قصة ما قبل النوم

mainThumb

19-11-2016 08:31 PM

جرت العادة في الماضي وقبل اختراع الوسائل المسلية كالتلفاز والاجهزة، الحاسوب والهواتف المتنقله التي اصبحت جزءا من حياتنا  لا غنى عنها ، حتى عندما إرتبط الانترنت بالهاتف باتت مشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات ونشرات الأخبار تقل تدريجيا وإستبدالها بمتابعة المواقع الاخبارية وايضا المواقع التابعة لتلك القنوات ، ونسينا أننا كُنا في الماضي غير ذلك تماما  ، بل خَرجنا من نمط الحياة الطبيعية ودخلنا في دوامة التواصل الاجتماعي ما بين المنشورات المتنوعه وتبادل الأراء ،  فمن حسنات هذه الوسائل ان البعض الذين لا يجيدون الكتابة والقراءة اصبحوا من القُراء ويكتبون سطورا .  
 
نعود الى طفولتنا ،كيف كنا نمضي وقت فراغنا ؟؟  وكيف كانت لدينا مواهب كثيره وتنمت مستقبلا ، اتكلم عن جيل السبعينات والثمنينات ،كيف جاءت فكرة اللعب بالكرة * الفطبول * حِينما جمعنا بعض القماش وكورناها وأصبحت كرة للعب ، حتى لو تم إستبدالها بفطبول مطاطي وإذا فرغ من الهواء او بالعامية  * فش *كان لا يهم بل كنا نلعب به حتى تستنفذ كل طاقاتنا المخزونه ، لأننا ندرك أهمية وأستيعاب فكرة القناعه بشكل أكبر ، ولا ننكر أحد منا هذا فُكُلنا عشنا تلك المرحله وتلك المشاهد التي لا تُبعد عن ذاكرتنا ، بل الطفولة الرائعة البسيطه جدا.
 
هل تتذكرون لعبة السكوتر ؟ قاعدة خشبيه المُركب عليها عجلات صغيره ويركبها الاطفال كالسياره المُصغره ، أو الطائرة الورقيه المصنوعه من ورق والعجين، افكار بيتيه تُصنع من وحي أفكار بدائيه مبدعه ، التي مَلئت حياة الطفوله وأشغلت تفكيرهم باللعب بكل بساطه وبدون أعباء ماديه ، عكس طفولة ابنائنا هذه الايام التي تُكلف مبالغ مالية وأعباء كبيره ما بين الهاتف الباهض الثمن المشحون بالانترنت ،وان سألت ما اقصى طموحك؟ يقول إنشاء لعبة إلكترونيه عن طريق برنامج وأبيعها ، عدا عن امراض العيون التي تتزايد بسبب الاشعه الناتجه من خلال الهاتف المضرّه .
 
عندما نَنظُر للحياة العصريه ، دعونا نَنظر إلى الأمهات والأباء الكُل مشغولا عن البعض حتى لو كانوا تحت سقف واحد ، والأبناء في الشوارع لبعد الساعة العاشرة مساءا في الطرقات بحجة اللعب  ، بعد ما تربينا نحن على حكمة تقول نام بكير وأصحى بكير وشوف الصحه كيف بتصير ،وكانت اقسى تهديدات للنوم جملة  نام ولا بجيك * ابو رجل مسلوخه* وسرعانا الطفل ينام حتى لو تجاوز من العمر العشرة أعوام  ، وإن رأت الأم صعوبة لنوم ابنها تقوم بسرد له قصة ما قبل النوم ، تربينا على نهج مُغاير للنهج الذي تَربى عليه ابناءنا ، مثلا هل فَكر الأب بٓصُنع لعبة الطائره الورقيه بيده امام ابنه؟  أقل ما يمكن استنتاجه الأبن كيف يَصنع لُعبة دون شرائها مهما كان ثمنها ، أو السكوتر بدلا من السياره التي تعمل على الطاقة الكهربائيه.
 
 ٤٠% نسبة الأطفال في الاردن حسب إحصاءيات أُجريت في الاردن مُؤخرا ، أكيد هُناك طاقات كبيره للاطفال تم الاهتمام بها ويجب الاهتمام بهاوضروري ذلك ، وكانت النتيجه فوزهم بمسابقات عالميه من خلال الرياضه أو مسابقات علميه لأن تم بناء أفكارهم بطريقها الصحيحه وتحفيزها بشكل ممتاز كالطفل المبدع مروان الجوينات.
 
نعود الى قصة ما قبل النوم ، حتى في زمننا الجميل كُنا أبرياء جدا وكنا نستمتع بما يقوله لنا ابائُنا طبعا نحن جيل السبعينات والثمنينات  وما زلت أستذكر قصة قرنزح وبرنزح ، اسماء غريبه تم ابتكارها للِفت مسامعنا وإذهانا لتلك القصة ، المهم انها كانت تقولها امهاتنا وتنيما على صوتها الحنون وتصورها لنا بأجمل صورة خياليه ونحن نكون بكامل الاستمتاع لها وكلنا شوق بنهاية تلك القصة  .
 
بتقول القصة كان ياما كان في قديم الزمان كان هنالك عنزه جابت توم واحد ذكر والثاني انثى وسمتهم قرنزح وبرنزح.
وكانت كل يوم الصبح تطلع وتسرح وترعى وترجع قبل المغرب وفي إيديها من الحليب والعشب وعلمتهم ما يفتحوا الباب لحدا الا ليها وبعد ما تنادي عليهم وتقول : يا قرنزح يا برنزح إفتح الباب معي العشب وبدياتي الحليب ،
وظّلت على هالمنوال ليوم شم ريحتهم الذيب واجا يتخمخم عند الباب وناداهم افتحولي وما رضيو يفتحوا الباب وخافو منه ، ومرة من المرات تَصّنت على الأم وسمعها وهي بتنادي عليهم ، والذيب راح أكل عسل مشان يغير صوته ورجع نادى عليهم والمساكين فكروا انه أمهم فتحوله الباب وقام أكلهم وراح نام تحت شجرة.
رجعت العنزة المسكينة عند الغروب وشافت الباب مفتوح عرفت انه الذيب الماكر ضحك على أولادها وأكلهم 
دورت عليه ولقته نايم ، ومشت شوي شوي حتى وصلت لعنده ونطحته ببطنه وسطحته وطلعت صغارها حممتهم ونظفتهم وعشتهم وناموا بحضنها وطار طيرها وبكرة بسولفلكوا غيرها ، برأيكم اين ابنائنا من تلك القصص حتى لو كانت خياليه ، هل قنوات الأطفال استغنت عن دور الأم وبالذات في قصة ما قبل النوم ؟ مهما كانت الأجوبة يبقى زمنا اجمل فيه البراءه والبساطه وايضا القناعه


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد