كفى تكاذباً .. فلا رئيس - ميشيل تويني

mainThumb

19-10-2016 09:42 AM

مهرجانات، تظاهرات، تصريحات، اجتماعات، جميعها محاولات فاشلة، فجميعهم يعلمون أن لا رئيس.

العماد ميشال عون ينتظر ويتحرك ولا يهاجم لأنه ليس متأكداً من النتيجة، ولا يريد فتح النيران لأنه يدرس استراتيجياً إمكانية وصوله.
 
الرئيس سعد الحريري يحاول تحصيل ورقة رابحة ولكن لا يمكنه لعبها من دون الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط والمملكة العربية السعودية.
 
والواضح حتى الآن ان لا قرار بانتخاب رئيس، وكل ما يفعلونه هو مناورة أو تضيع للوقت من طرف والخوف من رد فعل طرف آخر، وفي هذا الوقت يعطلون مسار البلد بأكمله لمصالح دولية واستراتيجية وغيرها لمصالح خاصة وآمال لن تتحقق.
 
فكفى تكاذباً بعضهم على بعض وعلى الناس والاعلام والرأي العام. لن يكون هناك رئيس في ٣١ تشرين الاول. فماذا سنفعل؟ هل سنسكت ونقبل مجدداً؟ هل سنقبل بأن نكون بلا رئيس وبلا دولة وننتظر ان ينتهوا من مسرحياتهم ومناوراتهم؟
 
ماذا تنتظر الأحزاب المسيحية التي اجتمعت في بكركي لكي تنهي هذه المهزلة وتجتمع كي لا نبقى سنة أخرى من دون رئيس؟
 
ماذا ينتظر الشعب اللبناني، وماذا تنتظر كل الأحزاب وماذا ينتظر الرأي العام؟
 
حان الوقت ليفهم الجمهور الذي يأمل في وصول الجنرال عون الى بعبدا ان حلفاءه وخصومه وأصدقاءه الجدد يعلمون جميعهم ان لا إمكانية لانتخابه رئيساً، لا في ٣١ تشرين الاول ولا في المدى القريب. البعض يدعم وصوله لمصالح خاصة علماً ان لا إمكانية لوصوله. والبعض الآخر يدعمه في الشكل علماً ان التعطيل سيأتي من غيره، والبعض الآخر يدعمه لمحاولة إنقاذ نفسه، ولكن جميع الداعمين يعلمون ان المحاولات فاشلة وان الزيارات والتظاهرات البرتقالية لن تجدي، وان عقد التعطيل لن تحل كما القانون الجديد للانتخابات النيابية لن يأتي، وكما الحل الصحي والعلمي والبيئي لأزمة النفايات لن يأتي. والسبب؟ تركيبة معينة حتى من يعارضها دخل فيها للوصول الى السلطة، ووقع هو ايضاً أسير فخها. ومرة أخرى نقول لا يمكن ان تكون هناك دولة وتغيير ومحاربة فساد، اذا كان من يريد تحقيق هذه الأهداف، في ظل تركيبة فاسدة يتحالف معها للوصول، فيسقط ضحيتها مرة أخرى.
 
فكل المناورات تجري باسم "السلال" والصفقات وتوزيع المقاعد والمناصب والمغانم، ولم يسمع أحد أي طرح حقيقي وجدّي يوحي الثقة لحل أزمات البلد العميقة ومشكلاته المتراكمة. ولا ندري كيف يكون لنا أمل في المستقبل القريب والبعيد ما دامت هذه الطبقة السياسية تتعامل مع الاستحقاق الرئاسي كأنه استحقاق توزيع مغانم من خلال ما يسمى زوراً "تفاهمات"، فيما هي صفقة سياسية يجري اتمام فصولها، ومع ذلك تبقى امكانات فشلها أكبر من احتمالات نجاحها. فلننتظر قليلاً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد