في سياق المواجهة المفتوحة مع الكيان الصهيوني ..

mainThumb

23-10-2016 08:53 AM

المناضل نواف الزرو وإشهار موسوعته الجديدة في نقابة المقاولين..
 
 
أقامت اللجنة التنسيقية الثقافية للجمعيات المقدسية ولجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني والمنتدى العربي الناصري مساء   السبت 22 تشرين اول 2016 - حفل إشهار الموسوعة الفلسطينية الشاملة للكاتب والإعلامي الباحث نواف الزرو وذلك في نقابة المقاولين الأردنيين بعمان.
 
وتحدث خلال الحفل الذي أدارته الإعلامية هناء الأعرج، عددٌ من الشخصيات الإعلامية والباحثين حول الموسوعة التي أتحفنا بها باحث موسوعي قومي مخضرم لا يكل ولا يمل في مواجهة المشروع الصهيوني القائم على احتلال الأرض والإنسان.. والساعي إلى طمس الهوية الفلسطينية من خلال عزلها عن بعدها القومي العربي ومن ثم الاستفراد بها، وصولاً إلى تزييف التاريخ الذي يكتبه عادة المنتصرون بمداد الكذب والتدليس.
من هنا كانت الجبهة الثقافية العربية محظوظة بباحث حصيف كنواف الزرو والذي دأب منفرداً بما أتيح له من أدوات، في بناء متاريسه للمواجهة الصعبة، والتي تبوأت بمنجزه الموسوعي الذي صدر مؤخراً في جزئين تحت عنوان" الموسوعة الفلسطينية الشاملة (مسيرة الكفاح الشعبي العربي الفلسطيني 1878- 2016 " 
وشملت الموسوعة بجزئيها على مقدمات تحليلية وسبعة وعشرين باباً، ونحو مئة وثلاثين فصلاً تتكامل كلها في تقديم لوحة شاملة لاستراتيجيات الاقتلاع والإحلال والتهويد الصهيونية، وللهولوكوست الفلسطيني بمضامينه الإجرامية الصهيونية، وتتحدث بموضوعية تامة عن مسيرة الكفاح والصمود والبقاء العربي الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني، مع تغطية شاملة بالوثائق والمعطيات والشهادات لأهم وابرز واخطر المحطات التاريخية التي مهدت لاغتصاب وتهويد فلسطين، كما تغطي مساحة الجرائم الصهيونية في فلسطين على مدى نحو قرنين من الزمن، منذ أن كانت الدولة اليهودية فكرة في رأس نابليون بونابرت، ثم تبناها قادة ومفكرو الغرب الاستعماري، إلى أن تحولت الفكرة إلى حقيقة على ارض فلسطين عبر سياسات التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وعبر المجازر الجماعية وسياسات التدمير الشامل للتاريخ والتراث والحضارة العربية الإسلامية في فلسطين.
وكان مستهلُ الحديثِ في حفل الإشهار لرفيقة درب الزرو في النضال، الباحثة الإعلامية القومية الدكتورة حياة عطية الحويك، والتي أشارت في سياق حديثها إلى قدرة الزرو الاستثنائية والموضوعية على إنجاز هذا العمل الضخم لخبرته في الشأن الفلسطيني رغم انحيازه الطبيعي للحق الفلسطيني المنتهك من القريب والبعيد، وهو الأسير السابق الذي دأب على مواجهة المشروع الصهيوني باقتدار قل نظيره.. مذكرة إلى ما عنون به الكاتب محمد خروب مقاله المنشور في جريدة الرأي يوم الخميس 20 أكتوبر 2016 : "نواف الزرو.. باحث بحجم مؤسسة" لما يواجهه هذا الباحث المناضل الجاد من عنتٍ وصعوباتٍ وعقباتٍ في إتمام مشروعه الضخم والجريء والطَموح، وخصوصاً تلك العقبات «المادية» التي تقف حجر عثرة أمام استكمال ما يحلم به.
واستعرضت الحايك المجلدين منوهة إلى أن المجلّد الأول يقدم الإضاءة التفصيلية والشاملة على استراتيجيات الغزو والاقتلاع والإحلال والتهويد الصهيونية، فيما يذهب المجلد الثاني إلى ميدان يأخذ طابعاً تأريخياً توثيقياً مُدهشاً بطابعه التفصيلي لمراحل المشروع الصهيوني الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر عام 1878 وصولاً إلى هذا العام الجاري 2016، بعد أن أنجز القائمون على المشروع الصهيوني الاستعماري ألإحلالي الكثير مما حلموا به وخططوا له، دون إن يعلنوا عن نهاية طموحاتهم كون مشروعُهم الاستعماريُّ توسعياً ولا يتوقف عند حدٍّ معين، ويخضع لأجندة زمنية دأب الصهاينة وأعوانهم على تطبيقها عبر البحار والمحيطات وخصوصاً في منطقة عالمنا العربي، المسلوب الإرادة، والمحكوم إلى واقعية الانهزام العربي التي تنادي إلى الاعتراف بالأمر الواقع، وان "إسرائيل" باتت حقيقة واقعة، فلا بد من دمجها في المحيط العربي والتعاون معها لمصلحة «الأجيال القادمة»! عبر توفير الموارد والإمكانات العربية وتسخيرها في التنمية الشاملة، وعدم تبديدها في الحروب العبثية والصراعات التي لا تنتهي، وبخاصة (حسب قولهم المذل) إننا لا نملك القدرة على هزيمتها، وهي محصلة لانحياز أصحاب هذا المنطق التطبيعي للمشروع الصهيوني الذي يواجهه أمثال المناضل نواف الزرو في مشروعه التوثيقي الضخم.
وذكرت الحايك بالبعد القومي للمشروع النضالي منذ بدايات القرن المنصرم، وقالت بأهمية دراسة تجربة أنطوان سعادة ومشروعه النضالي النهضوي، وحثت على مقاومة التطبيع وتنفيذ المقاطعة مع الكيان الصهيوني المحتل.
من جهته، تحدث الباحث الاستراتيجي الدكتور عصام السعدي عن أهمية هذه الموسوعة الموثقة في مواجهة المشروع الصهيوني الثقافي، مشيراً إلى أنه من عنوانها ستكتشف البعد القومي للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى مناداة العشائر الأردنية ومنهم بنو صخر برفض مؤامرة سايكس- بيكو، وبضرورة المحافظة على وحدة سوريا على اعتبار أنهم ينتمون إلى جنوبها.. وقد ذهب السعدي إلى أكثر من ذلك في حديثه عن فشل المشروع الصهيوني في بذر أنوية له بشرقي الأردن، حيث أجهضت في الوقت المناسب، في إشارة إلى فشل إقامة أول مستعمرة يهودية في مدينة جرش شرقي الأردن صيف عام 1876 م في زمن الأتراك وقبل تأسيس الإمارة، حيث أحبطت جميع المحاولات من قبل عشائر بني حسن الذين هاجموا أول مستوطنتين يهوديتين في شرق الأردن، وكانتا على الضفة الشمالية من نهـر الزرقاء بوادي جرش. "وقام المقاتلون (الموسوعة الحرة) بإحراق المستوطنتين، وطرد اليهود من المنطقة. ثم توجهوا إلى السلط وأحرقوا المستوطنة الثالثة". ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أي استيطان صهيوني فعلي في أي من مناطق شرقيّ الأردن، وظلت جميع المحاولات اللاحقة ضمن أفكار لم يتم تطبيق أي منها.
وأذكر بأنه تم ذلك قبل انعقاد مؤتمر بال الصهيوني بسويسرا وقبل الانتداب البريطاني لفلسطين ومجيء العصابات الصهيونية التي اقترفت بحق الفلسطينيين أبشع المجازر.
من جهة أخرى، تحدث رئيس جمعية الحنونة للتراث الشعبي الفلسطيني الدكتور(الطبيب) موسى صالح، قائلاً بأهمية هذه الموسوعة من باب إعادة بناء الوعي العربي وخاصة الفلسطيني، وكان يتحدث عن أهميتها بالنسبة للأجيال القادمة مذكراً بأنه قادمٌ من جيل عانى تفاصيل النكبة، وقد نوه إلى أنه رغم تفوقه الدراسي إبان طفولته إلا أنه وللأسف، كان يجهل بأن اليهودي القادم من آخر الدنيا يحمل في رأسه أساطير صهيونية تزعم بوجود الهيكل في القدس المحتلة، إذ سمع حينها بالهيكل المزعوم لأول مرة! ومثل هذه الموسوعات من شأنها تعزيز وعي الأجيال القادمة بتفاصيل القضية الفلسطينية، في إطار معركة التحرير الحتمية.
وفي كلمته التعقيبية حاول الباحث نواف الزرو تلخيص هذا المنجز من خلال البعد القومي للقضية الفلسطينية على اعتبار أن المشروع الصهيوني بأدواته المعروفة مستمر في مواجهة المشروع القومي العربي، وهو في نهاية المطاف مشروع يحاول استغلال ما آلت إليه الظروف في عالمنا العربي من انقسامات طائفية وقطرية جاءت لتنسجم ومقولات القادة الصهاينة في أن أكبر معول لبقاء كيانهم هو تقسيم الوطن العربي وشرذمته إلى كيانات وطوائف، وخاصة التركيز على كل من مصر وسوريا والعراق.. وهو ما يجري الآن جيوسياسياً على الأرض.
من جهة أخرى نوه الزرو إلى أن القومية العربية الناصرية تبنت دعوة الراحل عبد الناصر إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني من منطلق قومي في مواجهة المشروع وإن ما يجري في وطننا العربي من تخريب هو امتداد لهذا الصراع؛ لكن وعد النصر حتمي وقادم..
وقد ذكر الزرو بما قرأه ذات يوم في صحيفة أهاريست الإسرائيلية، بالعبرية التي أتقنها في سجون الاحتلال، بأن الرئيس الصهيوني وايزمن ردً ذات يوم على سؤال لأحد الصحفيين الغربيين حول إقدام الصهيونية على اختيار فلسطين كوطن قومي لليهود، مع وجود خيارين آخرين متاحين لها!؟ فقال:
"لقد جئنا إلى فلسطين بقوة الأسطورة"!
وكان الزرو قد أكد من خلال مشروعه الثقافي بأن المعركة مستمرة وإنه يتبنى موقفاً قوميا ووطنياً يؤمن بالنصر وينبري متصدياً للرواية الصهيونية، إذْ يقف مع الشرفاء ضد التطبيع المهين، ومهنئاً في ذات السياق الأمة العربية بموقف اليونسكو الأخير الذي يقر بأن الأقصى ومحيطه يعتبر وقفاً إسلامياً وعربياً لا يمت بصلة باليهود، ومحذراً إلى أن "إسرائيل" تعد العدة للرد على هذا القرار الأممي لتعزيز موقف روايتهم الصهيونية المضللة عالمياً.
ونواف الزرو من مواليد القدس، كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي – الصهيوني، وهو أسير محرر امضي احد عشر عاماً في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في إطار صفقة تبادل الأسرى عام 1979 . وشارك الزرو في عشرات الندوات والمؤتمرات الثقافية والفكرية في الأردن والفضائيات العربية، وله ما يزيد عن العشرين مؤلفاً ما بين الموسوعة والأبحاث الإستراتيجية، تناول من خلالها كل تفاصيل القضية الفلسطينية، وقد توجت جهوده الجبارة بهذه الموسوعة المحتفى بها، واعداً بالمزيد في طريق النضال ضد المشروع الصهيوني وأعوانه من المطبعين والمنبطحين في وجه الريح .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد