ويخلق ما لا تعلمون

mainThumb

16-09-2016 02:30 PM

هؤلاء الذين يمجدون العلم وينكرون ما سواه ، والذين لا يمجدون إلاّ العقل ، سيصابون بخيبة أمل في لحظة من اللحظات التي تمر بكل إنسان ظهر وسيظهر على ظهر المعمورة . فجميع الذين اعتمدوا العقل فقط مقياسا للحكم على الأشياء أصيبوا في نهاية المطاف بخيبة أمل وخيبة أملهم كانت مريرة .

 

وأقرب الأمثلة هؤلاء الذين درسوا في الغرب في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وفي مطلع القرن العشرين .. أخذوا بنظرية الشك حتى أنهم أفسدوا بنظرياتهم عقول شباب عصر كامل فأخذ المثقفون التابعون يشكّون حتى في أنفسهم ليثبتوا مقولة ديكارت أنا أشك إذن أنا موجود .. ولكن هل لا تكون موجودا إلا إذا شككت في نفسك ؟ وهم بشكّهم هذا لم يتوصلوا إلى اليقين وذلك لأن شكهم كان لمجرد الشك في المعتقدات والتقاليد والمفاهيم حتى أنهم جنوا بشكّهم هذا على أجمل ما في تاريخنا .
 
وليت الأمر وقف عند هذا الحد .. لا .. بل تطاول بعضهم على النيل من المقدسات وأثار حولها الشكوك والشيء الذي لا يصدق ولا يسهل ابتلاعه هو أن هذا البعض بعد أن دس سمه في عقول الآلاف من الشباب وبعد أن ترسّخت في عقولهم سمومه نراه حين يشارف على الموت يتبرّأ من كل أو من بعض ما كتب في شبابه من أمثال نجيب محفوظ حين تبرّأ من كتابه اولاد حارتنا  وهيهات أن يمحو ولو كتب العشرات من الكتب بعض ما ترك في ذهن الناشئة من سموم .
 
صحيح أن هناك إنجازات أنجزت .. ويبقى السؤال هل العقل وحده هو الذي كان يعمل حتى تحققت هذه الإنجازات ..لا .. بالطبع إذن أين الدافع ؟ أين الإلهام ؟ أين الروح ؟؟ ثم أين مشيئة الله ؟  وهنا يكمن حلّ المشكلة .. الروح أولا وأخيرا هي الدافع للعقل لينجز مثل هذه الإنجازات التي نتيه بها على العصور وإذا شاء الله ستتوالى هذه الإنجازات أليس هو القائل سبحانه وتعالى : ويخلق ما لا تعلمون ؟ صدق الله العظيم .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد