المهم ماذا بعد الانتخابات النيابية ؟

mainThumb

19-09-2016 10:15 AM

لم يعد يفصلنا عن العملية الانتخابية لمجلس النواب الثامن عشر إلا ساعات معدودة من كتابة هذه السطور وسيفوز من يفوز في الانتخابات بالحق أو بالباطل السياسي وشراء الذمم ، وسيبقى نهر الحياة متدفقا بقوته الطبيعية التي تحكمها حركة التاريخ .

 وما يهمنا هنا ماذا بعد هذه الانتخابات حيث نتمنى أن تكون العقلانية والفهم هي الأساس لأن الانتخابات سوف تبدأ وتنتهي ولكن المواطنة وروحها هي من تبقى وتثبت لمن ينجح هل كان هو الاختيار المناسب حيث المطلوب أن يكون أكثر تواضعا وأن يثبت أنه كان الاختيار الأفضل حقا مع يقيني الشخصي استحالة ذلك لسبب بسيط أن بدء العملية الانتخابية سيكون الاساس بها المال والسلطان وليس غير ذلك إلا اذا أردنا أن نتحدث عن جمهورية أفلاطون أو لمن يخسر أن هذا الأمر عادي وهو خاض التجربة وبخلفيته النجاح أو الفشل وبالتالي تبقى الدروس والعبر هي الأساس وحبذا لو كنا مجتمعا ديمقراطيا لكان الفشل ربما طريق النجاح في المستقبل وفي اختيار الأفضل لمن يمثل الوطن والمواطن وليس لمن تبدأ الدنيا عنده بالأنا وتنتهي بالأنا .
 
انظروا لبعض المرشحين ممن كانوا في المجالس السابقة لا زالوا يبيعون كلاما مستهلكا وأكاذيب ويتحدثون عن مطالب تحتاج لميزانية دول الخليج مجتمعة .
 
نريد أن نرى صورة مشرقة للوطن بعد انتهاء مسرحية الانتخابات والتي ليس مهما رأينا بفشلها أو نجاحها ولكن الأكثر أهمية أن نحافظ على وحدتنا الوطنية وأن لا نسمح لأصحاب الأجندات المشبوهة من دعاة الاقليمية الضيقة أو المتاجرين بالدين أو الوطنية الكاذبة باللعب بوحدتنا الوطنية تحت أي عنوان كان وأن نعود كما كنا دائما أخوة في الوطن وأن يثبت لنا أصحاب الشعارات اياها حسن نواياهم وصدق كلامهم وشعاراتهم الطبشورية رغم يقيني أن حكومة الظل والواجهة لها في الدوار الرابع عملت أسوأ مما فعله الاستعمار البريطاني ، وإلا ما رأينا أصحاب تلك الاجندات المشبوهة حيث عملت تلك الحكومات بإيجاد مواقع التباس ملتهبة تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم الوطنية الضيقة والمحافظة على الهوية ولسنا بحاجة لسرد أدلة وبراهين ، يكفينا أن نذكر قوانين تخص الانتخابات نفسها ، تلك القوانين التي وجدت لتصحير مجلس النواب وحرمانه من كل دسم سياسي وأن يكون مجرد واجهة للإفتاء السياسي وليس مجلس تشريعي ورقابة لصالح الوطن والمواطن الذي ينتظر اصلاحا أصبح مستحيلا إلا اذا صدقنا خروج الجمل من ثقب ابرة .  
 
لذلك ما يهمنا أن تنتهي هذه المسرحية على خير ولا تؤثر نتائجها على الروابط الوطنية بين مكونات شعبنا وحتى المعارضين لها نأمل أن تكون نتائجها دروسا وعبر وأن وطننا ومن خلفه أمتنا العربية تستحق أن نستفيد حتى من الفشل ذاته ، وهذه التجربة برأينا هي أفشل التجارب في تاريخ الوطن حتى الآن ، ولا أعلم ما الفائدة من هذه القوائم في قانون الانتخاب الجديد التي تجمع ما بين الشامي والمغربي في تحالف مؤقت بدلا من ترسيخ وتعميق التجربة الحزبية وجعل الانتماء لها خيارا وطنيا وليست مغامرة يخسر بها المواطن رزقه كما يعتقد الغالبية العظمى من شعبنا وهم بكل أسف محقين في كثير من الأحيان .
 
ولذلك دعونا نجعل حتى من الفشل نجاحا للوطن .
 
حمى الله الأردن وأمته العربية ولا عزاء للصامتين .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد