عن الحرب على داعش - سعاد عزيز

mainThumb

25-10-2016 10:51 AM

لاتزال الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية"داعش"، مستمرة و مع الاخذ بنظر الاعتبار ت?بد التنظيم خسائر ?بيرة و ملاحظة إلحاق الهزيمة به في مناطق مختلفة، ومع إن الح?ومة العراقية و بتعاون و تنسيق مع التحالف الدولي قد بدأت حملتها لتحرير الموصل، ل?نه مع ذلك لايزال يقف على قدميه و يبادر بين الفينة و الاخرى بهجمات العديد منها مؤذية سواء ضد الحشد الشعبي و الجيش العراق او ضد القوات ال?ردية، وهذا يعني بأن الحديث عن حسم قضية داعش و إنهائها، مازال في غير اوانه.
ظهور داعش في سوريا و صيرورته رقما صعبا على الساحة السوريـة و من ثم إنتقاله للعراق و وصوله الى حد تهديد العاصمة العراقية بغداد بعد سيطرتها على مساحات شاسعة على أثر سقوط الموصل في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المال?ي، أمر يجب أن يتم البحث و الاستقصاء فيه بروية و التمعن في الاطراف و الجهات التي إنتفعت و إستفادت من ظهور هذا التنظيم المتطرف، ل?ي يتم تحديد اساس قوة و سبب بروز هذا التنظيم و هذا الدور الذي أو?ل به على حين غرة.
?ما تم التأ?يد من قبل محللين و مراقبين سياسيين مختلفين، فإن بروز داعش ?قوة مؤثرة و فعالة على الساحة السورية ?ان مقترنا بتلك الفترة التي اوشك فيها النظام السوري السوري على السقوط و?ان المجتمع الدولي يتجه لدعم و تإييد الثورة السورية بل وحتى ان طهران و على لسان أ?ثر من مسؤول رفيع المستوى قد بدأت بإطلاق تصريحات ألمحت فيها الى تخليها عن نظام الاسد و عدم إستعدادها للقتال دفاعا عنه، وفي تلك الفترة أيضا بدأ الحديث يتزايد عن بدء العد التنازلي لإنتقال زلزال التغيير لإيران، حيث تم إعتبار سقوط دمشق بداية لإختناق حزب الله و وأده و بالتالي تعبيد الطريق و جعلها سال?ة لطهران، وهو ماأطار صواب القيادة الايرانية و دعاها للتحرك بأسرع مايم?ن لتلافي ذلك.
الشئ بالشئ يذ?ر و ان إسترجاع الاحداث و الوقائع التأريخية بمثابة مفتاح و دليل و منار لفهم الاوضاع الحالية و حتى المستقبلية و تفسيرها، وتذ?ر اواخر عام 2005 و بداية 2006، حيث بدأ الامري?يين بالعمل لتقليص و تحديد النفوذ الايراني في العراق، وحينها تم إطلاق تحذير من طهران من أن لديها ال?ثير من الخيارات لقلب الطاولة على رؤوس الامري?ان و خلط الاوراق، وسرعان ماتفاجأ العراقيون و العالم بحادثة تفجير مرقدي الامامين العس?ريين في شباط 2006، والتي أشعلت نار الحرب الطائفية في العراق و بالتالي وضعت الامري?يين في وضع حرج و صعب جدا، وقد ?انت عملية إستخبارية منظمة 100%، حيث إعترف قائد القوات الامري?ية وقتئذ الجنرال جورج ?يسي في تصريحات لاحقة له بأن طهران هي التي دبرت الحادثة، وان بروز داعش ?قوة مؤثرة على الساحة السورية ?انت أيضا لعبة بهذا الاتجاه لتحقيق هدفين استراتيجيين، تجليا في درء خطر السقوط عن دمشق من جهة وبالتالي و ?نتيجة منطقية لذلك أبعاد شبح التهديدات عن طهران من جهة أخرى.
دخول داعش للعراق أيضا ?ان يصب في مصلحة طهران و التي ?انت تعيش فترة تراجع في نفوذها على أثر رفض بقاء المال?ي لولاية ثالثة و إجباره على التنحي عن منصبه و في نفس الوقت الهزائم التي تم إلحاقها بحزب الله اللبناني في سوريا و حالة الضعف التي ?انت تعاني منها قوات النظام السوري، فإن ?ل هذه الحالات السلبية تم معالجتها و تعديلها لصالح دمشق و طهران، وإلقاء نظرة على مدى توسع التواجد العس?ري الايراني في العراق بعد دخول داعش لهذا البلد، يدفعنا لتفهم اللعبة و أبعادها، علما بأن غض الطرف الامري?ي و الغربي عن هذه اللعبة التي قامت بها طهران، انما جاءت لمصالح و إعتبارات خاصة بها حيث ي?في أن نشير أن ال?ثير من"خردة السلاح المستهلك"، قد تم بيعها لدول المنطقة بحجة داعش والان?ى من ذلك أن إيران باعت ماقيمته 10 مليارات دولار من سلاح"خردة" للعراق بحجة تقويته لمواجهة داعش، واننا نتساءل: ترى من الذي يتضرر حاليا لو إختفى تنظيم داعش و إنتهى؟ ثم لماذا يتراجع التنظيم عن إلحاق الهزائم به بإتجاه الاراضي السورية؟ 
الملاحظة الاهم التي يجب علينا الانتباه لها جيدا و أخذها بنظر الاعتبار، إن التر?يز على تنظيم داعش الارهابي، يتقرن بالتر?يز على التطرف و الارهاب ببعده السني و تجاهل و ترك بعده و عمقه الشيعي الذي تمثله الميليشيات و الاحزاب الشيعية التي تقوم بممارسة نفس الادوار، ومن الواضح جدا إن الممسك بزمام أمور هذه الميليشيات هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية دون غيره، وإن غايته و هدفه على المديين القريب و البعيد أ?ثر من واضح، وإنه ومن دون أن يتم إقتران إنهاء داعش و الميليشيات و الاحزاب الشيعية المتطرفة معا، فإن أساس و جذور المش?لة ستبقى، وست?ون طهران المستفيدة الا?بر!
 
 
suaadaziz@yahoo.com
 
?اتبة مختصة بالشأن الايراني. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد