اذا اردت ان تعرف وتدرك كيف تتولد الحركات المتطرفه في العالم وكيف تعمل على تدمير مجتمعاتها وبث روح العبث فيها عليك ان تبحث في مدى سيادة القانون والعدالة الاجتماعية والشعور بالامان الاجتماعي داخل تلك المجتمعات فالاوطان التي يغيب فيها القانون او يستخدم بمزاجية ليطبق على فئات دون سواهم او يتزايد فيها الشعور بالاقصاء والاستهداف والتهميش وفرض الامر الواقع تعتبر بيئة مناسبة مغذية للتطرف والارهاب والانشقاق المجتمعي الذي يفكك الكل الجامع باتجاه الطائفيه والمذهبية والاثنية الخ ..
لا اعتقد ان المجتمعات التي يأخذ فيها الفرد حقوقه كامله وتحترم فيها انسانيته وآدميته وخصوصيته وهويته التي ينتمي لها وتسود فيها القيم العميقه يحتاج فيها الناس لأن يتطرفوا ويخربوا بايديهم مابنوه ببلادهم ومقدراتهم ومؤسساتهم الوطنية حتى لو إختلغوا معها في بعض الجوانب الادارية .. بل سيدافعوا عن دولتهم ومقدراتهم ومكتسباتهم بكل مايستطيعون من قوة .. فالعدل اساس الملك وحينما يتحقق العدل تموت وتتلاشى الامراض المجتمعية الخطيرة فيسود الرضى وتبرز الايجابيات ويتم التحكم بالسلبيات فتصطف الاجساد وتتشابك الايدي المؤمنة ذودا عن الاوطان فلا يقتصر حينها دور حماية البلاد على الجيوش فقط بل يحميها كل فرد مجتمعي كل في مكانه وموقعه ولنا مثال طيب ماحدث في تركيا حينما إنبرى الشعب ليحمي شرعيته ومؤسساته ودولته من الانقلاب ..
ان تغيير المناهج المدرسية هو جر للوطن نحو العلمانية وإقصاء للدين من الحياة العامه للناس التي توارثت التدين عبر سنين طويله وبالتالي فإن هذا الاجراء هو الذي يخلق الارهاب بعينه وهو مايحقق تفريخ التطرف والتخريب والتدمير لنسيج المجتمع وبالتالي يعود بالشرخ العميق على كيان الدوله وتهديد للأمن وللسلم المجتمعي ..
إن فرض بعض الافكار الغربية على مجتمع شرقي متدين وفرض نظام الامر الواقع على الناس يعتبر ارهاب وتطرف خطير ربما يخلق مشكلات اجتماعية كبيره .. خصوصا في وطن يعتبر انسانه من اكثر شعوب المنطقة ثقافة وسعة علم وامتلاك للمعرفه وتعتبر كل ذرة تراب من ترابه الطهور شاهده على خطى الانبياء والصحابه والتاريخ المشرف .. وطن يقف على خطى قصيره من اعتاب المسجد الاقصى الاسير الذي ينتظر تلك الاجيال القادمة التي تعي وتفهم تاريخها الصحيح لكي تمتلك المشروع الوطني الشامل الذي يحرر الارض والانسان .. ولن يحقق ذلك جيل فارغ بلا تاريخ خالي من الدين والمشروع الوطني وادوات التحرر من التبعية والاستعمار يحاولون جرنا إليه من خلال العبث بالمناهج والمواد المغذية لفكر ابنائنا الطلبه ..
اليوم ايها المسؤول عن هذا العبث والتهريج الذي سمي تعديل مناهج يجب ان تعي ان زمن فرض الامر الواقع على الناس انتهى بلا رجعه ومسألة اعتبار الناس قطيع من الاغنام تساق هنا وهناك من قبل مرياع الغنم باتت من الماضي .. لذا عيد حساباتك ولم كتبك وورجينا عرض كتافك ليتم محاكمتك على هذا العبث الخطير لتنال جزاء فعلتك تلك فنحن مجتمع عربي متدين شئت أم ابيت هو كذلك فإما ان تتماشى مع هذا الواقع واما ان تبحث لك عن مجتمع علماني غير المجتمع الاردني لتصبح مسؤول عنه .
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد
أقدم 10 مساجد في العالم .. تعرف عليها
