سورية التي لن تنهار أبداً

mainThumb

30-09-2016 05:00 PM

يعلو الصراخ ويكثر الكلام منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، بقرب إنهيار الدولة السورية وأن مؤسساتها ستضيع وستحدث حرب أهلية وستنقسم سورية لدويلات وكينونات ضعيفة، ويتنافس إعلاميو الغرب وحلفاؤهم من العربان ونخبتهم ومن يطلقون على أنفسهم لقب النشطاء السياسيين والدوليين في التهويل من أي حادثة أو أزمة تمر بسورية وتصويرها كنذير للسقوط أو الإنهيار التام وإلقاء المسؤولية على الحكومة السورية، إلا أنهم أغفلوا حقيقة إن أمريكا جندت عبر حلفاؤها الآلاف من المسلحين تم إرسالهم إلى سورية في مهمة قتل وتدمير الشعب السوري ضمن محاولة شطب وتدمير سورية وإخراجها من المعادلة الإقليمية التي قد تهدد إسرائيل مستقبلاً، من أجل ذلك إجتمع كل المنافقون وأصحاب الفتنة الذين لا يريدون لسورية أن تكبر ولا يحبون أن تبقى  موحدة أو أن تكون لها قوة عسكرية وإقتصادية، وكان تركيزهم جميعاً على نقطة واحدة هي نشر الفوضى وإشعال الحروب في المنطقة.
 
كنت قد حذرت كثيراً بمقالات سابقة عن العبث الأمريكي-الغربي، الذي يملك ملفاً أسوداُ مع دول المنطقة، إذ يتعامل بطريقة الإذلال والضرب تحت الحزام حسب نظرية المؤامرة والصفقة في تحقيق غاياته ومطامعه الإستراتيجية، وفرض قواعده العسكرية الثابتة لضرب حركات التحرر في كل مكان، وخاصة في سورية، إذ عمل بكل ما بوسعه على دعم التنظيمات المتطرفة تحت حجة دعم الثورة في سورية وتحقيق الديمقراطية.
 
بمتابعة إنتشار الإرهاب وصعود تنظيم داعش إلى المنطقة، ندرك جيداً أن هذا الإنتشار يصب في صالح الأهداف الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، وأن قيام داعش بتنفيذ خطة دولتها المزعومة في سورية سوف يرسم خريطة جيوسياسية مفتتة للعالم العربي، مما يتماشى مع المصالح والأهداف الغربية طويلة الأجل، إنه مخطط خبيث تقوده أمريكا, وتلعب على أكثر من حبل, تارة تراها تدعي أنها تقاتل داعش، وتارة تجدها تمد يد العون لهم, وتجد أن مخططها ينفذ بدهاء عندما أطلقت داعش وأخواتها, وبدأ ينهش بلدنا, وعادت لتقول أني سوف أحميكم, وفي الحالتين هي المستفيدة, وفي هذه اللعبة فإن السوريين على دراية تامة بهذا المخطط الأمريكي, وزراعتها لداعش التكفيري في المنطقة, للوصول الى الغاية المرجوة, وهي تقسيم سورية طائفياً وإضعافها في المنطقة.
 
نقول الى كل من يخطط لهدم مؤسسات الدولة من أجل إحداث إنقسام المجتمع السوري، هذا لن يحدث أبداً لأن الشعب السوري متماسك ولن تستطيع المخابرات الأمريكية وعملاؤها فى إحداث أي  تقسيم لأن هذا الشعب واعي ويعلم تماماً الدور المشبوه لهذه المخابرات في إحداث الفوضى فى سورية وتحويلها الى عراق أو أفغانستان جديد، كما نقول لهم إن كل ما يحاك ضد سورية من كل التنظيمات الدولية لن تجدى نفعاً ولن يحدث اى إنكسار للشعب، وسورية دائماً من إنتصار الى إنتصار رغم أنف الأمريكان وأعوانهم، وأن سورية لن تعود إلى الوراء مهما حاول الواهمون ولن تقع أو تفلس كما يردد الحاقدون، بل أن أبناءها  قادرون على تخطي هذا المرحلة بكل قوة وعزيمة.
 
الحقيقة التي لا تقبل الجدل تتمثّل في أن، التقسيم في سورية مستحيلاً ولن يحدث، فالمشهد الذي تشهده سورية اليوم يؤكد بأن المشروع الغربي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب حلب والرقة ودير الزور وحمص  ودرعا، بدءاً إنهيار جميع العمليات الإرهابية في تحقيق أي أهداف أو مكاسب سياسية، خاصة بعد أن إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في العراق وليبيا واليمن من مجازر ودمار، لذلك فإن الجيش السوري يحقق إنتصارات قوية في الميدان، فهذه الإنتصارات صدمت الغرب وحلفاؤهم من العرب الذين تفاجئوا بقوة الدولة السورية وصمودها، لذلك فشل الرهان الأمريكي على الربيع العربي لإسقاط سورية بعد أن غامر الرئيس أوباما  بكل رصيده، سواءً بمحاولته لإستغلال التحولات الكبرى، أو ضعف الدول العربية وشرذمتها، وخلافاتها التي وصلت إلى حدود التحالف مع القوى الغربية، أو من خلال  مساندته  ودعمه للدواعش أينما وجدوا.
 
عليه... نتمنى من كافة دول العالم أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية، وأن يجرى اتفاق على إنهاء ظاهرة الميليشيات والقوى المتطرفة، ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها، ووقف ضخ الإرهابيين بالمال والسلاح، كون أن المعركة البائسة لإسقاط الدولة السورية لن يكتب لها النجاح، ولم يعد وارداً لدى دول العالم التغاضي عن أهمية دور الجيش السوري بالتصدي لظاهرة الإرهاب، فسورية  دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها،  ومن المبكر التوقع إن كان بإمكان أميركا وحلفاؤها تقويض الدولة السورية.
وإني على يقين تام بأن سورية لا تسقط،  فسورية موجودة منذ آلاف السنين، وسوف تظل باقية رافعة هامتها إلى الأزل، فهي لم توجد بإتفاقية أو قرار دولي، وهي أقدم عاصمة في التاريخ، ومركز ثقل في المنطقة، وتملك سجل عظيم يحتوي على تاريخ وإرث حضاري عريق، إذاً سورية لا تسقط! فسورية هي عمود الأمة العربية، حيث لا قدر الله إن مس سورية ما مس غيرها من دول المنطقة، ستتحول المنطقة بأكملها إلى قبائل ذات أعلام سوداء فقط، وبإختصار شديد يمكنني القول إننا نحتاج للمتفائلين بالمستقبل وسورية لن تسقط أو تنهار، والرهان على أية خيارات أخرى خاسر ومرفوض.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد