إسقاط النظام .. كيف - أبشر الصائم

mainThumb

27-09-2016 09:44 AM

اقتربت في فترة سابقة من ملفات الزراعة سيما مؤسسات مشروع الجزيرة، وانتبهت يومها إلى بيانات تصدرعن ما يسمى (تحالف المزارعين)، لم أتوقف عند الوصم بأن هذا الكيان يعمل خارج نطاق الشرعية، بحيث إن هنالك اتحادا منتخبا من جمهور المزارعين يمثلهم ويتحدث باسمهم، فالرأي عندي أن أي جهد مخلص للارتقاء بالعملية الإنتاجية يفترض أن يسمع إليه، لم أتوقف عند جدل شرعية ذلك الكيان من عدمه، بقدرما توقفت عند (منشوراته  السياسية) الصارخة !! لأدرك في خاتمة الأمر بأن ذلك لم يكن إلا حيلة ووسيلة لاصطناع منبر سياسي، غاية جهده هدم سياسات الحكومة الزراعية غض النظر عن فعاليتها وجدواها !!
 
* تداعت لي بالأمس تلك الصورة التحالفية، في ثوب جديد قديم، يسمى هذه المرة (لجنة أطباء السودان) !! وهو كيان مواز لاتحاد الأطباء المنتخب والمعتمد رسمياً، وكما سبق، لن نتوقف كثيراً عند مسألة الشرعية على أهميتها لتنظيم العمل النقابي المهني، ولكننا معنيون هنا في النظر في فعالية هذا الكيان، وإن كان يمتلك بعض الرؤى للنهوض بالمهنة والإسهام في تقديم حلول لتطويرها !! لأجد نفسي أراوح مكان تحالف المزارعين وتحالفه !! إذ إن لجنة الأطباء كيان ضرار ينشط عند أيام الأزمات، لا للإسهام في صناعة حلول وتقديم بعض المعالجات، ولكن لمزيد من تعكير الأجواء لاكتساب بعض النقاط السياسية النضالية !! ضعف الطالب والمطلوب !!
 
* كما أسلفت، أنا شخصيا، ليس لدي ملاحظات على أن يصطنع اليسار بعض التحالفات والتجمعات، ليعوض بها خسارة أزمة ضعف العضوية التأريخية، فعلى الأقل لما سئل الرفيق يوسف حسين ذات جدل ديمقراطي ... كيف تدعون إلى الديمقراطية وأنتم لا تملكون لها أغلبية عضوية !! قال يومها نحن حزب ثوري نضالي وليس حزباً جماهيرياً !!
 
* إذن الأزمة ليست في تشكيل هذه الكيانات الموازية ومدى شرعيتها، بيد أن الأزمة كل الأزمة تكمن في أغراض وأهداف تلك التجمعات، والتي هنا لها هدف واحد لا غير يتمحور في (إسقاط النظام)، ولاشيء غير إسقاط النظام !!
 
* على أنه في المقابل، ليس بإمكان أحد أن يحجر على أحد طموح سقوط النظام، غير أن الهدف النبيل يجب ألا يكون على حساب دولاب العمل المهني، إذ إن سلاح اليسار الأشهر هو الإضرابات والاضطرابات، التي منذ نحو أكثر من ستة عقود من عمر الدولة السودانية، لا أرضا  قطعت ولا ظهرا أبقت !! 
 
* أتصور أن عمليات تشكيل الاتحادات والتجمعات المضادة، تصب بامتياز في (صبابة طواحين الهواء) !! والنتيجة ذلك الهتاف .. (حصدنا الريح) !! على أن هذا الوطن الجريح .. لا يحتمل أكثر من نوع هذا العراك الكسيح !!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد