حدث تأريخي .. يا القاهرة والناس - خالد كسلا

mainThumb

25-09-2016 10:11 AM

> واعلامي مصري موهوم في قناة القاهرة والناس يستنكر وصف التوقيع على اتفاق دراسات سد النهضة في الخرطوم يوم الاثنين الماضي بالحدث التأريخي.. وهو وصف حديث الري المصري محمد عبد المعطي . > ولا يستنكر التوقيع في حد ذاته لأنه جاء بتوجيه من فرعون مصر. > يمكن أن يكون التوقيع على عقدي المكتبين الاستشاريين يوم الإثنين الماضي لدراسة اخطار سد النهضة ( حدثاً تأريخياً )في نظر إثيوبيا التي عانت اعلامياً من تقلب المواقف المصرية من بناء سد النهضة. > ويمكن أن يكون حدثاً تأريخياً في نظر السودان الذي طالما وضعته مصر في موضع محرج بخصوص سد النهضة وهو من خلال خبرائه يحاول أن يقنع المخابرات المصرية عبر الاعلام بأن السد لو لم يفد لن يضرها. > وكذلك .. يمكن أن يكون حدث تأريخي في نظر مصر افضل واهم من الانقلاب العسكري على الديمقراطية .. الانقلاب الذي كان آخر اهم تعليق عليه هو حديث الرئيس الامريكي المنصرف أوباما .. في خطابه الاخير. *أوباما كان يقول ــ وقائد الانقلاب السيسي حضور ــ بأن معنا هنا شخص انقلب على نظام ديمقراطي واستلم السلطة بالقوة وسجن رئيسه المنتخب. *ولو كان حديث أوباما هذا حديثاً تأريخياً .. فإن حدث التوقيع على عقود لدراسة اخطار محتملة من سد النهضة .. يستحق أن يكون اكثر تأريخية.
 
 
> فهو على الأقل اسكت الحكومة الانقلابية في القاهرة التي كانت تستخدم الاعتراض على سد النهضة ككرت سياسي .. لكسب ميزات سياسية تجعل الشعب المصري يشعر بأن الانقلاب على الديمقراطية قد تحمس على الحفاظ على مصالح مصر. > لكن هل مصالح مصر فقط في الاعتراض على قيام مشروعات خارج مصر ليست مصرية؟ *ماذا فعلت الحكومة المصرية الانقلابية في الداخل لاصلاح نظام التصدير والاستفادة من قناة السويس الجديدة .. والمحافظة على قيمة العملة الوطنية؟ > لقد انجزت حدثاً تأريخياً .. هو سحبها كل هذه القضايا من موقع ريادة الاقليم .. وقد جاءها التصغير والتحقير من هذا الانقلاب الذي لم يرحمها به الرئيس الامريكي. > في قناة ( الحياة والناس ) ينبري المتحدث الراتب فيها لتعليم وزير الري المصري فن التصريحات. > فقد استنكر على الوزير وصفه لتوقيع عقودات دراسة الاخطار المحتملة لسد النهضة بالحدث التأريخي. > قيل أن الورقة المفروض على الوزير قراءتها لم تتضمن وصف ( الحدث التأريخي )لكنه خرج عنها وعلق هكذا بنفسه. > وهناك في مصر من استنكر أن يكون المترجم إلى العربية سودانياً وليس مصرياً.. كان يمكن أن يكون مصرياً حتى لو من الاخوان المسلمين .. لكنهم في السجون .. ستون ألفاً منهم معتقلون.. فقد اصبحت مصر تماماً مثل كوريا الشمالية .. معتقلون وتسلح دون حاجة وسوء تنمية وصادر .. والاقباط هناك رغم فقرهم يصفقون للسيسي بطل المصالح اليهودية .. وربك يلطف. > إن الرجل يقول مخاطباً وزير الري المصري (:وصفك لتوقيع العقود بأنه حدث تأريخي وصف يثير الشفقة والرثاء والاستنكار والتعجب ولا يصدر عن وزير بالحكومة المصرية . )
 
 
> إذن الرجل عبر برنامجه في القناة آنفة الذكر يستنكر الوصف بالحدث التأريخي، لأن الدراسات سيكون الفراغ منها بعد استكمال السد، ولا يستنكر مبدأ التوقيع على دراسات ليست ذات جدوى من الأساس. > فهل يشعر صاحب البرنامج التلفزيوني بأهمية التوقيع على العقودات حتى يستنكر وصفه بالحدث التأريخي؟ > لكن يبدو أنه لا يملك هناك في قاهرة المذل لدين الله حرية التعبير ليقول لا ينبغي أن يرسل فرعون مصر الحديث وزيره للتوقيع على عقود لم يتوقف لها العمل في بناء السد، وأن السد سيستكمل بناؤه قبل النتائج النهائية للدراسات. * وفي كل دولة لا يوجد نظام ديمقراطي يكفل حرية التعبير دون أن تكون منحة بقدر مثل ( عطية مزين )لن ينصلح حاله في كل شيء. > يقول إن الاتفاق جاء بعد مراوغة الطرفين السوداني والاثيوبي.
 
 
> لكن كيف راوغ السودان وكيف راوغت اثيوبيا..؟ وراوغا حول ماذا ؟ وكيف تصل الأخطار المحتملة للسد إلى مصر ولا تصل إلى السودان؟ هل المقصود بها تقليل حصة مصر؟ وكيف سيكون تقليلها وهي تتدفق إليها من بحيرة تحبس ضعف ما ستحبسه بحيرة سد النهضة وتخزن احتياطي ثلاثة اعوام؟ > الجهالة في الإعلام المصري واضحة بالفعل.. وهي اكثر وضوحاً في خدمة اطاحة الديمقراطية وانتهاك الحريات وتعطيل اهم مشروعات التنمية مثل تعميق قناة السويس لمرور السفن الامريكية العملاقة وافساد الصادر، وكزهد سعر الغاز المصدر إلى اسرائيل، وفساد صادر الخضروات والفاكهة والاسماك إلى كل من امريكا وروسيا والسعودية.. وللأسف السودان. > والسودان لا يراوغ ولو كانت مصر تطلب منه أن يرعى اطماعها .. فهي مخطئة إذن.. فالسودان يرى من خلال خبرائه العظماء مثل البروفيسور المهندس سيف الدين حمد والمهندس الريح عبد السلام والمهندس احمد الطيب، أن سد النهضة يفيد السودان اكثر مما يفيد اثيوبيا. > لكن في مصر لم تمنح الفرصة للخبراء ليحسموا الجدل حول اضرار السد.. فقد تبنى التصريحات بجهل وجهالة ضباط المخابرات الذين اسند اليهم الملف، وبعض الإعلاميين مثل صاحب برنامج (قناة القاهرة والناس). > وإثيوبيا لا شيء يدعوها للمراوغة كما يتخيل أويزيف صاحب البرنامج التلفزيوني هذا .. اثيوبيا لم تنقص حصة السودان أو مصر، فهي لن تستهلك المياه التي ستحبسها وسط جبالها في اقليم بني شنقول، بل ستستفيد منها استفادة دون انقاصها. غداً نلتقي بإذن الله.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد