صحيفة القدس وإجراء مقابلة مع ليبرمان

mainThumb

25-10-2016 10:36 AM

مع أن المواقف الشخصية كما الرسمية لأفيغدور ليبرمان، وزير الأمن في دولة الكيان الإسرائيلي الغاصب، من الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، بما فيها من عنصرية، ورفض للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه ومياهه وحقه في إقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني معروفة كوضوح الشمس في كبد السماء، إلا أن إجراء مقابلة صحفية معه من قبل صحيفة القدس لا يعتبر جرما يستوجب إيقاف توزيع الجريدة في قطاع غزة على سبيل المثال.

 
 
لم ترتكب الصحيفة خطأ فادحا بإجرائها المقابلة، إلا في سياق ما يعتبر من قبل البعض مخالفة لقانون النشر والمطبوعات الفلسطيني الذي يجرم كل أنواع التطبيع مع الاحتلال، كما أن هذه المقابلة من حيث المبدأ لا تعتبر تطبيعا مع الاحتلال بالمعنى الحقيقي لمعنى كلمة التطبيع كما أفاد بذلك السيد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، كما أنه ليس منبرا إعلاميا دون مقابل، وذلك يبرز من عدة حقائق ظاهرة جلية على الأرض الفلسطينية.
 
ولتجنب أي من التأويلات لهذا المقال في هذا المقام، فإن الموقف من أفيغدور ليبرمان، يجب أن يظل كما هو دون تغيير، والإعلان في كل منبر صحفي وإعلامي واجتماعي وسياسي عن حقيقة الرجل وتاريخه ومواقفه المعروفة تفصيلا من القضية الفلسطينية، حيث عمل على عرقلة التوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ضمن حدود آمنة ومعترف بها دولياً، تُشكّل أكبر أمنيات الشعب الفلسطيني وهدفه المنشود.
 
كما أن منالمعروف عن ليبرمان انتماؤهلليمين المتطرف، وهو صاحب رأي متعصب للغاية في الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، وكان يرى في تهجير ما تبقى من الفلسطينيين (ترانسفير) في موطنهم حلاً شاملاً للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، وعبّر في العديد من المناسبات عن معارضته لليسار الإسرائيلي في رؤيته لحل المشكلة الفلسطينية، كما تجب الإشارة في هذا السياق إلى أن الرجل صاحب نظرية تدمير السد العالي في مصر في حالة نشوب حرب بين إسرائيل ومصر.
 
نعود فنقول بأن المقابلة التي أجرتها صحيفة القدس مع ليبرمان لا تعتبر من وجهة نظر شخصية، تطبيعا بالقدر الذي يمكن من خلاله التعرف على مزيد من مواقفه الشخصية ومواقف حكومة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني، وحل الدولتين وأية مسائل أخرى مما يهم الشعب الفلسطيني أيضا، والتي إن ظهر خلافها في اللقاء الذي أجرته صحيفة القدس، فإنه يعتبر مدخلا إضافية إلى فضحها وكشفها على الملأ، وتعرية كل المواقف التي يتحدث عنها لييرمان سواء باسمه أو باسم حكومة كيانه الغاصب، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، تحذيره من أن اندلاع حرب جديدة مع قطاع غزة فإنها ستكون الأخيرة، ما يوجب توخي الحذر منه والاستعداد لما هو قادم، بمعنى أن دولة الكيان الإسرائيلي ربما تخطط لإعادة احتلال قطاع غزة مجددا وضعها تحت سلطتهاوإنهاء الوجود العسكري فيه لفصائل المقاومة الفلسطينية هناك.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد