هزائم الحقوقيات في السعودية - سارة مطر

mainThumb

25-10-2016 09:32 AM

البطولة الحقيقية هي في المرأة المواطنة ذاتها، تلك التي تقاوم ظروف الحياة المعتادة، وتفني ذاتها تجاه أبنائها وتعهد بالعمل على مختلف الأصعدة.
 
لست ضد البطولات النسائية الحقوقية في الخليج وفي السعودية تحديدا، ولكني مازلت أبحث عن نقطة تحول فلا أجدها، وحتى بعد دخول المرأة السعودية إلى مجلس الشورى وبعدها إلى مجلس البلدية، لم أشاهد حتى هذه اللحظة ما يمكن لي التصفيق لهُ أو حتى الاهتمام بالكتابة عنه، لا يوجد تفعيل حقيقي لأي منصب تتسلمه المرأة في السعودية، وتبقى المرأة الوحيدة التي تستحق التكريم لعدم انزلاقها في الخوف، وشجاعتها في معركتها مع الحياة في ظل مجتمع ذكوري، هي من تجاوزت كل هذه المناصب وبادرت لتحقيق مكاسبها الحياتية والشخصية، دون اللجوء إلى الزعيق والمطالبة، ولا يعني ذلك أن نكمم الأصوات العالية والمؤثرة، على العكس تماما لا يمكن أن يظل المرء صامتا أبد الدهر، ولكن لا أرى لأي من اللجان المختصة بالنساء دورا قياديا وحاسما، إنما من وجهة نظري لا تزال مجرد صورة وعدد إضافي.
 
البطولة الحقيقية هي في المرأة المواطنة ذاتها، تلك التي تقاوم ظروف الحياة المعتادة، وتفني ذاتها تجاه أبنائها وتعهد بالعمل على مختلف الأصعدة، المرأة التي تقوم بأكثر من دور حينما يغيب زوجها لأي ظرف من الظروف، تلك هي الصورة المعتادة من المرأة العربية، والتي تختلف عن الصور الفوتوغرافية لعضوات مجلس الشورى، في اعتقادي أنه لا بد أن تكون هناك دراسة نفسية واجتماعية عن اللاتي يظهرن أمام عدسات الإعلام، مطالبات بالدفاع عن حقوق المرأة، وأهم ما ستكتشفه الدراسة من أول قراءة لهن سواء عبر مقالاتهن أو أثناء ظهورهن على التلفزيون، قوة “الأنا” العالية والفوقية التي لا يمكن تقبلها، ونعود لنؤكد على أن مثل هذه الدعوات إلى المبادرة على ما من شأنه أن يرفع من قدر المرأة لا يمكن الوقوف ضدها، لكن المدافعات أنفسهن يحتجن إلى معالج نفسي بشكل لا يمكن التهاون به.
 
لا يمكن لنا إقصاء الصوت الآخر، ولكن ما تمارسه المدافعات عن حقوق المرأة يسبب في الكثير من الأحيان الغثيان، والشعور بالمرارة إلى جانب العنصرية اللفظية، ومحاولة السباق في الظهور الإعلامي، كل هذه الصور التي تصادفك عبر قنوات التواصل الإعلامي، من دون حتى أن تتعمد متابعتها ستشكل حاجزا وهميا، لتدرك بأنه حتى الآن لم يظهر الصوت الذي تريد المرأة السعودية أن يمثلها، الشيء الوحيد الذي لمسته في عدد من الأصوات التي تحاول أن يصل صوتها إلى الحكومة والشعب، أن معظمهن يعشن في حال مستقرة ومرفهة، ورغم تلك الحياة الطيبة إلا أن ذلك لم يمنعهن من أن يشاركن الأخريات بؤسهن اليومي، عدا ذلك فأنا لا أرى في الأصوات التي تظهر أي قوة تذكر.
 
في السادس من نوفمبر عام 1990 ظهرت أول مظاهرة نسائية تنادي بأحقية المرأة السعودية لسياقة السيارة، وفي الأربعة أعوام الأخيرة ظهرت أيضا مناشدات من قبل عدد من النساء في السعودية للمطالبة بقيادة السيارة. 26 عاما لم تحقق فيهم المرأة أي انتصار في ما يتعلق بسياقة المرأة للسيارة، حتى بعد ظهور الهاشتاغ الذي لا يزال نشطا حتى الآن، حيث تطالب فيه المرأة بسقوط ولاية الرجل عنها، في بداية الأمر استطاع هذا الهاشتاغ أن يحرك الكثير من الدعاوى ويكشف المهام الخطرة التي يمكن أن تؤول إليها حال المرأة إذا ما استمر الرجل في اضطهادها، ولكن ماذا حدث الآن؟ منذ بدء المطالبات ورفع البرقية لخادم الشريفين، ما الذي حدث؟ لا شيء يذكر. بالرغم من محاولة القائمين على الهاشتاغ إحياء مطالبهن بين حين وآخر، ولكن لماذا فشل؟ فشل لأنه لم ينجح في تحقيق أي نتائج تذكر، لماذا المطالبات حينما تأتي عن طريق النشطاء لا تنجح، بل تصبح مستفزة وأقرب من أن تكون منصفة أو تحمل الطابع الإيجابي والتنويري، هل الخطأ من قيمة المطالبات رغم أهميتها؟ أم الخطأ في القائمين على هذه الحملات؟
 
 
صحيفة العرب
 
*جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط*


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد