المناهج والسيطرة الاستعمارية‎

mainThumb

01-10-2016 02:49 PM

يعتقد البعض أن العبث بالمناهج المدرسية جديد. .!! وينسون أننا أمة مغلوبة، لم يحاربنا أعداؤنا بالسلاح فقط، بل رافق السلاح غزو فكري وثقافي، لأنهم يعرفون أن الانهزام اول ما يكون فكريا ثم يتبعه كل شيء.

دول الاستعمار الغربي تعرف أهمية العلم والتعليم، لانهم خبروا كيف نهضوا من خلال علم العرب وحضارتهم، وبدل أن يقابلوا ذلك بالعرفان والشكر، حاولوا أن يهدموا هذه الحضارة الخيرة التي رفعتهم، فبعثوا الارساليات التبشيرية وما كان يسمى بالمستشرقين، فدرسوا الحضارة والثقافة العربية الاسلامية، ليس بهدف الاستفادة بل لهدف هدمها والتشكيك بها حقدا عليها . 
 
وتعلم أن التعليم أداتها للسيطرة على الشعوب وسلب فكرهم وحضارتهم .. ثم سلب مقدراتهم. .ثم أهم شيء في العالم ضمان عدم قيام دولة تستند إلى الإسلام. . الذي حاربوه قرونا طويلة. 
 
فالمناهج في أي بلد عربي ومسلم لا تقرها وزارات التربية، وإن كان العاملون بها من أبناء البلد، بل تقرها السفارات الغربية، عدى عن الزام الجامعات باعتماد الدراسات الغربية في التربية!! 
 
 
..على مدى السنوات التي مرت على الشعوب تحت ظل الدول التي نشأت بعد الاستعمار، حدث تغيير للمناهج الدراسية التي قررت للمدارس التي نشأت في ظل الاستعمار، حيث كانت الأمة تدرّس أبناءها بطريقتها وإن كان التعليم في العالم الاسلامي مقتصرا على الحواظر وكان قليلا في القرى والبوادي لكن الجو العام الثقافي يسير في ركب ثقافة الأمة شفهيا وسلوكيا. 
 
بدأ الاستعمار بتنحية التعليم العربي الذي كان يبدأ بالكتاتيب ثم المساجد، وحصره في المدارس، وبدأوا تدريجيا بتفريغه من محتواه، ووضعوا القوانين لإلزام الشعوب بدخول المدارس حتى يتعرض الفرد العربي ثم الجماعة الى الأساليب الجديدة التي وضعها الاستعمار لغسل أدمغة العرب والمسلمين، وابعادهم شيئا فشيئا عن فكرهم وتاريخهم وحضارتهم التي يدعي الاستعمار أنها تشكل خطرا عليهم.
 
فيذكر الطلبة من جيلنا والجيل السابق حتى واللاحق في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. . كيف استبدلت مناهج كنا نعتقد أنها قوية بمناهج أضعف، فالجيل الذي درس في الخمسينات والستينات أقوى من الجيل الذي لحقه في السبعينات وهذا أقوى من جيل الثمانينات، وظل الضعف يزداد والقوة تنحدر حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه من تعليم، كلنا غير راضين عنه ولا عن مخرجاته.
 
فالمناهج كما رأيت وعايشت تغيرت في السبعينات وأواخر الثمانينات تمهيدا لعملية السلام وفي التسعينات وكانت تتغير دون أن يشعر بها المواطن، وتوجه الطالب اتجاهات خفية لا يعلمها الكثير، لعدم وجود وسائل اتصال حديثة في تلك الأيام. .
 
 واليوم وضعوا اللبنة الأخيرة. في افراغ الانسان العربي من مضمونه وقطعه عن تاريخة وثقافته، ليكون انسانا بلا شخصية، خدمة للشخصية الصهيونية التي تريد بطريقة صفيقة أن تفرض رؤيتها على شعوب المنطقة، متجاهلة قوة مبدئهم وتاريخهم العميق.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد