صناعة الارهاب‎

mainThumb

12-10-2016 03:05 PM

 سأستخدم مصطلح " الارهاب" المترجم خطأ عن الغرب وأنا غير مقنع به، فمصطلح الارهاب عند العرب يختلف كليا عن ما يعنيه الغرب، من أن فردا أو جماعة، يروعون الناس الآمنين بالقتل والتنكيل..، ولكن المصطلح عند المسلمين يعني أن تتجهز الدولة عسكريا  لتمنع الدول الاخرى الطامعة بها من الاعتداء عليها، فلا يقربونها لعلمهم أنها على جاهزية عالية من حيث التسليح. فيمتنع الطامع بالاعتداء لرهبته، فلا يحصل اعتداء، وهو ما يسمى بالمصطلح العسكري "الردع".

 
والسؤال الذي نريد أن نصل اليه: هل البطش الذي يمارس من خلال أفراد أو جماعات، يروعون الأبرياء، ويقتلون بلا رحمة، ويقتلون بلا وجه حق، هو من صنع الأفراد أو المجتمعات؟.
 
الارهاب حتما ليس من صنع المجتمعات، ولا من صنع أفراد بطروا معيشتهم، لأن الانسان غريزيا همه هو اشباع حاجاته على اختلافها، لا أكثر ولا أقل، والمجتمع بما هو العلاقات بين الأفراد الذين يسعون لاشباع حاجاتهم، لا يمكن أن يصنع الارهاب ليعطل هذه العلاقات ويمنع استمرارية  الحياة.
 
الانسان إذا تعرض لضغوط نفسية، قد يقدم على الانتحار أو على انهاء حياته، اذا رأى أنه يعيش في وسط غير سليم وغير صحي، فالخوف على حياته أو على رزقه أو على عائلته، أو شعوره بالاهانة، وأن هذا الشعور ليس له أمد ينتهي عنده، يدخل في اضطرابات نفسية، ولا يستطيع أحد أن يوصل الانسان الى هذا الشعور ، لا الأفراد ولا حتى المجتمع..!!
 
 الذي يوصله الى هذا الشعور هي دول، وأجهزة تابعة لدول، وأفراد انتسبوا لأجهزة تابعة لدول..!!
 
عندما تسيطر الدولة على الأفراد وتحرمهم من العيش الكريم، أو تقوم بإهانة المجتمع والأفراد بشتى الوسائل، من رعاية الفساد الى قمع الأفراد والمجتمع، اذا أراد أن يعيش حسب فكره وثقافته وعاداته وتقاليده!!
 
 عندما يشعر الفرد أنه غير آمن اذا اختار نمط حياة معين، بل يضيّق عليه ويسجن ويعذب من قبل دول، يشعر أنها تحاربه لمجرد أنه مختلف عن نمط حياتها.
 
فكل من امتهن الارهاب، فردا أو جماعة، مر بسجون الدول، أو مهدت له دول بأساليب مختلفة حتى وصل الى هذه النتيجة، فالقمع الفكري والسياسي والاقتصادي، تمارسه الدولة وليس الأفراد أو المجتمع.
 
أما لماذا تنتشر هذه الظاهرة في بلادنا أكثر من البلاد الأخرى، فهذا راجع الى أن هناك انفصال فكري وثقافي بين الدولة الحاكمة والافراد المحكومين والمجتمع، فيشعر الفرد أنه محارب من الدولة التي تحكمه، ومستنفر لأنه يشعر أن الدولة عدو له ولأفكاره وثقافته، فيحاول أن يتخلص من سيطرة الدولة، ليعيش كما يريد، ولكونه لا يستطيع التخلص بأساليب طبيعية يلجأ الى العنف ويمارس ما يسمى الإرهاب.
فحتى تعالج هذه الظاهرة، يجب على الدول الحاكمة أن تستمد قوانينها ودستورها من فكر المجتمع وثقافته، وتعمل له،  لا أن تكون مفروضة عليه من الخارج، ويكون هدفها إخضاع الفرد والمجتمع، لثقافة غير ثقافته، ونمط عيش غريب عنه، يفرض عليه بطريق تشعره بالاهانة والاحباط؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد