ومرّ العيد

mainThumb

17-09-2016 11:08 PM

مرّ يوما مثل باقي الأيام .. لم يبق من الإحتفاء به إلاّ الصلاة ، ومنظر بعض الصبية الصغار ، وكلمات مضيئة في التلفاز تقال الفينة بعد الفينة للتذكير .

قال صاحبي الوافد من القرية حديثا .. حين عدت من الصلاة اصطحبت عائلتي لأتمنى للساكنين قبالتي عيدا سعيدا ثم هبطت إلى الطابق الثاني فتمنيت لجيراني ساكنيه مثل ما تمنيت للساكنين قبالتي وعدت انتظر جيراني وحتى هذه اللحظة وأنا أنتظر .
ثم أخذ يتحدث عن العيد في القرية ، وكيف أن الأهالي يتجمعون لصلاة العيد حتى إذا فرغوا من آدائها بدأوا جميعا يعايدون على أصحاب كل منزل من منازل القرية .. لايتركون بيتا دون أن يدخلوه ولا شيخا طاعنا ولا صبيا ولا طفلا ولا امرأة ولا فتاة إلاّ وتمنوا لهم عيدا سعيدا .. وأخذ صاحبي يندب حظه ، ذلك لأن جميع شباب القرية يعودون لقريتهم ليلة العيد ولكنه هذه المرة خالف المتبع وقرر أن يمضي يوم العيد في المدينة وبخوف شديد تابع صاحبي : 
أخشى إن بقي الحال على ما هو عليه أن يزداد شعور الناس بالأنانية فلا يهتم الإنسان إلا بنفسه فقط وهذه قمة المأساة فيعيش المجتمع في جزر صغيرة .. كل جزيرة يمتلكها فرد تحدها المياه العميقة من كل جانب .
وكان العيد يجمعنا فأصبح كبقية الأيام لطفك يا الله .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد