عن البلاء الخفيف! - راجح الخوري

mainThumb

29-09-2016 09:28 AM

يردد الكثيرون تغريدة وليد جنبلاط "يا لطيف تجعل البلاء خفيف"، ولا بد من ان سعد الحريري محّص وتفحّص طويلاً لمعرفة ما المقصود بهذا البلاء، ومن يمكن ان يصيب وأين يمكن ان يحلّ، والظريف ان جنبلاط أطلق بهذه التغريدة أو "التغريبة" رسالة متعددة الرأس على طريقة "قذائف ميرف" يمكن ان تصل الى المختارة فيما لو [يا لطيف ألطف]، ويمكن أن تطاول "بيت الوسط" و"المستقبل" الذي يقال إنه قد يواجه تصدّعاً سياسياً فيما لو، وربما وصلت من الضاحية الى عين التينة فيما لو!

 
الحريري عاد محاولاً ترتيب سلّة تناسبه على أكثر من صعيد، لكنها ستبقى سلّة على طريقته، لا على طريقة نبيه بري مخترع السلّة، وما أدراك ما السلّة، توليفة سياسية للخروج من العلّة، ومحاولة لإخراج البلاد من الذلّة، وسعي مشكور لمنع لبنان من الإنهيار في القِلّة، وليس خافياً ان هناك فرقاً بين السلّة والسلّة في الشكل والهَلّة والمحتوى والدَلّة.
 
عندما قيل لبري عشية حِراك الحريري إن الطبخة الرئاسية تتم في هذه المرحلة بمعزل عنك، أجاب ضاحكاً: "ولهذا السبب لا يأكلون"، مؤكداً ان مرشّحه للرئاسة هو التفاهم أي السلّة التي تحتوي على الإستحقاق الرئاسي والحكومة المقبلة وقانون الإنتخاب ومواضيع أخرى، وبالطبع بين هذه المواضيع توزيع الحقائب والبيان الوزاري وطالما شكّلا عقداً كأداء عطلت السلطة التنفيذية ردحاً من الزمن!
 
بالنسبة الى حِراك الحريري ثمة من يتحدث عن محاولته ترتيب سلّة وفق دفتر شروطه، التي ليس من الواضح ما اذا كان "حزب الله" على إستعداد لإستجابتها الآن، وهو يعلم ان الحريري يواجه مصاعب مالية وإعتراضات مستقبلية على خياراته الرئاسية، ثم ما اذا كان مستعداً لهذه الإستجابة بعد اول إنتخابات تجري، ولهذا ليس من الواضح، اذا كانت محاولة الحريري تحريك المياه الراكدة ستودي الى إصطياد الرئيس والخروج من الأزمة، أم انها ستبقيه مع الرئيس عالقين في مياه عكرة!
 
نجيب ميقاتي في كوعه سلّة أيضاً "لأن الأهم من إنتخاب الرئيس هو التفاهم على رزمة أمور أولها قانون الإنتخابات النيابية"، وان الحِراك في الموضوع الرئاسي لم يصل الى المستوى الجدي ودونه عقبات، فهل يعني هذا ان سلّة الحريري المتحركة الآن تواجه أرخبيلاً من العقد في مواضيع الرئيس والحكومة ورئاستها وفي قانون الإنتخابات العالق كقطعة من الجبنة وسط مجموعة من الجوعى ومن يأكل أكثر؟
 
كثرت السِلال والأكياس، ولكن هل تستمر المراوحة عند قول بري أي رئيس لا يأتي من السلة نكون قد صلبناه، وهل قرر جنبلاط بعد عودة وائل أبو فاعور من الرياض، أن يغرّد "يا لطيف تجعل البلاء خفيف" لأن البلوى ستحل حتماً في كثير من البيوت السياسية سلباً أو إيجاباً؟!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد