لماذا اجتمع وزراء خارجية الأسد وإيران وروسيا في موسكو؟!

mainThumb

28-10-2016 04:22 PM

تستعد موسكو  اليوم لإستضافة إجتماع روسي إيراني سوري لبحث ملف الأزمة السورية، إذ يتضح أن التطور الجاري بخصوص هذه الأزمة، أنها وصلت إلى مرحلة ما قبل الإنفراج، على الرغم من التصعيد الكبير  ضد سورية وحلفاؤها، لذلك أصبح لزاماً رفع مستوى التنسيق بين روسيا وإيران وسورية، هذه القوى الثلاثة الفاعلة في المنطقة، التي يجمعها  حلف إستراتيجي عسكري في مواجهة  المشاريع الأمريكية الغربية في سورية، لذلك فإن هذا اللقاء سيكون مختلفاً عما سبقه، بجانب رؤية وطرح واضح لحل هذه الأزمة.
 
الإجتماع المقرر بين لافروف وظريف والمعلم ، من شأنه أن يسفر عن نتائج  قد تكون أكبر بكثير من نتائج إجتماعات الأمم المتحدة بشأن سورية، في هذا السياق أعلن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أن مسألة التسوية في سورية أمر مستحيل بدون إيران وروسيا، وأن إستبعاد هاتين الدولتين من العملية التفاوضية يعني خلق مشاكل جديدة، وقال كيري في كلمة ألقاها في مجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية: "لهذا السبب شكلنا في العام الماضي المجموعة الدولية لدعم سورية، والتي شملت جميع الدول المشاركة في النزاع، بما في ذلك روسيا وإيران"، وأضاف: "نحن نواصل أيضا بذل الجهود لإيجاد حل دبلوماسي في سورية،وأنا واثق من أننا سوف نجد طريقة للخروج من الأزمة ، الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،لا يمكن حل هذه المشكلة ببساطة عن طريق كتابة شيك لدعم اللاجئين، يجب إيقاف تدفقهم، وهذا يتطلب جهودا دبلوماسية واسعة، وهي أعقد مهمة وقفت أمامنا في أي وقت مضى" .
 
وقد يبرز من خلال هذا الإجتماع عدة عناوين ورسائل الى الغرب والى من يدعم الإرهاب تحمل مسارا للمرحلة المقبلة أهمها، استمرار الدعم الثابت لسورية،  وتعزيز التنسيق العسكري بين الدول الثلاث في الحرب على الإرهابيين، وتفعيل الطاقات السياسية لدى الدول الثلاث للتوصل الى آلية شاملة لوقف الحرب في سورية، بالإضافة الى دعوة للغرب الى عدم الإزدواجية في الملف السورية، فضلاً عن تأكيد على استمرار دعم سورية حتى إجتثاث الإرهاب.
 
تكمن أهمية روسيا بالنسبة للملف السوري، كونها تشكل غطاء دوليّاً يحمي سورية من أي تدخلات عسكرية فيه، فمن جهة تحمل روسيا شارة الفيتو التي تمكنها من حظر أي قرار أممي بصيغة عسكرية تجاه سورية، كما أن تواجدها في الميدان السوري يمنع أي دولة من التفكير في إجراء أي عملية عسكرية في سورية، وفي الاتجاه الأخر تكمن أهمية إيران كونها شريكاً ميدانياً عبر مستشاريها وجنودها على الأراضي السورية، كما أنها قادرة إذا اقتضت الضرورة على المشاركة في حرب حقيقية في حال ما إذا كان الخيار العسكري هو الحل الوحيد لحل الأزمة السورية، فعندما لوحت أمريكا بتدخل عسكري في سورية عام 2013، ردت طهران على هذا التهديد بالقول، "إن بلاد الشام هي معراجنا إلى السماء، وستكون مقبرة الأمريكيين" في إطار ذلك يمكنني القول إن المعطيات والنجاحات الميداينة تثبت فاعلية التنسيق بين العراق وسورية وإيران وروسيا، حيث إن هناك تقدماً كبيراً على المستويات السياسية والعسكرية في سورية والعراق.
 
بالرغم من  كل محاولات أمريكا وحلفاؤها الحد من النفوذ الروسي ـ السوري - الإيراني المتنامي في المنطقة، سواء بإستخدام أمريكا الأوراق التي بحوزتها ومنها الورقة الإرهابية، أو العقوبات السياسية والإقتصادية، إلا أن النفوذ الروسي ـ السوري- الإيراني يتقدم بإضطراد، تجلى ذلك بصمود النظام السوري بوجه محاولات الإسقاط، وبتحقيق إنجازات سياسية وميدانية، وبقطع اليد الغربية في الإقليم.
 
إن  التعاون الوثيق والمتنامي بين البلدان الثلاثة "روسيا -ايران- سورية" هو العامل الرئيسي لهزيمة الإرهاب وإجتثاثه من جذوره  في المنطقة، لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتماشى ويدعم هذه الجهود ويجند كافة طاقاته لمعاقبة وتقييد الدول التي تساعد وتعزز في المنطقة، في هذا الإطار سوف يصدر وزراء الخارجية بياناً مشتركاً عقب الإجتماع يحدد سبل الارتقاء بمستوى التنسيق القائم بين روسيا وإيران وسورية حول الملف السوري، وسيكون بمثابة خريطة طريق لتحركات واتصالات الدول الثلاث في المرحلة المقبلة في سبيل توسيع قاعدة التوافق، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يكون الإجتماع الثلاثي اليوم في موسكو مثمراً؟، وهل فعلاً سيتمكن المجتمعون من التوصل إلى حل سلمي لتسوية الأزمة في سورية ؟!
 
أخيراً ... إن إستمرار التورط الأمريكي في سورية ، وتصاعد ردة الفعل العسكري للجيش السوري وحلفاؤه ، واستمرار الجرائم التي تركتبها  الجماعات الإرهابية ، بحسب مراقبون ستحدد مستقبل وجود هذه الجماعات في سورية والمنطقة برمتها، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد