بالصور .. اشهار كتاب البابا فرنسيس

mainThumb

26-10-2016 03:45 PM

عمان - السوسنة : تهاني روحي حلمي - باب الرحمة دائما مفتوح ،، هذا ما قاله البطرياك فؤاد الطوال في حفل إشهار النسخة العربية من كتاب قداسة البابا فرانسيس وعنوانه: "اسم الله المحبة"، الذي قام بترجمته إلى اللغة العربية المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام. ولعل هذه الرحمة والتي ما أشد ما نحتاج اليها في أكثر من أي وقت مضى بسبب ما نراه من ممارسات تدل على قساوة القلوب وخلوها من الرحمة. فهناك فرج لكل ضائقه ودائما باب الرحمة مفتوح لكل من يتوب ويعود الى انسانيته.

 
وقال وزير الثقافة نبيه شقم : " إننا نعيش وسط عالم متناحر متضارب المصالح والأهواء وضجيج يكاد يقضي على كل ملامح الاستقرار والنهوض في سبيل الوصول إلى أهداف مادية وسياسية تخدم من لا يرى في هذا العالم غير مصالحه الخاصة وأنانيته المنفرطة وأحاديته في التفكير بحيث لا يرى غير صورته وأهدافه وغاياته على حساب حقوق وكرامة الإنسان.
 
وتساءل "هل نصل إلى عالم معافى من كل مرض وتهميش وكراهية وفقدان حريات وإقصاء للعدالة دون الرجوع إلى القيم الإلهية، في زرع المحبة والاجتهاد والسلام والرحمة والمودة وهي القيم السماوية السمحة التي جاءت على لسان الأنبياء والرسل والكتب السماوية المقدسة؟".
 
تابع الوزير شقم: من هنا نرى في كتاب البابا فرنسيس "اسم الله هو المحبة" عنوانًا ساميًا حقيقيًا لعدالة الخالق وغفرانه ومحبته المطلقة للإنسان معززًا ذلك بالدور الإيجابي الذي يقوم به قداسته في السلم العالمي وعلاقاته المتينة والمتميزة بالأردن.
أما البطريرك فؤاد الطوال  فقد أكد مجددا في الاحتفال الذي حضره المطران مارون لحّام ورؤساء الكنائس وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد كبير من فاعليات ثقافية وإعلامية في المركز الثقافي الملكي في عمان، إنه أمام جهالة العنف وحماقة القتل والظّلم، التي تجتاح عالمنا، لم يجد قداسة البابا فرنسيس سلاحًا يحارب به، سوى إعلانه سنة للرحمة، ونشره كتابًا حمل عنوان: اسم الله هو رحمة. فالله رحمن رحيم، حليم بالناس والعباد، يحمل لهم رسالة رأفة ومودة وحنان، بعيدًا عن أشكال العنف والتطرف والإرهاب.
 
وأضاف: منذ أن تسلّم قداسة البابا فرانسيس قيادة الكنيسة، وهو يثير دهشة العالم بأسلوبه البسيط في الحياة. وكنت أنا شخصيًا قد التقيت معه أكثر من مرة، ولمست هذه البساطة الكبيرة في التعامل ونمط الحياة. وأوضح أنه تماشيًا مع إصرار البابا المتكرر على أنه يريد كنيسة فقيرة تكون في خدمة الفقراء ومن أجلهم، في كل مؤسساتها من: جامعات ومدارس ومعاهد تربوية ومستشفيات، بدأ بتنفيذ برنامج إصلاحي شامل داخل دوائر الفاتيكان. فكافح الفساد ولاحق المفسدين، وشدد على أن الكنيسة هي بمثابة مستشفى ميداني لكل المرضى والباحثين عن العلاج والدواء، بالإمكانات المتاحة والمتوفرة بين أيدينا.
 
وتناولت أستاذة الشريعة في الجامعة الأردنية نداء زقزوق الرحمة من منطلق انساني وهو رقة القلب وانعطافه على وجه يقتضي التفضل والإِحسان. وقولنا بسم الله الرحمن الرحيم في بداية كل عمل وكل قول تأتي أهميته من ضرورة استحضار صفة الرحمة في كل ما يصدر عنا. وصفة الرحمن أشد مبالغة من صفة الرحيم، لأن الرحيم يرحم بسبب منه وبسبب من المرحوم الذي يستدرها أو يستحقها. أما الرحمن فهو الله تعالى فقط، الذي يرحم الجميع رحمة واسعة دونما استحقاق، والدليل أنه تعالى يرحم المؤمن والكافر، المظلوم وحتى الظالم.
 
من جهته قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر إن عنوان هذا الكتاب كافٍ للحديث عن عمق الإيمان بالله الواحد الرحيم؛ اسم الله هو الرحمة. وهو الإله الواحد الذي نعبده ونتبعه ونحاول في كل حين أن نتمم إرادته ومشيئته. وأوضح الأب بدر بأن هذا الكتاب هو الأول للبابا فرنسيس الذي سبق أن زار الأردن في شهر أيار عام 2014
 
الكاتب المتخصص في شؤون الفاتيكان أندريا تورنييلي
 
وذكر الكاتب الايطالي أندريا تورنييلي الذي أجرى مقابلات الكتاب مع البابا فرنسيس باللغة الإيطالية، إن كتاب البابا فرانسيس يوضح حقيقة الكنيسة التي لا تدين الناس لضعفهم ومعاناتهم ولكن تعالجهم بدواء الرحمة. فنحن نعيش في مجتمع يشجعنا على التخلص من عادة الإقرار بمسؤولياتنا وتحملها. فدائمًا الآخرون هم الذين يخطئون والآخرون هم دائمًا من يتميزون باللاأخلاقية. فدائما الخطأ على شخص آخر، وليس خطأنا. 
وكرر ما قاله البابا فرنسيس في بداية سنة الرحمة هذه: "إنني على ثقة أن يوبيل هذا العام الذي يحتفل برحمة الله سيعزز اللقاء مع هذه الأديان ومع التقاليد الدينية النبيلة الأخرى. أرجو أن يقودنا ذلك إلى حوار أكثر اندفاعًا حتى يتسنى لنا أن نعرف ونفهم بعضنا البعض بشكل أفضل. أرجو أن يزيل ذلك كل شكل من أشكال العقول المغلقة وعدم الاحترام، ويبعد كل شكل من أشكال العنف والتمييز".
وبالتزامن مع حفل اشهار الكتاب بنسخته العربية ، فهي فرصة لكل منا للوقوف مغ النفس ومحاسبتها، ونعتبرها فرصة لنغفر الإساءات والأذى اللاحق بنا من الآخرين عن قوة وطواعية، وأن نقف إلى جانب كل مظلوم، وكل محتاج، وكل من وقع عليه عنف العالم وقسوته، ليرى كل هؤلاء فينا وجه الله الرحيم، لأن اسم الله هو الرحمة".










تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد