صحيفة السوسنة الأردنية

في جو إيماني رائع جرى يوم 16 /10 / 2016 في حديقة المهندس بالزرقاء تخريج 12 حافظاً للقرآن الكريم من طلبة جمعية المحافظة على القرآن الكريم - فرع الزرقاء ، الثالث المشتركين في مشروع بالقرآن نحيا . 

 

خَرج الطلاب الـ 12 إلى منصة الحفل يتقدمهم شيخ حافظ ،متقن ، وسمع بعض الآيات القرآنية من كل طالب فكان بعضهم رائع الصوت كأنه أعطي مزماراً من مزامير داود عليه السلام ، ثم اتحفنا أحد الحفاظ بدعاء ختم القرآن الكريم بصوت موسيقي عذب والناس تؤمن من وراءه حتى أني تخيلت نفسي في صلاة التراويح وأن مئات الحضور الموجودين كانوا في مسجد كبير ، نتيجة لهذا الخشوع الذي انتاب الحاضرين . 

 

ثم كانت قمة الروعة أن نادى عريف الحفل المتألق على كل حافظ ليلبس والدية الذين صعدوا إلى المسرح تاجاً مصنوعاً من الورود تيمناً بأن الحافظ سيلبس والدية تاج الوقار يوم القيامة بإذن الله ، وتَسمر الحضور في أماكنهم ليروا هذا المنظر الذي لن ينسى طفل في الصف السادس الابتدائي يلبس والده ووالدته هذا التاج ، ويحتضنه والده ويرفعه إلى أعلى ، ثم انهارت على الطفل القبلات من أمه وأبيه ، ثم انهمر الوالدين في البكاء ومعهما كثير من الحضور . 

 

وللحظات معينة سرح بي الخيال و تمنيت أن أكون مع هؤلاء الطلبة الصغار الذين أكرمهم الله بحفظ كتابه ، وأن أقف معهم وألبس والدي تاج الوقار ، ولم أنتبه لنفسي إلا والدموع تسح على وجهي فرحاً بحفظ هؤلاء الأبناء لكتاب الله ، وفرحاً بهؤلاء الشباب " المعلمون " الذي أشرفوا على تعليم هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم فأرجوا أن يزيدهم الله هدى . 

 

يا إلهي كم هو رائع هذا القرآن الكريم ، الحمد والشكر لك يا إلهي لأن جعلتنا في خدمة القرآن الكريم ، كتابك الذي لا يتغير ولا يتبدل ، الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه. 

 

يا إلهي كم هم أشقياء تعساء هؤلاء الذين يحاربون كتابك ويشوهوه ، ليخرجوه من حياة الناس ويحرموا هؤلاء الفتية وأمثالهم من هذا النبع القرآني الخير ، ويجعلوا مجتمعاتنا عرضة لشياطين الخراب تعيث فيها فساداً ، لنخسر جميعاً . 

 

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وزوال همومنا ، واهدنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح .