الى صديقي المحامي مبارك ابو يامين

mainThumb

23-09-2016 04:02 PM

تخونني البدايات ربما لان الكبر بدا يزحف على قلاع النفس ويحتلها او انني عاجز عن ترجمة مايمليه العقل للقلب فانا ياصديقي عندما كتب لك لااكتب مجاملة او ارضاء لهذا ونكاية بذاك ذلك ان الكتابة هاجس تلد من رحم الاوجاع والحنين والتذكر وتوقضها الحوادث.

انا عندما اكتب عن مبارك ابو يامين الحفيد فانني اتكيء على تاريخ جبل قائم بذاته اسمه ايضا مبارك ابو يامين الجد ,رجل يتميز بكاريزما قوية تعرفه الخيمة والناقة والسرج والبندقية , رجل تكورت في يقينه كل هموم العرب ومفردات الرجولة ايام الانتداب البريطاني على فلسطين فعاش ثائرا حتى اصبح المطلوب رقم واحد لكنه بحسه الثوري وادراكه استطاع ان يرسم لنفسه طريقا للخلاص وان يبقى على تواصل مع رفاق السلاح انذاك من ابناء البلقاء وفلسطين.
 
اكتب لك هذه الايام لان نفسي املت علي ان اكتب وحسي الصحفي الزمني ان اكون مع الحقيقة وانا هنا لايعنيني هندامك وربطة عنقك ونوع عطرك وسيارتك انا معني هنا بمكانتك كمحام تقف لجانب الحق وتدافع عنه الى ان ينقطع النفس ويعنيني تجربتك السابقة في خضم الحياة النيابية وفي امكنة اخرى كنت خلالها تمارس دورا وطنيا صادقا كما يعنيني الجوانب الانسانية الصافية في يقينك فلا احد بمقدوره ان ينكر عليك وقوفك لجانب من جلدتهم الشمس بسياطها او من ظلمتهم قسوة الحياة فلقد لمست فيك يقين القديس وصلابة الصخر وهمة الفلاح ونظرة الصقر لمست فيك الايثار والتفاعل مع هموم مجتمعك ووطنك فلا احد ينكر عليك هذا الفضل.
 
ان المراكز كالرمال المتحركة لاتدوم على حال من الاحوال وان المناصب مهما كبرت تتصاغر امام همة الرجال امثالك وان الفضاء على رحابته ينطوي امام نظرات الصقر الثاقبة وبصيرته التي لاتخيب وارادته التي لاتنثني فمنذ ان عرفتك ذات رحيل  قبل عرك من الزمان وضرس في قريتنا الصغيرة التي لم تعرف الا الحب لمست فيك نفسا شفافة وقلبا نابضا بمحبة الناس فخلتك سنديانة تعجز كيمياء الموت عن قتل اكسير الحياة في كلوروفيل اوراقها.
 
انت انت ابا علي تفيض عنفوانا لاعنفا تفيض رجولة لاخسة ولا جهلا سارية من سواري هذا الوطن تتضاءل همة الاقزام امام سموقها,انت انت بهدوئك وبسمتك ووجهك الطلق وهذا نابع من معدنك الاصيل ومنبتك الطيب.
 
انا وانت وكل النخب التي لها تماس مع الواقع الانتخابي في الاردن نعرف ان قانون الانتخاب عندنا قانون هزيل لايفي بالغرض لانه بالاساس مبني على مغالطات وتداعيات كثيرة هذه التداعيات قادت لجان التشريع وتفسير القوانين لوضع قانون الكتل وهو قانون لايستند لاي مقومات من ثماره انه غيب النخب ماسمح لفئيات لاعلاقة لها لامن بعيد ولا من قريب بالحياة السياسية ان تطفو على السطح كي تمثل الناس وهذه مصيبه كبيرة والطامة الكبرى ان نسب التصويت في المملكة جاءت مخالفة للدستور مايعني ان الانتخابات قانونا باطلة لكن كما يقول المثل/كل واحد يهيل النار على قرصه/هذا الوضع وبكل تاكيد سينجم عنه فراغ في التعاطي مع مسائل حيوية وسيكون المجلس العوبة بيد فئة معينه والله اعلم الى اين ستذهب الامور وبالمحصلة وحسب ماهو واضح من القراءات الاولية ان المجلس بشكله الحالي ولد خداجا غير مكتمل النمو  وامامه حلان لاثالث لهما اما ان يصمد ويتمخض عنه قرارات وقوانين تزيد من سوء الوضع الاقتصادي بالبلد وتحط من التعليم مع تغييب شبه تام لقضايا الحيوية وابرزها القضية الفلسطينية واما ان ينتحر تحت قصف المطالبات الشعبية التي ستزداد في الفترة القادمة منادية بحله وهذا بكل تاكيد سيتطلب تدخلا مباشرا من صاحب الولاية لتعديل مساره او حله قبل الاوان.
 
بكل اسف كان نظام الكتل مصيدة وقع فيها الكثير من ممن لهم تجربه وبصمة في الحياة السياسية وهذا ليس ناجما عن سوء تقدير او ادراك لكن هذه النخب وجدت نفسها تتماشى مع المثل العربي الذي يقول/صامد لاتاكل ومفلوق لاتاكل وكل لما تشبع/
مبارك ابو يامين ايقونة لك حضورك وان غبت تترك فراغا عشت في يقيني اخا وستبقى اخا ابجله مثلما غيري يبجله ويحترمه شاء من شاء وابى من ابى ليرعاك الله ياسيدي فمهما اشتدت العواصف فانها اعجز من ان تهز ذوائب النخيل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد