خبز وحرية وبساطير عربية ؟!

mainThumb

01-12-2016 10:32 PM

تصنيع الخوف أصبح  واقعاً نراه بأعينهم ونسمعه من صديد حناجرهم عندما  ينادون " يا الله" خوفاً وألماً واستجداءً بأن يُفتح ممرُ آمن؟! ربما...  أو أن  تتأخر قذيفة عمياء عن الوصول إلى ما تبقى من أشباه المستشفيات المهدمة؟! أو أن يمنحوا فرصةً لفتح الشوارع المزدحمة بالأشلاء والرؤوس والأمعاء والأقدام المبتورة التي تشي بعمر الشهداء  ؟! لتسهيل عملية الفرار من الموت .. فالشبيحة من خلفهم والمفاوضون من أمامهم والروس من فوقهم والعرب مختبئون في سراديبهم من تحتهِم ؟!

فأين المفر ؟؟
 
هذا الدم والدمع الذي يسيل على جسد العروبة الممزق أتخم الأرض قسوةً ، حتى الكلاب استصاغت طعم " آدميتنا"  ونحن ما زلنا نترقب هدنة بحجم " عشرة أيام" ؟ 
 
أو لا تقل عن "عشرة أيام"؟ بعد أن طال الصمت بدأت  المساومات الكاذبة   وكأنهم يطالبون على استحياءٍ " دولي" استراحة موت ؟! استراحة تعداد جثث ؟؟؟ 
 
هذا الضبابٍ المُلطخ بدماءٍ عربية مُسلمة موحدة لا تملك من حُطام الدنيا شيئاً ، ولا ذنب لها ببقاءها هناك إلا أنها تأملت ذات صبرٍ بأن تنتهي هذه السنوات العجاف وأن ينبت الياسمين ؟! ما زالت تنتظر "موافقة" لإدخال المساعدات ووقف الحرق لمدة عشر أيام فقط ؟!
 
"بأسهم بينهم شديد، تحسبُهم جميعا وقلوبُهم شتى"
 
هذه الحرب أسقطت الستار على " قذارة" البشر فلو كانت القلوب واحدة لما تمزقنا، ولو لم ينفجر الكبت الذي خلفته السياسات القمعية في الشعوب لما تنازع الأخوة على حق الحياة وأصبحوا أدوات هدمٍ وأخرجوا الشياطين المصفدة في قلوبهم ليشاركوا في حرق ما تبقى من الضمير ولما تاجروا ببؤس الضعفاء .. أبناء بلدهم ؟!
 
لعل الواقع اليوم يفرض علينا الإقرار بوجود دخان الفرقة والشحناء والبغضاء .. فقلوبنا شتى !!
 
أزمة الخبز ...
 
لم يرهق كرامتنا يوماً إلا " الخبز " ولم يشق صفوفنا يوماً إلا " الحرية" ولم يصل بنا الحال إلى هنا إلا برعاية " البساطير العربية" 
 
المعادلة بسيطة جداً " خبز ، حرية ، عدالة اجتماعية" أصبحت تُقابل بحكم العسكر ؟!
 
ومعادلة أخرى أشد بساطةً " حرية" تعني كلٌ يغني على ايدلوجيته ؟! والفيصل " حكم العسكر " 
 
والصمت أرعن والخوف أخرق والشعوب مُنهكة و" ربطة الخبز " أصبحت سلعة الموت ؟!
 
 
إذا نظرنا إلى الحريق العربي الذي يمتد سنعلم يقيناً بأن هذه المآسي نتاج زرعنا وتغنينا بشقائق النعمان التي أشبعناها دماً وننتظر أن تزهر أملاً ؟!
 
ونتاج تباكينا على بطولاتٍ ولى زمانها وكأن العالم العربي عقيم عن إنجاب أبطال لهذا الزمان ... 
 
فما أكثر أسماء المعارك اليوم وما أقل إنتصاراتنا ؟!
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد