وأفضلها بالإضافة إلى حصولها بتاريخ 22/6/2016  على 73 طائرة إف 35 وهي درة الإنتاج الحربي في سلاح الجو الأمريكي  المتميزة بقدرتها على الإختفاء  عن شاشات  الرادار وعلى حمل الأسلحة الذكية حيث كانت إسرائيل الدولة الوحيدة التي حصلت على هذه الطائرة من الولايات المتحدة 
 
الصواريخ الإسرائيلية :-
 
هناك أربعة أنواع من الصواريخ الباليستية في ترسانة الصواريخ الإسرائيلية  وهي صواريخ  لانس الأمريكية  حيث قامت الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل  بصواريخ لانس أرض/أرض قصيرة المدى  130 كم/450 كم في منتصف السبعينات في محاولة للتغلب على الأنظمة الصاروخية التي  حصل عليها العرب من الإتحاد السوفياتي  .
 
لقد بدأ  البرنامج الصاروخي الإسرائيلي  عام 1960  وفي عام 1961 تمت تجربة  النسخة الأولى من الصاروخ الإسرائيلي الأول الذي لم يعرف إسمه في ذلك الوقت ولكنه شكل نواة التعاون بين إسرائيل وشركة داسو الفرنسية عام 1966 لتطوير وتصنيع صاروخ أريحا /1   الذي يصل مداه إلى 450/500 كم  ويحمل وزنا مدمرا  يزن 450 كجم  حيث تمت تجربة هذا النوع من الصواريخ  خريف عام 1967 وأبتداء من عام 1968  تم نشره  في النقب ومرتفعات الجولان .
 
في عام 1987 تم إجراء أول إختبار لأريحا/ 2 وبلغت مسافته 850 كم  قطعها فوق البحر الأبيض المتوسط  وتم الإختبار الثاني  في أيلول عام 1988 حيث بلغ مدى هذا الصاروخ  1300 كم  .
 
ويعتقد المحللون العسكريون المختصون بمجال الصواريخ أن كلا من أريحا/1 وأريحا/2 ما هما إلا  مراحل أولية في الإعداد والتجهيز لإطلاق صاروخ شافيت  وهو الصاروخ الذي استخدمته إسرائيل في إطلاق قمرها الصناعي الأول أفق /1 بتاريخ 19/9/1988 وبعد استخدام صاروخ شافيت للقمر الصناعي أفق/2 بتاريخ 4/3/1990 قام بعض العلماء  في جامعة ميريلاند عام 1990 بدراسة خصائص ومدى صاروخ شافيت وتبين  أن هذا الصاروخ يمكنه  حمل رأس تدميرية زنة 775 كجم لمسافة  4000 كم أي أن هذا الصاروخ يستطيع الوصول إلى أي هدف في الشرق الأوسط كما يستطيع تغطية أجزاء كبيرة من الحدود الجنوبية للإتحاد السوفياتي سابقاً . ولقد خططت إسرائيل  لتطوير الصاروخ شافيت عام 1994 ليصبح الصاروخ الرئيس بمدى أبعد وحمل رأس تدميرية أثقل من 775 كجم.
 
منظومة صواريخ  حيتس ( السهم ) بدأ العمل في هذه المنظومة حين قررت الولايات المتحدة إشراك إسرائيل في  مشروع " حرب النجوم "  الذي طرحه الرئيس الأمريكي رونالد ريجان  بتاريخ 6/5/1985  والذي أدى إلى سباق محموم بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي وكانت تكلفة هذا السباق الباهظة أحد الأسباب الرئيسة في إنهيار الإتحاد السوفياتي.
 
ولقد تم توقيع إتـفاقية  تفاهم بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل  بحيث يتولى الجانب الإسرائيلي مهمة تطوير  منظومة جديدة مضادة للصواريخ الباليستسة  بينما تقوم الولايات المتحدة بتمويل 80% من قيمة المشروع . ولقد تم التعاون بين إسرائيل وبين شركة بوينج الأمريكية  من أجل تطوير المنظومة المخصصة لإعتراض الصواريخ  الباليستسة تتكون المنظومة من عدة مكونات  منظومة إدارة إطلاق النار  ومركز مراقبة إطلاق النار   ورادار متقدم من نوع أوران بروك ومنصة إطلاق  بالإضافة إلى الصاروخ . ولقد تم إجراء 10 تجارب لصاروخ حيتس 2 ما بين عام 1995 وحتى عام 2003  حيث شهدت هذه التجارب تعديلات على المدى والإرتفاع وزمن الرد والإنطلاق  وبتاريخ 5/1/2003 أجريت تجربة تم من خلالها إطلاق 4 صواريخ حيتس 2 .  وبتاريخ 29/7/2004  نجح صاروخ حيتس2 في إسقاط صاروخ سكود مسلح  وتم إجراء أكثر من تجربة على هذه المنظومة في عام 2007 وعام  2008  وعام 2009  وعام 2011 وعام 2012 كانت جميع التجارب ناجحة حيث تمكنت منظومة صاروخ حيتس 2 من إسقاط صواريخ باليستية . وفي عام 2009 تم الكشف  عن عملية تطوير جديدة في منظومة حيتس 2  بحيث يتم تطويرها تحت اسم حيتس 3 من أجل اعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى  ذات الإرتفاع الأعلى  أرض/ أرض والقيام بتفجيرها .
 
صاروخ دليلة :  وهو صاروخ  جوال موجه ( جو/ أرض )  و(أرض/ أرض) طويل المدى  تم تطويره تحت غطاء من السرية في بداية السبعينات  من القرن الماضي  وتم عرضه في منتصف الثمانينات   تحت الإدعاء بأنه طائرة بدون طيار   وفي عام 2009  تم عرضه كصاروخ  رد سريع إلكتروني ضوئي طويل المدى لتدمير أهداف متحركة . وبالرغم من تطوير أجيال متعددة من هذا الصاروخ إلا أنها كلها أطلق عليها  إسم  دليلة . ربما لأسباب أمنية وربما لأن المعلومات غير متوفرة . 
 
هناك نظرية تقول تحقق الدول النووية العظمى قوتها النووية النهائية إذا تمكنت من إيصال رؤوسها النووية بواسطة الثالوث المرعب إلى العدو وهذا المصطلح يشير في طياته إلى الطائرات التي تستطيع حمل الرؤوس النووية وإلى الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية ومن ثم إلى الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية التي يتم إطلاقها من الغواصات . فإذا توفرت هذه الوسائل الثلاث تكون الدولة قد حققت الثالوث المرعب في إيصال رؤوسها النووية إلى العدو المحتمل.
 
وبما أن إسرائيل تمتلك الصواريخ بشتى أنواعها الحاملة للرؤوس النووية وتمتلك شتى أنواع الطائرات القادرة أيضا على حمل الرؤوس النووية  افتقرت إسرائيل إلى الغواصات وإلى الصواريخ التي تمتلك خاصية  الإنطلاق من الغواصات لهذا تم التركيز على تطوير وتصنيع هذه النوعية من الصواريخ   ولقد حصلت إسرائيل على غواصتين من ألمانيا من نوع  دولفين ولا نعلم طبيعة المفاوضات التي أسفرت عن حصول إسرائيل على هاتين الغواصتين حيث تشير التقارير الصحفية أن إسرائيل قد قامت بشراء هاتين الغواصتين .  ولقد قامت شركة رافائيل الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية بتطوير صاروخ من نوع كروز  تحت اسم بوب آي تيربو   وهو من الصواريخ الجوالة التي يتم إطلاقها من الغواصات ولقد قامت إسرائيل  بتجربة سرية  لإطلاق أول صاروخ كروز من طراز بوب آي تيربو المسلح نوويا من على غواصات دولفين  العاملة بالبحرية الإسرائيلية  في شهر أيار عام 2000 قبالة سيريلانكا في المحيط الهندي وضربت هدفا على بعد 1500 كلم  وأكد الإسرائيليون  أن هذا الصاروخ قادر على الوصول لأهداف على بعد 2400 كلم كمدى أقصى للصاروخ .
 
كما تم  إنتاج صواريخ  كروز خاصة يمكن إطلاقها من الطائرات المقاتلة مثل إف 16 تحت اسم بوباي 2 وتم إنتاج بوباي 3 خصيصا بحيث  يمكن إطلاقه من  القاذفات الإستراتيجية  بي 52 .
 
هناك مجموعة من الصواريخ  الجوية الإسرائيلية  مثل صاروخ شافرير  وهو صاروخ جوي موجه ( جو/جو )  تم تركيبه على الطائرات الإسرائيلية من نوع كافير   وعلى طائرة  فانتوم الأمريكية الصنع
 
وهناك صاروخ  بايثون الموجه ( جو/ جو ) تم تركيبه على معظم الطائرات الإسرائيلية المقاتلة  ولا توجد معطيات كافية عن هذا الصاروخ  بإستثناء قيامه بإكتشاف الهدف  وملاحقته حتى يتم تدميره .
 
وهناك نوع ثالث   صاروخ غابرييل 3  وهو صاروخ جو / أرض  وتم استخدامه من قبل طائرات كفير  عام 1986  في مهاجمة أهداف أرضية  . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد