نقطة نظام

mainThumb

27-11-2016 08:30 PM

مِنْ أبشَع الصّور ألتي نَراها فِي مُجتمّعنَا كُل يَوم ونُلاحظُها بإزدِياد فِي الآوِنة الأخَيرة كَثرةُ المُشاجَرات، فحِينما الإنسان يَفقدْ وعيه ُوعَقلانيتهُ ويَدخُل في مُجادَلة تَبدأ بِكَلمِة ورأي ومِنْها مُشاجَرة وتَنتَهي بِجريمةَ قَتل لا سَمحَ الله ، فَبُعِدت عَنّا مَلامِحَ الصّبر والأحِترام وجَمَال روحِنا وبِحَلاوةِ السّمَاح وحُسنِ الخُلق وكَأننا لمْ نَتعلم مِنْ القِيم الإسلاميّة وتَهذيب النْفس أي شَيء بل سَبقتنا الدّول الغربيّة والأجنبية في تَعليِمها وتَطبيقها فِي الوَاقِع .
 
وبالرَغم إن العِلاقات الإجتماعِية ألتي كَونّاها مِنْ خِلال الصّداقة والأخوة والإحتِكاك المُتزايد جَعّلت مِنا أكثر العِلاقات فيها سَعادة و وِِد ورَاحة نَفسيّة مِنْ خِلال التَعارف والمُجامَلة عَن طَريق العَمل أو الجيرة أو القَرابة، لَكِنْها للأسَف فِي أيّامَنا هَذهِ كُل واحَد مِنّا يَنتظر الأخر عَلى غَلطة صَغيرة ومَوقف، لأسباب تعنُد أحَدهم الآخر وإسلوب الإستفزاز ليِظهَر اسوء مَا لديَهُم لتَصُبح مَوقِف قَابِل للشِجار ومِنها جَلب الفَزعة مِنْ أبناء العَشيرتين والأصدقاء بالرغّم أنَّ الفزعَة حَسب عَاداتِنا وتَقاليدنا فِي السَابق مِنْ مُميزات الشَعب الأردني لَكنْ تَغّير مَعناها بَدل أنْ تَكون حَاضِرةً للخَير وكَف الشَّر أصبحت عَادة لتَكوين الشِجار وتَضَخّم المُشكِلات ، حَتى أثناء قِيادتنا للسِّيارة كَمّ تَظهراخلاقُنا مِنْ خِلال القِيادة وخَاصة اثنَاء الأزمَات وكَأنْنا فِي سِباق ومِنها تَنتهي ايضا  بمُشاجَرة ، وَفي الصروح العِلمّية التي نَتباهى فِيها عَالمياً تَحدُث المُشاجَرات الطُلابية لأسبَاب مُتَعدده وتُستَخدم أدوات الشِجار مِنْ عِصي وغَيرُها مِنْ أدوات غَير لائِقه لهذا الصّرح، واخيراً المُشاجرات العَائِلية كَم سَمعّنا عَنْ جَرائِم قُتِل فِيها الأخ اخاهُ او الإبِن والدِهُ او العَكِس .
 
نَحنُ فِي عَصرْ عَانى مِنْ ازمَةَ أخلاق سَواء فِي المشُاجَرات او بَعض تَصرُفَات غِير مَرّغوب بها ، كَم سَمِعنا بِمُنَظمة الأخلاق العَالميّة لَكنْ صِدقا لا نَعرِف شَيئا عَنها ، أو بِالأحرى لا نَحتاجُ أن نَسّمَع عَنّها لأنْ مُنظّمة الأخلاق تُبنى فِي كُلِ نَفسْ بَشرية ، كُل مَا يَحْتَاجهُ الإنسان إلى إعَادة ضَبط نفسه بِما تُنَاسبهُ الظُروف وحَاجات المُجتَمع ومِنْها هَيكلة تَصرفاتِنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد