أين الخلل ؟

mainThumb

22-10-2016 10:15 AM

تطالعنا وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى بأخبار سيئة عن انشقاقات في صفوف كبرى الحركات الإسلامية في الأردن ( الإخوان المسلمون ) وظهور أحزاب جديدة منشقة عنها، أرجو أن يكون آخرها  حزب الشراكة والإنقاذ ، وإزاء هذا الوضع المتردي من المهم جداً أن نقف عدة وقفات :
 
على الإخوة في هذه الجماعة الإسلامية أن يتحلوا بالصفات التي دعا إليها هذا الدين : وذلك بحب الإسلام والمسلمين ، والعمل من أجل المصلحة الإسلامية ، والبعد عن الأخلاقيات التي نهى عنها الإسلام ، ولا بد أن يكون الداعية معطاءً يزهد مما في أيدي الناس  ،ويخدمهم ما استطاع . 
 
وعلى المستوى الداخلي لا بد من مسامحة بعضنا البعض وغفران الزلات والهفوات ، بل يجب أن نلتمس الأعذار لبعضنا البعض وخاصة عند الخلاف  ، ويجب على الجميع أن يعمل للصالح العام ، ويغلب مصلحة الإسلام العظيم ومصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية وإن أصابه بعض الضرر . 
 
إن ظهور آراء ووجهات نظر مختلفة في جماعة كبيرة  ظاهرة صحية بل ومطلوبة ، وطبيعي أن يدافع الإنسان عن وجهة نظره ورأيه ، لكن عندما يتخذ قراراً عبر مؤسسات قيادية منتخبة فيجب على الفرد أن ينصاع للأمر ولو كان مخالفاً لرأيه وإلا اعتٌبر من المتمردين على قرارات الجماعة ويجب محاسبته ، ولو أدى الأمر إلى إخراجه من صف الجماعة للحفاظ على الباقين .
 
أيها الإخوة : إن الذين يخرجون من هذه الجماعة أنواع مختلفة : فمنهم من يخرج بصمت ودون تشويش لأسباب مختلفة ولكن يبقى على ود واتصال مع الجماعة فجزاه الله خيراً على تمسكه بأدب الخلاف ، ومنهم من يخرج بجلبة وضجة بل يشوش على الجماعة ، وهذا كمن شرب من بئر وألقى به حجراً فهو إنسان ينقصه الود والوفاء ، ومنهم من يخرج ويؤذي الجماعة ويعمل ضدها ويؤذيها ، وهذا ندعو له بالهداية ورجاحة العقل وسداد الرأي .
 
ولكن أياً كانت أسباب خلعك لعباءة الدعوة عن جسمك ، فقد تكون هذه الأسباب خارجية كضغط الأهل والعشيرة والأنظمة السياسية  وغيرها ، وقد تكون هذه الأسباب داخلية تعود لخلل قد رأيته  أو قصور في الأداء لا ترضى عنه ، أو انحراف في البوصلة من وجهة نظرك ، أو أنك لمست أن البعض يسعى لمصالح شخصية ، أو أنك أدركت أن البناء آخذ في التصدع ولا يمكن إصلاحه  أو أن أهدافك الشخصية قد تحققت أو لا يمكن تحقيقها ... 
 
وبغض النظر عن الأسباب التي أشرنا إليها نقول لك  : من حقك أن تخرج من الجماعة متى شئت فأنت جئت إليها باختيارك وعشت معها متطوعا كريماً ، ولكن من حق الجماعة عليك ومن حق إخوانك الذين عشت معهم أن لا تسيء إليهم بكلمة واحدة ، كما أنه من حقك عليهم أن يحفظوا لك عهدك وذمتك .
 
كما أنه لا بد للجماعة من أن تنظر في تركك للدعوة  ، وأقترح أن يعقد مؤتمراً عاماً للجماعة يحضره الجميع للوقوف على الخلل وإصلاحه ،وذلك لمصلحة الجماعة والوطن الذي تعتبر الجماعة إحدى مكوناته الأساسية .   


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد