قهر الفقر بزمن البرد

mainThumb

03-12-2016 06:00 PM

فِي كُلِ دّول العَالم يُوجد هُناك فَقر و هَذا أمر طبيعي ، ونَعّلم جيداً أنْ الفَقر عِبء ومُعَاناة كَبيرة على كُلِ دَولة كَانَت عَربيّة أو أجنَبية وإنْها تَشتد حَالات الفَقر وتُزدّاد  حِينما تَقل إيرادات الدَولة وتَعتمد على جِيوب المُواطنين ليَكون الحَل الأول لأزمَاتِها المَاليّة مِنْ خِلال زيّادة الضَرائِب  ورَفع الأسّعار وقلةِ الروَاتب وتَقليص الوظَائف الحكوميّة .
 
وهُناك دِرَاسات وطَنيّة ونْشَاطات و بَرامِج مجُتمعيّة حُكوميّة وخَاصّة ومُبادَرات وجِدت لِحلّ هَذهِ الظَاهِرة لكِن لا جَدّوى لها للأسف وإنْ كَان هُناك حُلول فَهي مُؤقتة وغَير دائمة ، فالحَال يَزْدّاد سوءً لِضّعف هَذهِ الدِراسات والخِطط والتَعامُل مَعّها بُكل جِدية لأن هَذه البَرامِج تَعتمد على شرائِح مُعينة لَم تَصل الى المنَاطِق الأكَثر فَقرًا المَوجودة فِي القُُرى والبَعيدة عَن عَاصِمة عَمّان وبَاقي المُدن  ، وإنْ السِّياسات الأقتِصاديّة لَمّ تُأخُذ بِعَين الأعتِبار مَا يُسمّى خَط الفَقُر  ،  فالكُل اصّبَح مَا دون ذَلك الخَط وهُناك تجاهُل مُتَعمّد لَه وإن كَان غَير ذَلك لأصبحَ الكُل رَاضي عَنْ مُستواه المَعيشي  ، قَبل عَام تَقريبا اُجريَ تَعداد للسُكان  ، ياهَلّ تَرى كَمّ نِسبَة الفُقراء فِي الأرُدن الذين لا يَمّلِكون تَقاعُد او رَاتِب شَهري او دَخل مِنْ التَنميّة الإجِتماعيّة؟  ، ولو قِسّنا بِما يَمتَلكُه المُواطِن مِنْ إيرَاد وظّيفي مَثلاً كَالرّاتِب الموظَف العَادي لوجدنَاه فَقيراَ جدا، أنا أتّكَلم عَنْ الأُسرَة العَاديّة جِدا  وأصحَاب الدّخل المحَدود .
 
وغَيّر ذَلك مُنَاداة الفُقَراء وخَاصّة ممن لَديهُم أبناء فِي الجَامعات والمَرضَى لأهل الخَير فِي المُساعدة حِينما نُتابِع الإذاعَات والبَرامِج التلفزيونيّة ، فأينَ المَسؤولين مِنٔهم وهَمّ يَتكلّمونَ بُكلِ ضُعف وشَفقة ؟ أين المَسؤولينْ واصّحَابِ القُرار عَنْ ذَلك الفَقر الذي هُوَ هَمّ ومَقتّ لِكُلِ رَب أسرَة ، وكَيف أنْ يَكون هُناكَ عَجزٌ فِي المُوازنة كُلَّ عَام ويتَحَدثونَ عَنْ الانِجازات غَيّر المُقنعة ولَم يُذكَر ان هُناك إنجاز للسيطَرة على مُستويات الفَقر . 
 
ونَعود الى قَهر الفُقَراء فِي وَقتَ الشِتاء  ، بّرِد قَارس وضُعفَ امكَانيات شِراء ابسَطَ أدوات الدِفء فَمُعظَم إعِتمَاد الأسُر عَلى مُواد مِثّلَ الجِفّت والحَطب لِعَدم إستطِاعتهُم ِشِراء مُواد النِفّطيّة بِسبَب قِلةَ المَال لأنّها سيُربِك مِيزانيّة المَنزِل التي يَعّمل جَاهِداً  رب الأسُرة في مُحَاولة تغَطيّة أعبائهِ المَاليّة ، ومِنْ جِهةٍ أُخرى للأسَف سَتكثُر الأمراض النَاتِجة عَنْ الروَائِح والغَازات السامّة والأختِناقَات وعَدا عَنْ حَالّات الوفيّات التي تَنتُج عَنْ الحَرائِق فِي كُلِ عَام .
 
ايُّها المَسؤول وما أكَثر المَسؤولِين فِي هَذا البـّلد أردُنا الحَبيب ، أرُيد أن أقول أن جِيوبَ الفَقراء لَمّ تَعُد لَها جِيوب مِنْ كُثرةَ الدّيون والأعباء المُتراكِمة ، والمِنَح والمُسَاعدات التي تَأتينا مِنْ المُنظّمات الأجنبيّة والمحلّيّة و تُقسَم مَا بَين اللاجئ والمُواطِن الأردني وهَذهِ حَقيّقة ،وهل هَذا برأي أهلَ الإقتصَاد يكفي لحل قَضيّة الفَقر ؟ ، فأيّن كَرامَة المُواطِن مِنْ العَيش الكَريم ، أرجُوكم أوجِدوا حُلولاً جذريّة وبعيدة عن مآ بقيَّ فِي جَيبِ المُواطِن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد