الكونفدرالية .. مابين حلم الوحدة ومخاطر التفريغ ..

mainThumb

02-10-2016 11:23 PM

لماذا يصر الساسة العرب مدعومين من بعض القوى العالمية وسذج الشعوب العربية لفرض اتحاد كونفدرالي بين الاردن وفلسطين ؟؟!! 
ماهي تبعات إقامة اتحاد كونفدرالي مع فلسطين ؟! 
لما يتم التركيز فقط على الوحدة بين الاردن وفلسطين تحت ظل الاحتلال .. ؟؟!! 
من هم المستفيدون من مثل تلك الوحدة ومن هم المتضررون منها .. ؟!
لماذا الآن تطرح مثل تلك الطروحات ويتم بث الكثير من الميديا الداعمة لها ؟؟!! 
كلها اسئلة تدور في مخيلة الكثير من ابناء هذه الامة المنكوبة التي يراد لها ان تسير في انفاق مظلمة تتزين مداخلها بالورود والرياحين وحينما تدخلها الامة تكتشف انها دخلت الى متاهة وبحر من ظلام دامس لايفضي سوى للخراب والدمار .. 
واسمحولي بداية ان اعرف الكونفدرالية في المفهوم الاكاديمي وهي : اتحاد بين دولتين مستقلتين او اكثر ذات سياده كل على ترابه الوطني بحيث يكون لتلك الدول هيئات ممثله للدولتين وبرلمان مشترك وجيش واحد ومصالح مشتركه  حسب مايتفق عليه   على ان تبقى بعض الخصوصيات وبعض القوانين المحلية الخاصة لكل دوله على حده ويبقى مواطنوا كل دولة يتمتعون بجنسيتها .. ولكن .. ماجرى فيما يتعلق بالعلاقه الاردنية الفلسطينية ان اغلب ابناء القضية الفلسطينية استبق تجنيسهم بالجنسية الاردنية وحتى رئيس مايسمى بدولتها ووزرائها والكثير من نوابها يتمتعون بجنسية الاردن كما افتتحت مكاتب للاحوال المدنية الاردنية هناك لهذا الغرض .. 
وعكس الكونفدرالية الفيدراليه التي تتم كإتحاد ضمن نفس الدوله بدساتير مختلفه كما يحدث بين الولايات الامريكيه .. والمانيا .
ومن صفات الشعوب الحية حبها ورغبتها للوحده بين بعضها البعض للوصول لشكل من اشكال القوة والتكامل التنموي والمجتمع وتحقيق شيء من الاختلاف الدافع لعجلة التقدم والتطور ولكن هذا يحصل حينما تكون تلك الدول تكمل بعضها البعض ولها مصالح مشتركه وان يكون كلا طرفي المعادله  ذات سياده وليس تحت إحتلال .. وهنا بيت القصيد ..
لو كان المنادين للوحدة بين الاردن وفلسطين يهدفون ويسعون الى وحدة عربية متكامله لكنا كأردنيين اول المرحبين بها ولو كانت الوحده مثلا مع دولة عربية او اسلامية مستقله وذات سياده وليس عليها استهداف او مشروع مرسوم لتفريغها من اهلها لكانت الشعوب العربية وبالاخص أهل الاردن اول الهاتفين لها والمطبلين لدعمها ولكن مايجري عكس ذلك تماما : 
اولا :  الحلم اليهودي يرى ان كل ذرة تراب من فلسطين هي حق تاريخي لهم وانهم الاحق بان يصلوا في يوم من الايام الى يهوديتها بالكامل وبالتالي فالشعوب العربية المخلصه تتوجس الريبة من هذا الكيان الغاصب لارض فلسطين وتعرف وتدرك ان خلف الاكمة شيء ما وتفهم ان مشروع جعل الاردن وطن بديل للفلسطيين عن وطنهم الام قائم وقد بانت الكثير من ملامحه وانه هنالك الكثير وللأسف من المطبلين له من كل الاطراف مستخدمين الشعارات البراقه والكلمات التي تلامس وجدان الشعوب العربية مثل شعب واحد مش شعبين والحالات الانسانية والكثافة السكانية وارض الحشد والرباط وشرقي النهر وغربيه  ووالخ من تلك الشعارات والتوظيف الديني لتمرير المشروع المشبوه  .
ثانيا :  فلسطين لاتتمتع بسيادة كاملة لتقرر وتكون صاحبة قرار سيادي بعيد عن ضغوطات الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين . 
ثالثا : تجربة الشعب الاردني والشعب الفلسطيني مع مشاريع الوحدة السابقه فيما بينهم كانت مأساوية ومريرة ونتج عنها تفريغ لجزء كبير من ابناء فلسطين باتجاه الاردن بعد ان تم تجنيسهم وهم على ترابهم الوطني بالجنسية الاردنية ليصبحوا بعدها اجانب في وطنهم الام ليرحلوا بعدها الى الاردن الذي اصبح بالقانون هو وطنهم الاصيل وليس فلسطين حيث تم  اردنتهم  بالكامل .. وقد وقفت كافة القوى الفلسطينيه والكثير من الدول العربية ضد هذه الوحدة التي سميت آنذاك بالارتباط بل وخونت كل من سار بها ودفع بعجلتها وقد صدرت العديد من القرارات التي عبرت عن رفضها لذلك منها مؤتمر الرباط في منتصف السبعينات والميثاق الوطني الفلسطيني الذي رفض تذويب الفلسطينيين في المجتمعات التي انتقلوا وشردوا لها حيث نص البند الخامس على :   ان الفلسطينيون هم المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين حتى عام 1947 سواء من اخرج منها أو بقي فيها، وكل من ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها هو فلسطيني حتى قيام الساعه  . ( الميثاق الوطني الفلسطيني الصادر في العام 1968)  مع العلم ان محاولة تعديله مستحيله لانه يحتاج لاجتماع كافة فلسطيني العالم ليجمعوا على ذلك وبالتالي سيبقى مابقيت فلسطين محتله  .  كما وطالبت تلك القوى بفك الارتباط بين الاردن وفلسطين حيث تم ذلك في العام  1988 تحت ضغط شعبي وإقليمي كبير  ومع ذلك بقي الباب مواربا حيث لم يتم قوننة قرار فك الارتباط ليعاد اليوم الطرح من جديد ولكن بشكل وصوره جديده تؤدي الى نفس الغرض والموضوع  .
رابعا : يتم افراغ الذهنية الفلسطينيه من ارتباطهم بوطنهم بطريقه خبيثه حيث تروج ادوات المحتل من كتاب وادباء ومدعي ثقافه وعملاء ان الاردن هي صحراء فلسطين وان انتقالهم من الاردن الى فلسطين هي انتقال داخل الدولة الفلسطينية ذاتها ليسقطوا بذلك حلم العودة على اعتبار انهم انتقلوا من مكان الى مكان داخل دولتهم ذاتها تماما كما ينتقل الاردني من المفرق الى الزرقاء وبذلك يسقطون صورة وحلم التحرير من مخيلة الاجيال القادمه على اعتبار ان وطنهم غير محتل من الاساس وانهم مازالوا داخل الوطن . 
خامسا :  المحتل يعمل بنفس طويل وقد انتظر لسنين طويلة بعد احتلاله لفلسطين حيث مات جيل النكبه الذي كان شاهدا على الاحتلال والذي شاهدت الكثير منهم يمسك بمفتاح بيته ويقسم باغلظ الايمان على تحريرها والعودة لها وانه لايبدل كل العالم بذرة تراب منها وجاء جيل ليس له رابط مع وطنه الام سوى صوره او قلاده او اسواره او شعار جيل نشأ داخل المخيمات على الاراضي الاردني فاصبحت له مصالحه هنا اعمال ممتلكات .. اصدقاء .. طفولة .. احلام  .. ذكريات .. وباقي صور حزينه لوطن محتل سمع عنه ولم يعد موجود على ارض الواقع .. وبعد كل تلك السنين التي شهد فيها الفلسطيني في الشتات كيفية تمرير الارتباط في بداية خمسينيات القرن الماضي الذي إستأصل جزء كبير من شعب منكوب عن وطنه  حانت الفرصة مرة اخرى ليتم افراغ فلسطين من كافة محتواها الديموغرافي العربي خصوصا وان حالة الضعف العربي شعبيا ورسميا اتاحت ذلك فتم الترويج بين الحين والآخر لموضوع الكونفدراليه المشابه لحالة الارتباط القديم املا في اكمال مشروع الترانسفير الشعبي لاهل فلسطين الى خارج وطنهم حيث يستفيد منها تجار الاوطان من ليبراليين جدد وانتهازيين ممن يلهثون خلف مصالحهم الضيقه  .. وعليه وبعد ان اتضحت المسائل وبانت النوايا وظهر الحمل غير الشرعي للعيان حيث وجد الاردني نفسه انه اقلية بائسة في وطنه يتنافس على مكتسباته مع من جائوا على انتظار حالة العودة وحلم التحرير حيث اقتسم معهم لقمة الخبز وتشارك معهم بالتضحيات على تراب فلسطين حيث سالت دماء أهل الاردن الزكية هناك ليصبحوا بالتالي وبقدرة قادر هؤلاء الاشقاء مواطنين اردنيين يحلمون بالسيادة على هذا الوطن وبالتالي كان أهل الاردن هم اكثر الناس ضررا من كل ماجرى .. فالقضية الفلسطينية تحتاج لتلك الايادي المخلصة من مبدعين ومفكرين ومثقفين ليعيدوها الى مسارها الصحيح لكي لاتنسى اجيالنا القادمه ان لنا وطن محتل ولكي لاتفقد بوصلتها فتضل وتضل الامه ..
ارجو ان اكون وفقت بشرح وجهة نظري في هذا الموضوع واعتذر عن التقصير .. 
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد