المهاجرون يبدأون باخلاء مخيم كاليه دون ان يحققوا احلامهم

mainThumb

24-10-2016 03:51 PM

السوسنة - جمع المئات من المهاجرين حاجياتهم الاثنين يحدوهم شعور بالارتياح ممزوج باليأس مع اطلاق عملية اخلاء مخيم كاليه العشوائي الكبير في شمال فرنسا تحت سماء ملبدة بالغيوم.

 
وقال وحيد الافغاني البالغ ال23 من العمر "لا نعلم بعد الى اين سينقلوننا لكن سيكون الامر افضل بالتأكيد من المخيم العشوائي الذي هو جدير بالحيوانات وليس البشر. سننقل الى مركز استقبال".
 
استيقظ وحيد قبل الفجر ليكون بين اول دفعة ممن سيصعدون الى الحافلات التي ستوزع المهاجرين المقيمين في المخيم وتقدر اعدادهم بما بين ستة الى ثمانية الاف، على 451 مركزا عبر فرنسا.
 
وكان الشاب السوداني عباس (25 عاما) متحمسا لمغادرة المخيم القذر الذي كان منصة محتملة للانتقال الى بريطانيا.
 
وقال "اني في غاية السعادة لقد سئمت من المخيم العشوائي. كنت اود التوجه الى بريطانيا لكنني تخليت الان عن هذه الفكرة".
 
وصرح حمودي (22 عاما) من مدينة حلب السورية لوكالة فرانس برس "لم احقق حلمي".
 
وقال حمودي الذي قتل قريب له في عملية قصف في تموز/يوليو "كان املي ان انتقل الى بريطانيا حيث اظن اننا سنعامل بصورة افضل كلاجئين. لكن هذا الامل لم يعد قائما اليوم".
 
وكانت الاجواء طبيعية في المخيم في الساعات التي سبقت عملية الازالة على انغام موسيقى صاخبة تبثها مكبرات للصوت ملأت اصداؤها الازقة الموحلة.
 
لكن بعض المهاجرين كانوا لا يزالون يتمسكون بامل بدء حياة جديدة في بريطانيا.
 
وقال كرهازي الشاب الافغاني الذي كان لديه على غرار كثيرين اخرين في المخيم، اقارب في بريطانيا، "عليهم ارغامنا على الرحيل. نريد الذهاب الى بريطانيا".
 
اما عباس الشاب السوداني فقال انه يخشى ان يواجه متاعب في حال رفض المغادرة.
 
واضاف "كثر يرفضون الرحيل. قد يسبب ذلك مشاكل لاحقا. لهذا السبب كنت من اوائل الذين غادروا المخيم لا اريد ان ازج في مشاكل".
 
من جهته، تناول الشاب السوداني فيصل وهو مصمم ديكور، الامور من وجهة نظر فلسفية بقوله ان "علينا ان نحافظ على كرامتنا مهما واجهنا. يقول المسؤولون اننا غدا سنبدأ صفحة جديدة افضل. فلنأمل ان يكون ذلك صحيحا".
 
- "بلادي غير آمنة" -
وقال فرحان وهو اثيوبي في ال12 من العمر انه يتمنى لو يعود الى دياره بعد ان قام برحلة بحرية صعبة من ليبيا الى ايطاليا من حيث توجه الى كاليه.
 
واضاف "لكن بلادي غير آمنة. اشعر بحزن كبير منذ ان تركت اسرتي العام الماضي. لم اتمكن حتى من الاتصال بهم والتحدث اليهم".
 
وفرحان بين اعداد كبيرة من القاصرين من قومية الاورومو التي تشكل غالبية في اثيوبيا وتنظم منذ عام احتجاجات ضد الحكومة المؤلفة اساسا من اقلية التيغري.
 
وقال سولان وهو متطوع اثيوبي في ال24 يهتم بالقاصرين "مثل الجميع، وصل الى هنا وحده".
 
واستقبلت بريطانيا الاسبوع الماضي نحو مئتي قاصر من دون مرافقين كانوا يقيمون في مخيم كاليه وفق ما اعلن بيار هنري المدير العام لجمعية "فرانس تير دازيل" (فرنسا ارض اللجوء) لوكالة فرانس برس.
 
واوضح هنري انه من اصل 194 قاصرا تم استقبالهم في بريطانيا "افاد 141 من جمع الشمل العائلي"، لافتا الى ان ال53 الاخرين "ومعظمهم فتيات نقلوا السبت بوصفهم يعانون وضعا غير مستقر".
 
ولاول مرة اعتمدت بريطانيا هذه الالية التي نص عليها تعديل اقر في ايار/مايو ويتيح استقبال لاجئين قاصرين من دون مرافقين رغم افتقارهم الى رابط اسري، وفق وسائل الاعلام البريطانية التي قالت ان غالبية الفتيات اللواتي افدن من هذا الاجراء قدمن من اريتريا.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد