وطني ينزف ويذبح من الوريد للوريد - ماهر سلمان

mainThumb

28-10-2016 05:12 PM

عندما نرفع سقف التوقعات لاي شيء نحتاجة في أشد المواقف حرجا ً واحلكها ونكتشف بأنًّا كنَّا نحلُم وبأن حماستنا وثقتنا الزائدة كانت مجرد قنبلة فراغية تنفجر في وجه واقعنا المرير البشع الذي كل يوم يزداد سوء وينقلب من سيء الى أسوء ،، في تلك اللحظات القاسية التي تعصر قلوبنا ألما وتجعلنا مجرد أجذاع نخل  خاوية ،، عندما يتحول زمن كنا في شعب موحد  واصحاب قضية وكنا نسابق الموت من اجل قضية هي اعظم قضية بالتاريخ وهي القضية الفلسطينية ،،كنا نعيش كمناضلين وندفع ضريبة نضالنا من اجل وطننا في معتقلات الاحتلال كانت سنين عمرنا وحياتنا ثمن حريتنا ،،  كنا نخوض الصعاب والعذابات ونحن نبتسم لاننا كنا نؤمن ان هذا واجبنا ونفتخربانفسنا  برغم العذابات ،،كان المناضلين بوطني يتوقعون كل شيء الموت في سبيل الوطن او الاعتقال وهو ايضا نوع اخر من الموت وبمعنى اخر شهداء مع وقف التنفيذ  فداء  وطنهم وكانو يتقبلو الواقع برغم مرارته بكل ببساطه لان الهدف هو الوطن .
 
لكن الغير متوقع ان يشعر المناضلين بالوطن  مشاعر متضاربة تطحن أفئدتهم  بمرارة الهزيمة والضعف وتحقن أوردتهم  بفيروس الفشل وبكتيريا الخسارة ،، عندما يصبح الوطن مقسم الى قسمين الضفه الغربية وغزه ،، وان يصبح الاخوه الذين كانو ينامون على سرير واحد في معتقلات الاحتلال ويتقاسمون العذاب ويحولون العذابات الى ارادة بتماسكهم وقوة ارادتهم الى اختلاف تحت مسمى هذا فصيل كذا وذاك فصيل اخر ،، هنا من يتذوق تلك المشاعر من شجرة اليأس يموت موت سريري بطيء يجعل من الحياة هوة سحيقة مليئة بالأوجاع ويحفها ظلام حالك تختفي منه أدنى مؤشر لبصيص أمل يمكن أن يلوح في الأفق .
 
 
على عزف الألم أكتب بنزف قلمي حروفا  تعبر عن معاناة شعب شرب الحنظل لأجل الكرامة وتجرع  نقيع السم من ثغر العزة والشموخ التي تمسك بها وأبتسم للقدر بكل ثقة وهمس في وجه قائلا ً : سأكون ماردا ً في وجه ريح أوجاعك .
 
امام وطن يأن بالجراح كم هو محزن ومؤلم ما نمر به ،، لنجد أنفسنا لم نتمكن من شيء امام حالتنا الممزقه من الفرقه والانقسام ،،بكل بقعة من بقاع وطني جَرْح يَنبِضُ بهِ ألمٌ، ففي بقعة من بقاع وطني جرحٌ لا يتوقف نزيفه ولا يسكن ألمه ،،  بهِ أشخاص يحملون ولاء لتُراب الوطن ،، اختلطت دمائهم بترابه، احتضنوا الوطن وضحّوا بأرواحهم في سبيل إحياء وطن فتوقّف نبضهم لنبض قلب الوطن .
 
الم يحن الوقت ان تستفيق ضمائرنا امام كل هذه المعطيات والنكبات التي تحل بالوطن ،، وطن فقد الاف الشهداء والاف الاسرى من ابنائه ،، وبيوت تهدم بشكل يومي من قبل الاحتلال ،، من العار حقا ان نقف صامتين امام كل ما يحصل بالوطن  ،، وطن يسلب واسرى يتجرعون الموت ونحن نقف على الاطلال ،، حان الاوان ان تكون بوصلتنا وقبلتنا الوطن وحان الوقت ان نعيد امجادنا لتكتب بالصفحات الاولى بالتاريخ ونكون مثالا رائعا للاجيال القادمة .
 
الم يحن الاوان ان تستفيق ضمائرنا من اجل شعب عظيم ،،  شعب بالفعل أذهل العالم أجمع ،،  إيمانه بحريته و حكمته و صبره و وقيمه ومبادئه التي لازال يناضل للتمسك بها والاستمرار عليها ،،  رغم كل الصعاب ورغم المعاناة ،،  الآلام ،،  الحرمان ،،و الضغوط والمؤمرات التي تحاك ولازالت ضده ،،  إلا أنه صامد وسيبقى صامد .
 
 
رسالتي هي وحدتنا لا ولن نتهاون ونتخاذل للحفاظ عليها ،،  ودفع الغالي والنفيس في سبيل بقاءها ،، فهي صمام الأمان الذي به سنعيش ومعه سنحيأ.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد